CET 00:00:00 - 23/12/2009

مساحة رأي

بقلم: رفيق رسمي
من ينكر الظواهر الروحيه هى فعلا غير موجوده  ولكن بالنسبه له  هو  فقط لاغير ،  حتى لو أقنعته بكل العلوم  العلميه والمنطقيه العقليه  وأتيت له بمليون
 أثبات ودليل وحجه وقرينه  ، فعقله لن يقبل منك على الاطلاق ، لان هذا ضد مصلحته الشخصيه ويعطل فائده ما سيجنيها ، ورغبه ما سيحققها  من وراء هذا الانكار ،  لانه فى حقيقه الامر يسخر العقل والمنطق  وما لديه من معلومات  كخادم وتابع  مطيع تماما ، ويستخدمه كاحدى اهم الادوات  لتحقيق هدفه وخدمه الهه الحقيقى الواحد الاحد  وهو (  ذاته   )  الذى يعبده بكل أخلاص وتفانى وولاء  ،  ويعمل على تحقيقها ومتعتها ، فلذلك من الخطا أن أخاطب عقله بالمنطق والعلم 
  ،  فالانسان هو  أكبر مضلل لذاته وأكبر من يخدعها بنفسه   حسب الصفات العقليه والنفسيه الثابته لكافه البشر لاسباب عديده:
 ( راجع كتابى علم الارطسه –  " الارطس اولوجى  " وهو يتكلم عن  كافه وسائل الخداع والتضليل  التى يقع فيها الانسان ) .

 هل أحد من شاربى الخمر او السجائر او حتى الحشيش وكافه المخدرات رغم كل التحذيرات العلميه المؤكده يمتنع عنها ؟   ام انه   يبرر لذاته أن مايفعله صواب وعين الصواب بكل منطق وحكمه ،  ويقول لنفسه  ( على سبيل المثال لا الحصر ) أنه نبات و أعشاب من الارض لو كانت ضاره فلماذا خلقها الله وينميها ؟ ـ لماذا أحرم نفسى من المتعه التى تسببها لى  وقد اتى الله لى بها ؟  ،  " فان كانت خير أدينا بنشربه وأن كانت شر أدينا بنحرقه "   ، ويبدع فى أختراعه  العديد من المبررات  العقليه ويخترعها بذكاء كى  يخرق التعاليم الطبيه العلميه المؤكده  ويظهرها وكانها وهم فارغ وضحك على الدقون  ، رغم كافه التحذيرات حتى الموضوعه بوضوح جدا على علب السجائر ويراها قبل كل سيجاره يشعلها ولكنه يتجاهلها تماما  والسبب الجوهرى انه لايريد ان يصدقها مهما فعلت له ، لانها ضد متعته ورغبته التى لايستطيع التحكم فيها بل هى التى تسوق عقله الواعى وكل ماله حتى تدفعه لتحقيقها ،  فيستريح .

 فاجئتنى  احد الفتايات وانا  اقول جمله اعتراضيه كى اكمل حديثى   " اليس  اليوم 24 ساعه  "  قالت : أن من اكتشف ذلك عبيط وأهبل ومابيفهمش  حاجه فى الدنيا ابدا ، عاوزنى أصدقه ولا أصدق نفسى.
قلت لها : ازاى ؟ هذه  حقيقه بديهيه لانقاش فيها ولا جدال
قالت:  هناك أيام تمر على وكانها دهر، طويله جدا و ثقيله للغايه  عندما أكون فيها مكئيبه
 وهناك أيام أخرى تمر  بسرعه للغايه  عندما اكون سعيده فرحه  فهل تلك الايام متساويه فى عدد الساعات ؟؟؟؟؟
 قلت : هذه حقيقه اخرى 
 قالت : أى الحقيقتان أصدق ما يدعيه العلم ام اصدق  نفسى
 ( هؤلاء  ذواتهم هى محور الوجود كله  يفسرون كل شى حسب أهواهم بكل منطق ومبررات عقليه يخترعونها ) .
 الم يكن المسيح موجود بين العديد من البشر ؟؟ ولكن من انكره ؟؟؟ من شعر أن وجوده خطر عليه  ، ولم ينكروه فقط   بل سعوا بكل قوه الى التخلص منه والسبب الجوهرى لذلك هو  (  ان الكثيرين سوف  يتبعون هذا الجديد )  وهذا معناه تقلص قوتهم ونفوذهم وسلطانهم ولن يتجمع البشر حولهم،  هذا يعنى بالضروره أن  الرعاع والدهماء والسوقه ( الذين نحن ساده عليهم وبسبب جهلهم ( لن يطيعونا و لن يدفعوا من أموالهم  لنا فى صناديق  التبرعات والنذور،   وهذا معناه الفقر المادى والعوز لنا ولن يكون لنا سلطان عليهم  _(ومش حيسمعوا كلامنا  )  وهو الم مابعده الم  ، اذا وجوده (  خطر علينا )  ا فلنحافظ علي مراكزنا ووضعنا الذى نحن فيه  بكل مانملك من قوه وبكل مانملك من حيله  ومكر وخبث ودهاء ومعلومات ،   فلندافع بكل قوتنا على أهوائنا  ومصالحنا  الدنياويه.

والشخصيه والجمعيه ( كجماعه )  ضد هذا " الفكر او  الانسان "  ( حتى ولو كان اله ) يجب أن نتخلص منه لانه يهددنا بالخطر بزوال النعمه  والعز والنعيم والرخاء التى نحن فيه ، اذا علينا أن نخترع ونبتكر أسباب  وأساليب وتكتيكات وأستراتيجيات مقنعه للاطاحه به
   ونلصق به  كل نقيصه وعيب ومذمه  ، ولكن من اغرب ما قالوا عنه   انه  يدعى أنه ملك اليهود ونحن لانقبل ملكا الا قيصر ( ماهذا الاخلاص لقيصر ومنذ متى ؟؟؟) انها مبررات للسعى لقتله والتخلص منه أنه خداع تكتيكى ( لان القيصر له وحده السلطه فى تحقيق أهدافهم)  وسيحقق  مصلحتهم الذاتيه الوقتيه الارضيه اذا سمع هذا الادعاء .

ورغم كافه المعجزات التى فعلها ( يسوع )  امام عيونهم لهم ولابنائهم  الا انهم لم يؤمنوا  به لان ذلك فيه ضرر لمصالحهم ومعناه أنكار لذواتهم التى يعبدونها وهى الههم الحقيقى
وان يتنازلون على كل مالهم ويتبعوه وهذه كارثه كبيره للغايه بالنسبه لهم .

 ولو ظهر المسيح الان لانكره الملايين من المسيحيين اولا لان وجوده سيلغى مصالحهم الشخصيه الارضيه  وخططهم ونفوذهم   وجوده سيلغى ذاتهم ( الاله الحقبقى لهم )، الا يوجد ملايين ينكرون وجود الله من الاصل    لنفس الاسباب .
ويقولون (  أبانا الذى فى السموات خليك فيها وسيب لينا احنا الارض )  فوجود الله سيحرمهم من المتع والشهوات التى بين ايديهم فى الارض وتدفعهم رغباتهم بكل قوه دون ان يدروا او بعلم منهم  كى يستمتعوا بها  ،اذا  لن اتبع هذا الاله الذى يقول لنا  ( انكر ذاتك وبع كل مالك وأتبعنى ) وده مستحيل طبعا  فلايمكن لعاقل ان يفعل هذا ابدا، لذلك قال الرب لايمكن ان يعبد الانسان الهين اما الله او المال.
 
وهناك سبب ثالث  غير المصلحه والذات وهو  الخطر من التغير فى أفكارهم التى اعتنقوها وسكنت فى عقلهم الواعى ورسخت فيه  فالاعتقاد فى تلك الظواهر الروحيه معناه الانتقال الى أفكار جديده  وقد تكون مجهوله بالنسبه للبعض و قد تعنى التحول الى حياه وعادات وطقوس وممارسات  جديده ومعارف واصدقاء جدد والبعض يرفض التجديد والتغيير  بكل قوه( باللاوعى او العقل الباطن) وهو احد انواع  الشخصيات  ، ويسمى  أعداء  التجديد و" الانسان عدو ما يجهله "وبغريزه التبرير العقلى للدفاع عن الذات يأتى بمليون مبرر عقلى ويخترع أسباب لاحصر لها ليقنع ذاته اولا بانه على صواب  وحكمه كامله لانه ليس من الغباء انه كان  يعتنق اشياء اكتشف فيما بعد انها  خطأ ،  لذا ينكر بكل قوه تلك الظواهر  الروحيه ويطعن فى تزوير وتدليس وسذاجه  من  يعتقد فيها ، ولن يصدق سوى ذاته  ، وذلك ايضا  حتى لايقع فى صراع  مع نفسه   لتضارب  الافكار الجديده مع القديمه  ، ويكتشف انه عاش فترات طويله من حياته ضيعها  كان يعتنق افكارا خاطئه   ،  فيتألم جدا حتى يتم التغيير بالكامل  تجاه الصواب  ، ولكى يهرب من هذا الالم يلجا لا شعوريا  بأنكار تلك الحقيقه  ويدفعه العقل الباطن الى ذلك بكل قوه"  لذلك فالاعتراف بالخطأ فضيله كبرى " وشجاعه نادره  ، فحشو الاطار المرجعى فى العقل الواعى لهذا الشخص المنكر لتلك الظواهر الروحيه  بمعلومات خطأ كثيره طوال فترات عمره   يجعلها تترسخ فيه   بعمق ،  لذا  فنجد عقله الواعى طارد بعنف ويقاوم بقوه  هذا الفكر  الجديد  ، بطريقه  لااراديه  لمافى   اللاوعى  ( العقل الباطن  من خصائص ) لحمايته من الالام فى التغير ،  ويسخر كل مافى الوعى ( العقل الواعى ) من معلومات  ومعرفه وذكاء ،  وكل ذلك حتى يهرب من التعب والالم الحادث من  الاحلال والتبديل لمعتقداته   ( فتغيرها مثل هدم منزل مسلح بالخرسانه  اونزع شجره مغروسه ذات جذورعميقه فى  باطن الارض ، هو جد  مرهق للغايه  ).

 وان كان  البعض عندما يجد انه على خطا ولايوجد مصلحه ضد الاعتراف بخطاه فيعترف بانه أخطا حتى ولو بينه وبين نفسه على الاقل  حتى لايخسر الروابط الاجتماعيه الحاليه له الرافضه لتبديل معتقداته  القديمه بالجديده  ،   اذا من المنطقى جدا جدا الا نتعجب أطلاقا  ممن ينكرون حقيقه تجلى العذراء    انما هم  يحرمون أنفسهم من التمتع من هذه النعمه والبركه الكبيره التى لن يعرفها سوى من تذوقها  ، فالعذراء  حقا لم تظهر ولكن  بالنسبه لهم فقط .

فمن ينكر ماهو فوق الطبيعه وفوق  العقل والعلم يسمى علمانى مادى وهو ليس عيبا او نقيصه بل هو منهج فكرى آمن به هو ووضعه لنفسه بنفسه   ليسير عليه فى الحياه ولكن بكل اسف هؤلاء  امنوا بالعقل  وحده فقط لاغير و  بشكل مطلق  وهناك ملاين من الظواهر لايستطيع العقل وحده تفسيرها ، والانسان ليس عقل فقط بل هو عقل وروح ومشاعر وجسد كل منهم بلا استثناء احد  مكونات الانسان ،  يعملون معا وسويا كعمليه واحده
  process "   one   "
تماما كمن يؤمن ان السياره كلها ماهى الا موتور قوى للغايه ،ولكن ان كان لديك اقوى موتور فى العالم فى سيارتك وليس بها بنزين او بطاريه او اطار او اى قطعه اخرى  ، فلن تسير لان السياره كلها تسير بكامل مكوناتها معا وسويا ، هكذا الانسان له عقل وروح وجسد وعواطف  وكل منهم  يعمل  معا ،  سواء اردنا ام لم نريد وانكرناه ام اعترفنا به ، فانكاره لايعنى ابدا عدم وجوده  ،كالنعامه التى تضع راسها فى التراب وتقول لايوجد صياد.


قال الرب : ياابنى أعطينى قلبك ولتلاحظ عيناك طرقى ، لم يقل أعطينى عقلك لان العقل يمكن التلاعب به ،والقلب يعنى المشاعر والاحاسيس ويسمى الذكاء العاطفى وهو اقوى مليون مره من الذكاء العقلى.

 لذلك قال الله :  آمن فقط ، ان كان لك ايمان مثل حبه الخردل ستقول لهذا الجبل انتقل سينتقل
هل تؤمن ؟ بحسب أيمانك يكون لك ؟
ياسيدى أعن  ضعف أيمانى
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق