CET 00:00:00 - 01/02/2010

مساحة رأي

بقلم: زهير دعيم
انّه كأسد يجول يزرع شرًّا وظلمًا وحقدًا وكراهية....ولكنه أمام أسد يهوذا الحقيقي يُضحي رِعديدًا، جبانًا ، خائفًا ، ترتعد فرائصه وجلاً، وكيف لا يرتعد وقد اختبر قوّته، اختبرها عندما هزمه الأسد الحقيقي في أعماق الهاوية ، هزمه شرّ هزيمة هو وأتباعه ، وجرّه مُهانًا ذليلاً .
 انها واقعة لا تُنسى ، وحادثة سجّلها الزمان بحروفٍ من نور ، وستبقى نورًا حتى المنتهى.
 حقيقة الربّ انتصر والشيطان يعترف فها هو في لوقا 8 /28 : " فلمّا رأى يسوع صرخ وخرّ له وقال بصوت عظيم : مالي ولك يا يسوع ابن الله العليّ، أطلب منك أن تعذّبني "

 " فلمّا رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوتٍ عظيم وقال : "ما لي ولك يا يسوع ابن الله العليّ ؟استحلفك بالله ان لا تُعذّبني " مرقس  5/ 7
  مساء يوم الجمعة الماضي 29 / 1 /2010 وكعادتي  أشاهد الأب الورع مكاري يونان ، هذا القمص الجليل الذي يعظ من الكنيسة المرقصية في الأزبكية ، ببثٍّ  حيّ ومباشَر على قناة الكرمة ، فانا أميل لهذا الكاهن الممسوح ، الذي يعظ بحرارة الروح ، ويُرنِّم بصوته الحلو الشجيّ ، فتأتي موعظته لوحة ولا أجمل ملأى بالسجود والتعليم والتسبيح.

كنتُ قد زرته في كنيسته ، وسُرّ كثيرًا ساعة عرف أنني من الجليل ، واستغرب وقتها كيف أنني مسيحيّ الإيمان ، وأعمل مُدرِّسًا للغة العربيّة ؟!!! فهنا في مصر العروبة لا يجوز ان يُدرّس اللغة العربية احد حتى ولو كان بشارة الخوري او جبران ، ان لم يكن مسلمًا !!!!!
الوعظ جميل ، والصوت رخيم ، والجوّ روحانيّ ، ولكن الأمر الذي يلفت نظري هو كميّة  عدد الأهل المسلمين الذين يحضرون الاجتماع .
 قد يتساءل البعض وكيف عرفتَ انهم مسلمون ؟  والجواب بسيط واكثر ...فأنت ترى بأمّ عينيك عشرات المُحجّبات والمنقّبات يجلسن بهدوء ويستمعن الى الوعظ وينتظرن أن يمُنَّ الله عليهم بلفتةٍ من القمص في نهاية الاجتماع فيخلّصهن من الشيطان .
لقد جاءوا /جئن للتخلّص من الشيطان الذي سكن في أجسادهم ، فأذاقهم الهوان والمرارة  والألم  ، لقد دخل بعد ان دعوه هم بأنفسهم عن طريق الحجاب والفتّاحين والبصّارين ، فهذه تريد بحماتها مكيدة ، وتلك لسلفتها مصيبة ، وتلك تريد ان تستميل قلب فلان !!! وأخرى تتمنّى الموت لطليقها  وأهله ، وهكذا يأتي الشيطان فيجد البيت نظيفًا ومكنوسًا .

العشرات في كلّ يوم جمعة ، وكلهنَّ يصرخن صراخًا غريبًا ، عجيبًا .
شاهدتُ بأمّ عيني شيخًا يعترف بيسوع ربًّا والهًا ، وشاهدت صبية خرساء تتكلّم وتسبّح الربّ .
غريب امر هذا الاسم ......يسوع المسيح الناصريّ ، فبِهِ وبه فقط يخرس الشيطان ويصمت ويرتعد ويهرب .
اصمت يقول القمص ، اصمت واخرج حالا من الجسد بعد رشّة الماء المقدّس الثالثة وباسم يسوع المسيح الناصريّ .
والامر الغريب أنّ في هذه الجمعة الرائعة ايّاها في 29 / 1 ، 2010 اعترف الشيطان من خلال اخ مسلم انّ يسوع هو الله، عندما قال له القمص : اخرس باسم يسوع .. أتعرف من هو يسوع؟ فأجاب : انه الله .

واستغرب  كيف وصل هذا الشعب البسيط الى الانغماس في الحجب ، وكيف طاب لهم مشاركة الشيطان في أجسادهم  ؟ أتراه الفقر ؟ أم العقائد أم الجهل أم كليهم معًا ؟!!!
  لا أنكر انني رأيت بعض المسيحيين والمسيحيات القبطيات يُخرج الأب مكاري منهن الشياطين. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا مكاري يونان ولماذا فقط باسم المسيح والصليب ؟
ألا يستطيع آخَر  أن يفعل ذالك عدا المسيح ؟
ألا يستطيع من روّض الجنّ  أن يفعل ذلك ؟
أم ان الامر منوط فقط بالحيّ  المقام من بين الأموات وصاحب القبر الفارغ والعجائب العظيمة ؟!!
لماذا لا تذهب المسلمات الى الأزهر مثلا ا والى الشيخ القرضاوي ليخرجا الشياطين منهن ؟

إحدى السيدات الفاضلات رأت معي مشهد الأب مكاري يونان وهو يخرج الشياطين فقالت : ألا تظنّ يا سيدي ان هذا الأمر قد يكون تمثيلاً؟
 فكان جوابي : كيف يكون تمثيلا ؟ أتقبلين أنتِيا سيدتي  أن تقومي بمثل هذا الدور البهلواني من صراخ غريب وحركات مريبة وترفعين النقاب امام الكاميرا ببثٍّ حيّ ومباشَر ؟ وما الذي يدعو سيّدة او صبيّة  تحضر الى القاهرة من الإمارات المتحدة والى الأزبكية وتمثيل الدّوْر ؟!!

انه الواقع ....انّه الحقّ ، فالحقّ هو بيسوع ، هذا الذي سحق الشيطان بصليبه . 
والسؤال الآخَر هو : ماذا مع هؤلاء المسلمين والمسلمات الذين حضروا الاجتماع وحظوا بحضور الربّ وقوته بإخراج الشياطين ......ماذا معهم ؟.....أترى سيبقون على ايمانهم " أنّه شُبِّه لهم " والصليب الكريم هو وبه خرج الشيطان ذليلاً.
أذكر أقوال القمص بعد ان يخرج الشيطان من احدى الاخوات : اذهبي بسلام ، يسوع قد شفاكِ .
قد يستهزيء بعضكم ولكن هذا الأمر لا ولن يُغيّر الوقائع والحقائق التي تُبثّ على الهواء حيث آلاف الحاضرين وملايين المشاهدين حول العالم.
مكاري يونان أنت تثبت ابدا أن يسوعك هو الحيّ وهو الطريق والحقّ والحياة ، فبوركت وبورك عملك .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٧ صوت عدد التعليقات: ٣٦ تعليق