CET 00:00:00 - 30/11/2009

المصري افندي

بقلم: حكمت حنا
هدأت حدة الإحداث السياسية وتنفسنا الصعداء بعد توقف الإعلام المصري عن الشحن الإنفعالي والتعبئة الجماهيرية لأحداث مباراة مصر والجزائر لنبدأ الدخول في أيام العيد وفترة من الإسترخاء الذهني والجسدي، وبطبيعة الحال لن يستطع أي من يعمل بمهنة البحث عن المتاعب أن يظل بمنزله دون رؤية الشارع ولو ليوم واحد، وما أن نزلت أول أيام العيد حتى لاحظت سلوكيات جماعية مشينة متمثلة في معاكسات مستفزة تصل لدرجة التحرشات الكلامية والجسدية من بعض الشباب مع بني جنسي، والغريب أن تجد صبية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر يتصرفوا بغوغائية في معاكسة الفتيات وأيضًا الشابات وكأنهم ينتظرون الأعياد لتفجير حالة من الكبت الجنسي الذي يظهر بصورة مستفزة وحشية تنم عن غوغائية سلوكية.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الهرج والفوضى حتى كاد الأمر أن يصبح ظاهرة متكررة في الأعياد فقط وبشكل عام في التجمعات تستدعي الوقوف أمامها لمعرفة أسبابها لإنها تنذر بحالة من الإنفجار الجنسي، فهل أصبح العيد المنفذ الوحيد للإعلان عن حالة الكبت الجنسي ليظهر بصور مختلفة من ملامسات واعتداءات باليد وتحرشات كلامية وجسدية خاصة في الأماكن المزدحمة لتجد عربات الشرطة متواجدة بأماكن التجمعات في المراكز الرئيسية بدور السينما والمسارح (والمولات) محلات تجارية وبالطبع تشاهد حملات القبض على مجموعة من المنحرفين والمشاغبين لتزدحم بهم تلك العربات.
والشيء الملاحظ بوضوح أن ساكني الأحياء الشعبية الفئة الغالبة التي تتكدس في أماكن رئيسية بوسط البلد لتشاهد وترى سلوكيات المصريين على حقيقتها في سلوكيات الأكل والهزار والكلام وتعالي الأصوات وصولاً لدرجة الصراخ بشكل استفزازي داخل وسائل المواصلات وتحديدًا بمترو الأنفاق، فهل يمكن تبرير تلك السلوكيات الفاضحة على أنها تعبير عن حالة من الفرحة بالعيد؟
مشاهدتي لحال المصريين أول وثاني أيام العيد جعلتني أسترجع حالة الصمت المخزي المعبر عن اليأس التي كنت أراها في عيون كل مواطن بمكاتب المصالح الحكومية ووسائل النقل وحالة القرف من الحياة لأقارن بين حال وحال وأقول حاله وهو متعب يائس أفضل بكثير من غوغائيته الهمجية في التعبير عن (فرحته) إن لم أكن مخطئة في التوصيف اذا كانت هي بالفعل فرحة إن لم تكن استغلالاً لهذه المناسبة في التعبير عن حالة الكبت التي يمتلئ بها طوال العام ليفرغها في الأعياد.

وما آثار أعصابي وأهاج قلمي ليكتب في هذا الموضوع ما رأيته أمس أثناء انتظاري لبعض الأشخاص كنت على موعد معهم أمام دار القضاء العالي لننتزه، ولحرصي على نفسي منعًا من تعرضي لأي سخافات سلوكية تعمدت الوقوف بجوار أمناء شرطة كنوع من الإستقواء الظاهري فقط بهم، رغم موقفي منهم لكن كانت على الأقل حماية بظل أمام أي غوغائية شبابية، وما أن وقفت حتى وجدت أحدهم (رجال الشرطة) يتحرش بعينه (غمزات بعيونه المُعمصة) وبالطبع ما كان مني الا التجاهل أفضل من الإنتظار بأماكن أخرى كلها أصبحت مسرح لتحرشات بأشكال وصور مختلفة.
وفي الغالب يتعرف الجنسين على أنفسهم من خلال هذه التجمعات ويحدث التوافق بإستكمال الخروجة اذا لم يكن هناك شاب يتنازع على نفس الطلب لتقرر هي مع من تسير، وقد تبدو من ظاهرها أنها أقل من العادية وهذا ما جعلني أتسائل لماذا التنازع عليها لكنها ربما تكون منقذ لشاب استهوته غرائزه واحتياجاته العاطفية لأي انثى يختارها وسط التجمعات حتى لو كانت (شبه والدته).
فالكل يخرج عن أعرافه وتقاليده حتى الفتية الصغار يتبادلوا شرب السجائر بطريقة مشينة تعبيرًا عن حالة من الكبت النفسي لضغوط الأسرة وأحكامها القاتلة أو ربما انفلات زمام السيطرة السليمة للتربية.
وكأن التحرشات الجنسية والإستفزازات السلوكية العلامة البارزة في الإحتفال بالعيد!
وشكرت الله أنني رجعت بيتي آمنة دون أي مشاكل قد تسبب لي آثار نفسية مؤلمة بعد مقابلتي بمن كنت على لقاء معهم، وإني رأيت أحداث ساعدتني في التعبير عما كتبته لإقرر أنه يفضل عدم الخروج في أيام العيد إلا ومعي خطيبي أو استغلال هذه الأيام في خلوة روحية بأحد الأديرة تجنبًا لرؤية أي سخافات سلوكية مستفزة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق