CET 15:48:09 - 25/01/2010

مساحة رأي

بقلم: مدحت قلادة
رغم بشاعة الجريمة، رغم الألم والحزن، رغم السواد والكآبة، رغم دموع القلوب... أقدم الشكر لكل أخ مسلم شاركنا في أحزاننا ليلة أعيادنا  بدلاً من تهنئتنا بأعياد الميلاد بعد الجريمة البشعة التي أضافت سبعة أفراد لقائمة شهدائنا و21 مصاب من أبنائنا على أرض المحروسة، أخص بالشكر الكٌتاب الشرفاء المنتمين لمصر فكرياً وقلبياً الكٌتَاب الشباب الذين لم يتلوثوا بفكر متطرف.. أبناء حضارة مصر الطيبة الرافضين لثقافة البدو الشرسة.. على سبيل المثال وليس الحصر لهؤلاء الشرفاء الذين بانتمائهم لمصر حاولوا تجفيف دموعنا ومواساتنا في أحزاننا المريرة على سبيل المثال ليس الحصر الأستاذ طارق حجي، الأستاذ محمد بركة، الأستاذ محمد الدسوقي رشدي، والأستاذ خالد صلاح، والأستاذ سعيد شعيب،والدكتور شريف حافظ،والاستاذ محمد حمدى، والعديد من الكتاب والمفكرين وعدد من منظمات المجتمع المدنى مثل حركة مصريين ضد التمميز الدينى وحركة تماسك ..الخ مع رجاء العذر إن سقط اسم سهواً.
هؤلاء هم الشرفاء الذين يمدون أياديهم لمسح دموع أم مكلومة في اغتيال ابنها الشاب، أو مواساة أخت وأخ في وفاة أخ لهم محاولين لم شمل الأسرة المصرية التي تمزقت بين الإسلاميين والنظام، الذين يزايدون بعضهم البعض لحرق الوطن فالحزب الحاكم يقدم نفسه للعالم الغربي على أنه حامي الاعتدال بالمنطقة فمع زواله ستتحول المنطقة لشرق أوسطستان، والإسلاميين يريدون دخول الجنة المزعومة على دماء أقباط مصر لينعموا بالحور مستغلين البسطاء من الناس!! مسيئين للدين الإسلامي!! مستحلين دماء أقباط مصر والمخالفين بتعمدهم استخدام آيات محددة!! كما كتب الأستاذ محمد بركة في مقاله المنشور يوم الثاني عشر من يناير وأقتبس من مقالة الدعوة الجريئة للوقوف أمام دعاة الإرهاب وسافكي الدماء بواسطة المتأسلمين وشيوخ الفتنة فكتب :
مطلوب أن يشرحوا لنا تفسير الآيات القرآنية الكريمة التالية، ويوضحوا ضوابطها وأسباب نزولها، وكيف أنها مرتبطة بسياق تاريخي، وأن المقصود بها فعلاً ليس جاري المسيحي، وأنا في الألفية الثالثة أعيش في زمان ومكان مختلفين حتى لا يتخذها جاهل عذراً لفتح النار على أقباط آخرين في عيد آخر: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ البَرِيَّةِ" (سورة البينة الآية 6).
"قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (سورة التوبة الآية 29).
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمِينَ" (سورة المائدة الآية 51).
"وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" (سورة المائدة الآية 14).
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ"
(سورة التوبة الآية 34).
وتعارض ذلك مع صورة المائدة "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ  (سورة المائدة الآية 82).
أقدم الشكر لهؤلاء الشرفاء أبناء مصر الحقيقيين الذين لم يتلوثوا بالبترودولار الوهابي، وأقدم الشكر لوزير خارجية إيطاليا وفرنسا والفاتيكان لإحساسهم بآلامنا وأحزاننا، كما أقدم عزائي لوزير خارجية مصر ومجلس الشعب والشورى في مصيبتهم الكبرى مقتل مروة الرشبينى بيد نازي ألماني، ولا أقدم لهم العزاء في قتلى الأقباط منذ عام 1972 بالخانكة، والزاوية، والكشح، وأبوقرقاص... وأخيراً ديروط، وفرشوط، ونجع حمادي، لأن دماء الأقباط لا تعنيهم فهم ماتوا على يد شركاء الوطن النازيين أكثر من النازي الألماني.
أخيراً شكرا لأصدقائي وإخواني الكُتاب فهم أخوة بالحق
وأرسل للجميع معاني الصداقة الحقيقة كما قال الشاعر:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا                  فدعه ولا تكثر عليه تأسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحة            وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه                  ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذ لم يكن صفو الود طبيعة                       فلا خير في خل يأتي تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله                     ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده                   ويظهر سراً كان بالأمس في خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها                   صديق صدوق صادق الوعد منصفا.

Medhat00_klada@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق