CET 00:00:00 - 19/12/2009

مساحة رأي

بقلم: عــادل عطيــة
قبل أن يتوقف قلب الإنسان عن النبض، يلفظ كلمته الأخيرة.. وكأنها تختصار لسيرته.
وهنا.. أقوال تفوّه بها بعض من العظماء والمشاهير عند ساعة وفاتهم ؛ لنكتشف من خلالها، ملامح عن :
حياتهم، وطباعهم، وميولهم، وصدق نظرتهم، قبل أن تنغلق عيونهم إلى الأبد !
.........
أول كلمة تستحق أن نذكرها، هي آخر كلمة نطق بها السيد المسيح على صليبه قبل أن يسلم الروح، مشيراً إلى تتمة النبوات فيه : "قد أكمل "!
ونعود إلى النبي داود وهو يقول لابنه سليمان عند وفاته : "أنا منصرف في سبيل أهل الأرض ؛ فتشدد وكن رجلاً، واسلك في طريق الرب إلهك واحفظ رسومه ووصاياه " !
وقيل أن آخر كلمة قالها سليمان الحكيم عند موته، ما جاء في آخر كتاب الجامعة : "اتق الله واحفظ وصاياه فإن هذا هو الإنسان كله "!
أما ألعازر الكاهن، لما عرض اصحابه أن يتظاهر بأكل اللحوم المحرمة ؛ لينجو من الموت، قال : " لا يليق بسننا الرياء، فأجلب على شيخوختي الرجس والفضيحة، فإني ولو نجوت الآن من نكال البشر،
لا أفر من ايدي القدير، لا في الحياة ولا بعد الممات " !
أما سمعان الشيخ، فلما رأى يسوع، كوعد الروح القدس، ودع الحياة، بقوله : " الآن تطلق يارب عبدك بسلام ؛ فإن عيني قد أبصرتا خلاصك " !
وعندما كان اليهود يرجمون اسطفانوس الشهيد، قال : " يارب لا تقم عليهم هذه الخطيئة " !
ولما حكم على القديس اندراوس الرسول بالصلب، قبّل صليبه، قائلاً : " رعاك الله أيها الصليب، ما أشهاك منذ رقيك المسيح ربي، فيقبل عليك حياتي من عليك مات فداء عني " !
وبينما وباء الطاعون يقترب من قلب بيركلس، قال لأصحابه الذين أتوا ليعودوه : " أتعرفون أكبر خير صنعته في حياتي ؟.. أنني لم أدع أحداً من شعبي يحزن على قريب " !
وعلى سرير الموت، قال أوغسطس الكبير : " هل أحسنت تشخيص روايتي ؟.. فإن سركم لعبي لدوري، صفقوا " !
ولما اضطر نيرون إلى قتل نفسه، وكان يعد ذاته ماهراً بالفنون الجميلة لا سيما الموسيقى، قال : " أي رجل حاذق بالفنون سوف يخسره العالم بموتي " !
أما كسيسيان، فقال وهو يطلب أن يوقفوه على سريره في النزع الأخير : " يجب على الإمبراطور أن يموت واقفاً " !
أما مرقس أوريليوس، فقال : " هيا على الشغل " !
وقال المأمون وقد واتته المنية بالقرب من طرسوس، عندما كان سائراً إلى محاربة ملك الروم : " يا من لا يزول ملكه ارحم من يزول ملكه، يا من لا يموت أرحم من يموت " !
وكان آخر كلام قاله  كلوتير، أحد ملوك فرنسا : " ما عسى أن يكون ملك السماء الجبار الذي يميت هكذا أعظم ملوك الأرض " !
وملك فرنسي آخر، هو : كيرلس الكبير، قال : " إلهي إني استودع نفسي بين يديك " !
وآخر ما أوصى به  الملك هزيكوس الثاني، ابنه.. وهو يتأرجح بين الحياة والموت في نهاية لعب المصارعة :
" يا بني إني أوصيك بالكنيسة، وبشعبي " !
ولما شعر هزيكوس الرابع بظلال الموت، أرسل سيفه إلى ابنه الذي كان قد أنزله من تخت الملك، قائلاً : " هذا كل ما ابقيته لي " !
ولما أصيب لويس التاسع بالطاعون قريباً من تونس، جعل يردد " أورشليم، سنذهب إلى أورشليم..
يارب أدخل في مقدسك، واسجد لك في هيكلك، واعترف لاسمك القدوس " !
وقال لويس الرابع عشر : " ما كنت لأظن أن الموت عذب هكذا " !،
ثم قال للحضور الذين كانوا يبكون على فراقه : " ما لكم تبكون أتظنون بأني خالد ليس خالد إلا الله تعالى " !
وآخر ما تلفظ به لويس السادس عشر قبل قتله : " إني أموت بريئاً من كل الآثام التي نسبت إلى زوراً،
وأغفر لكل من سعى بقتلي، ويا ليت دمي لا يعود أبداً على فرنسا " !
و قال نابليون الكبير قبل موته : " إني أموت في حجر كنيستي كما أني في حجرها ولدت قبل خمسين سنة " !،
وتوجه للطبيب انطوماركي، وقال : " أنتم معشر الأطباء تعودتم معالجة اللحم، فلا ترون ماوراء اللحم.. أما أنا فأعترف بخلود النفس " !،
أما شيشرون الخطيب الروماني، فقال قبل أن يقطع رأسه : " يا علة العلل أرحمني " !
أما ابن سينا، فلما قوى عليه المرض الأخير، أهمل مداوة نفسه، وقال : " إن المدبر الذي كان يدبرني قد عجز عن التدبير، والآن لا تنفع المعالجة " !
أما الشاعرالألماني  جوته، فقال على سرير رحيله : " النور ! النور ! دائماً بلا نور " !
ويروى عن الفيلسوف الإنجليزي : هوب، أنه قال للذين كانوا محدقين بسرير موته : " آه أيها الأصحاب أي قفزة سأقفزها من الدنيا إلى الأبدية " !
أما  انيبال، كبير القرطجنيين، فقال وهو يشرب السم ؛ لينجو من الرومانيين : " فلنخلصن الرومان  من الخوف الذي استحوذ عليهم من شيخ مثلي " !
أما يوليوس قيصر، فقد قال وهو يسقط ميتاً، بعدما رأى صديقه بين الذين تألبوا عليه ؛ ليغتالوه : " وأنت أيضاً يابروتوس " !
أما جستاف أدولف، فقال وهو يموت في لتزن، بعد انتصاره على النمسويين : " لغيري الدنيا " !
وقال الوزير كولبر عند وفاته : " لو كنت صنعت في خدمة ربي نصف ما صنعته لملكي ما كنت مرتاباً في خلاص نفسي.
أما الآن فلا أعلم إلى أين مصيري " !
ولما سيقت المادام رولان إلى الموت، قالت صارخة : " أيتها الحرية كم من إثم يقترفه البشر باسمك " !
ولما ضرب أحد هم، الرئيس جرسيا مورنيو، بمدية.. صرخ قبل موته : " إن الله لا يموت " !
وكانت الكلمة الأخيرة، التي فاه بها توم باين : " آه  اني على استعداد أن أدفع كل العوالم، لو اعطيتها، في سبيل سحب كتابي : عصر العقل..
آه يارب ساعدني،
يايسوع المسيح اعني.. كن معي.
انه الجحيم بعينه ان تتركني وحيدا " !
وتاليرات،  يصرخ على فراش الموت : " انني اقاسي ويلات اللعنة " !
وهمس ميرابو : " هيا إليّ بالمخدر، حتى لا افكر في الابدية " !
أما فولتير، فيصرخ صرخاته المرة : " لقد هجرني الله والبشر وليس امامي سوى الجحيم.. .ياسيدي المسيح.. يا يسوع المسيح " !
أما شارل التاسع، فصرخ : " يا للدماء، يا للمذابح، يا للمشورات الرديئة التي اتبعتها، لقد ضعت إلى الابد " !
أما ياجودا، أحد ضحايا ستالين، فقال : " لابد وأن يكون هناك إله ؛ لأن آثامي حاقت بي " !
اما ياروسلافسكي، الملحد، فقد هتف على فراش موته أمام ستالين : " احرقوا كل كتبي.انظروا. أنه هنا ينتظرني.احرقوا كل مؤلفاتي " !
،...،...،...
إن هذه الكلمات النهائية، التي تفوه بها هؤلاء، وغيرهم... يمكنها أن تكون هي نفسها موعظة الوداع التي ينطق بها عامنا هذا، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة !

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق