CET 00:00:00 - 17/12/2009

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
عندما بدأت حملة "كلنا ليلى" عام 2006 لعرض مشكلات النساء والتي كنت من أوئل المشاركين فيها، ثارت ثائرة الرجال وسن بعضهم السكاكين اللفظية لمهاجمة الفكرة في مهدها والتخلص من الحركات التحررية للمرأة حتي يحافظوا علي السلام الاجتماعي القهري والزائف في مجتمعاتنا العربية، ولكن الفكرة لم تمت واستمرت وانتقلت من مصر إلى كافة أنحاء الوطن العربي، فقد رأت فيها السيدات والفتيات متنفسا للتعبير عن مشاكلهن فطالما يوجد قهر يُمارس ضد المرأة في بلادنا العربية المحروسة ستظهر كل حين أقلام نسائية متوجعة ورافضة للذل والمهانة تساندها أقلام ذكورية مستنيرة تري الحق حقًا وترفض الباطل وتحاربه.

نعم أعترف بأني مازلت "ليلى" التي تتألم وتداس كرامتها وعندما تطالب بمساواتها بنساء الغرب في الحرية أو الميراث أو نفقة الطلاق تُتهم بالكفر والذندقة، والخروج عن الشريعة.
أنا "ليلى" التي ترفض التمييز العنصري الذي أعامل علي أساسه وكان من الأولى بهم التفتح والاستعانة بقوانين مدنية عالمية أثبتت فاعليتها كما حدث في تركيا مثلاً التي استطاعت أن تجاري الغرب في تقدمهم رغم أنها كانت عاصمة الخلافة الإسلامية لقرون طويلة.

 أنا ليلى وسأظل ليلى مادمت أعيش في مجتمع يري في الأنثي عورة يجب أن تغلق باب بيتها مُنتظرة من يحن عليها ويوفر لها قوت يومها، أنا ليلى التي ترفض أن تكون امرأة علي الهامش لا تصد ولا ترد وتُستباح حقوقها وعليها السمع والطاعة.
أنظر في المرآة ومازلت أرى ليلى شاخصة بشحمها ولحمها طالما لم تتفتح عقول الرجال وتراني في هيئة أخري غير هيئة المسكينة الصامتة "ليلي" التي تتجرع القهر والظلم ليلاً ونهارًا رغم أنها تملك لسانًا وشفتين، سأختفي فقط حين يراني الرجل كيانًا يُحترم فأنا الأم والأخت والزوجة والحبيبة، أنا التي لولاها لما دبت أقدام الرجال، أنا التي لو حُرمت من حقوقي علي مرآى ومسمع من قوانينكم لتشرد الصغار وجاع فلذات الأكباد، أنا ليلى ياسادة ياكرام.  

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق