CET 00:00:00 - 08/02/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
إن الهدف من إقامة المركز الثقافي القبطي هو الحفاظ على تراثنا القبطي الثمين، وتهيئة المناخ الملائم لمحبيه من الدارسين والمثقفين وكافة فئات الشعب القبطي داخل مصر وخارجها، لينهلوا من شتى ينابيع الحضارة  القبطية، هذا إلى جانب إثراء مجتمعنا بموروثنا الحضاري القبطي من عقيدة وطقس ولغة وتاريخ وأدب وموسيقى وفن وعمارة وآثار.
المهندس أخنوخ فانوسهذا ما بدأ به المهندس "أخنوخ فانوس" كلمة الترحيب والافتتاح لأول مؤتمر يُقام بالمركز الثقافي القبطي تحت عنوان "ألوان من الحضارة القبطية"، حيث أشار إلى أن المركز سيعمل على نشر تراثنا القبطي محليًا وعالميًا من خلال مكتبة مارمرقس العامة الجاري تجهيزها حاليًا على أحدث طراز للتقنيات المعلوماتية، ومن خلال اللقاءات والبرامج الثقافية التي تُعقد في قاعة المؤتمرات، ومن خلال ورش العمل والبرامج التدريبية.

فلسفة كتابة التاريخ عند الأقباط
وبدأت فعاليات المؤتمر بمحاضرة دكتور "صموئيل معوض" الباحث بجامعة مونستر بألمانيا عن "فلسفة كتابة التاريخ عند الأقباط"، قائلاً أن أهم المصادر التاريخية هي سير الشهداء، كتاب تاريخ الكنيسة باللغة القبطية الصعيدية، سير آباء الرهبنة وهم (أنطونيوس، باخوميوس، مكاريوس، شنودة،....)، إلى جانب سيرة الأنبا هارون، وتاريخ المجامع باللغة القبطية (نيقية، وأفسس)، وتاريخ يوحنا النيقوسي، ما كتبه ساويرس ابن المقفع، وكتاب سير البطاركة، سير القديسين، هذا بالإضافة إلى ابن الراهب وكتاب التواريخ في القرن 13 حيث كان العصر الذهبي للأدب القبطي، وأبو صالح أبو المكارم حيث تاريخ الكنائس والأديرة.
دكتور صموئيل معوضأشار دكتور صموئيل إلى أن تاريخ الكنيسة المدون باللغة القبطية أو العربية يركز على مصر عامة وكنيسة الإسكندرية خاصة، حيث كان بطاركة الإسكندرية هم محور الأحداث، لذلك لم تُذكر أشياء سلبية متعلقة بالبطاركة إلا في العصور الوسطى حيث ذكر كتبة التاريخ آرائهم الشخصية في بعض تصرفات البطاركة، هذا إلى جانب أن مدوني تاريخ الكنيسة اهتموا بالحدث وتوثيقه بصورة دقيقة غير مهتمين بالأسماء أو التواريخ لذلك يوجد العديد من الأخطاء في الأسماء والسنوات، كما أن الكثيرمن النصوص القبطية دوّن بها رؤى وأحلام ومعجزات كامتداد لقصة الخلاص، كما دوّن بها أيضًا الهرطقات لأن الهراطقة هم أعوان الشيطان الذين يحاولون إعاقة قصة الخلاص، وفى بعض الأحيان يكون الصمت وسيلة من وسائل تدوين التاريخ القبطي بغرض عدم توصيل أحداث معينه.
إن تاريخ الكنيسة القبطية تاريخ رائع نستطيع من خلاله أن نفهم الكثيرعن شخصياتنا التاريخية وعن إيماننا، هكذا انهى الدكتور صموئيل كلمته مؤكدًا على أن هذا التاريخ محتاج إلى دراسات أكثر وأكبر، وأن تنشر النصوص وتتاح المصادر لكل الناس وليس فقط لمن يستطيع الوصول إلى المخطوطات.

ألوان من الترجمة عند الأقباط
دكتور ماجد صبحيبينما حدثنا دكتور ماجد صبحي "أمين وحدة البحث والنشر بالمركز الثقافى القبطي" عن "ألوان من الترجمة عند الأقباط" قائلاً أن المسيحية بدأت في الانتشار أثناء الثقافة واللغة اليونانية، وهذا يفسر أن القرنين الأول والثاني الميلادي لا نجد نصوص كثيرة مترجمة لمعرفة الناس باليونانية، أما في القرن الثالث فقد ظهرت الترجمة في صورة تعليقات على هوامش المخطوطات باللغة القبطية لفهم النص، ثم بدأت الترجمة من اليونانية إلى القبطية تزداد فتمت ترجمة النصوص الدينية وهي أسفار الكتاب المقدس وأقوال القديسين، هذا الى جانب النصوص التاريخية والروايات الأدبية مثل رواية الإسكندر الأكبر، بالإضافة إلى بعض ما يناسبهم من الحكم والفلسفة اليونانية، وكان أهم مراكز الترجمة في هذه الفترة هي دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج.
إن الترجمة من القبطية إلى العربية مرت بعدة مراحل، هذا ما أوضحه دكتور "ماجد" قائلاً أن المرحلة الأولى كانت كتابة اللغة العربية بحروف قبطية، الثانية مرحلة الترجمة المتعثرة وهي مكتوبة باللغة العربية مع كتابة بعض الكلمات القبطية على الهوامش في حالة عدم التأكد من المعنى، ثم المرحلة الثالثة التي ارتبطت بها الترجمة بالطب، ومن أمثال هؤلاء المترجمين الأنبا مرقس أسقف سندوب في القرن 13 والقس غبريال المتطبب في القرن 14.
وذكر دكتور "ماجد " أن من أهم مراكز الترجمة في هذه الفترة هي دير الأنبا مقار بوادي النطرون وهذا ما يؤكده المخطوط 145 بباريس، ودير الأنبا انطونيوس بالبحر الاحمر وهذا ما يوضحه المخطوط 289 لاهوت بالبطريريكية والتي تذكر قيام حركة ترجمة لبعض النصوص القبطية إلى اللغة العربية في نهاية سنة 1270م.

دكتورة مارى كوبيليانمناظر العهد الجديد في الكنائس القبطية
مناظر العهد الجديد في الكنائس القبطية هذا ما تحدثت عنه دكتورة مارى كوبيليان "المدرس المساعد بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان" التي أشارت إلى أنها استعانت بالعديد من الكنائس والأديرة أثناء دراساتها للأيقونات التي تعد عنها رسالة الدكتوراة، ومن هذه الكنائس كنيسة العذراء في دير السريان وكنيسة العذراء في دير البراموس ودير الملاك غبريال في دير القلمون دير الشهداء في إسنا ودير قبة الهواء في أسوان إلى جانب أديرة البحر الأحمر، كما شملت الدراسة أجزاء معينة من الكنيسة وهي الصحن الذي يجلس به جموع المصلين، والخورس الذي بدأ في الظهور في القرن السابع وهو المساحة المستطيلة بين الصحن والهيكل والذي يجلس بها الشمامسة، وأخيرًا الهيكل أكثر مكان قدسية في الكنيسة.
وأضافت دكتوره ماري أن الفنان القبطي كان يستلهم إبداعه من خلال أحداث الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل مثل حلول الروح القدس على التلاميذ، وأيضًا الرسائل فهي مصدر إلهام هام جدًا للفنانين، هذا إلى جانب سفر الرؤيا والاسفار القانونية، إلا أن هذا الإلهام كان لا يخضع لبرنامج محدد، فكل كنيسة لها طابعها الخاص في المناظر المرسومة بها، إلا أن تلك المناظر لا تخرج عن ثلاث سمات، الأولى المناظر الرمزية التي ترمز إلى طقوس الكنيسة، الثانية المناظر التاريخية التي تحكي قصة ومأخوذة معظمها من الأناجيل الأربعة بهدف تعليمي، أما السمة الثالثة فهي الصور الشخصية للقديسين والرسل والأنبياء والهدف منها هو التبارك بها والصلاة أمامها لطلب الشفاعة.

الأدب القبطي.. يتصف بخفة الدم
 د. يوحنا نسيمأما عن الأدب القبطي فحدثنا د. يوحنا نسيم "الباحث بالجامعة الكاثوليكية باستراليا" قائلاً إنه بالرغم من أنه مذكور في الكتاب المقدس وبعض سير القديسين إن بالحزن والكآبة يصلح القلب، إلا أن طبيعة الشعب المصري دائمًا ما تتصف بالمرح، وهذا ما نراه موجود في الأدب القبطي وسير الشهداء، فالقديسين مكاريوس وأنطونيوس مثلاً معروفين بخفة الدم، غير أننا نجد صعوبة في تقفي أثر تلك القفشات وذلك المرح بسبب إحلال اللغة العربية محل اللغة القبطية وقلة المصادر والأبحاث واختلاف الزمان والمكان.

د. جودت جبرةو انهى د. جودت جبرة اللقاء بتأكيده على وجوب تأسيس مراكز لتدريس الحضارة القبطية في الجامعات المصرية، وطالب بأن يتم طباعة تلك المحاضرات في صورة نبذات زهيدة الثمن لإتاحة المعرفة لكل الناس.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق