CET 09:21:02 - 15/02/2010

مقالات مختارة

بقلم: سامي البحيري

شاهدت بالأمس على شاشة أحد القنوات الدينية رسالة على الشريط أسفل الشاشة تقول: قاطعوا عيد الحب لأنه يعتبر تشبها بالكفار!!
قالت لى جميلة الجميلات وهى تشكو لى من زوجها المتطرف قبل أن ينفصلا: تصور أنه يرفض أن يقبلنى حتى فى أشد اللحظات الحميمة فى الفراش !!
فقلت لها: وما كان تبريره لهذا؟
قالت: كان يعتقد أن القبلات هى عادة غربية ويحاول الكفار نشرها فى أوساط المسلمين لنشر الفساد والإنحلال عن طريق أفلامهم!!
فقلت: ألهذا طلبت منه الطلاق؟
قالت: بالطبع لأ.. طلبت منه الطلاق لأنه أراد أن أذهب معه للجهاد فى الشيشان؟!!

أما أنا فأذكر أول قبلة فى حياتى، وقتها لم أكن أعرف أى شئ عن الأفلام سواء أكانت أفلام الكفار أو أفلام المسلمين، وقتها لم يكن أن دخل التليفزيون حياتنا، وقتها لم أكن أعرف أى شئ عن الغرب أو الشرق، وقتها كنت أعتقد أن العالم ينتهى بإنتهاء حارتنا وبالكتير قوى لغاية المدرسة، كنت فى الخامسة من عمرى وكنت فى مدرسة الحضانة فى مدرسة عمروبن العاص الإبتدائية، وكانوا يوزعون علينا فى المدرسة فى فترة العذاء (جبنة رومى)، وبالرغم من فقرنا إلا أننى كنت أحتفظ بقطعة الجبنة الرومى بالكامل لكى أعطيها لأول صديقة فى حياتى (ليلى) وكنت لا أعطيها قطعة الجبنة الرومى قبل أن تعطينى قبلة فى عشة الفراخ فوق سطوح بيتنا، والحقيقة أنا لا أستطيع أن أقرر هل كنت أعطيها قطعة الجبنة الرومى بمثابة رشوة لكى تدخل معى عشة الفراخ ولكى أنال القبلات أم أننى كنت أحبها فعلا لذلك كنت أؤثرها على نفسى وأعطيها الجبنة الرومى، ومن يومها وأنا أحب الحب ...وأحب الجبنة الرومى بنفس الترتيب!!

وبعد سنوات بسيطة تم فصل الأولاد عن البنات وإنقطعت عن القبلات لسنوات طويلة، بإستثناء القبلات الأسرية من أمى وأخوتى وأخواتى الكبار.
ثم سافرت إلى بلاد الفرنجة وجربت أنواع جديدة من القبلات، وإكتشفت أن القبلات هى لغة عالمية حتى وإن إختلفت من بلد لبلد، إلا أن القبلة تظل قبلة، وهى أحيانا تعبير عن الحب وأحيانا أخرى هى مجرد شبق جنسى، والقبلات سواء كانت أمريكية أو مصرية أو خليجية أو إسبانية أو إيطالية أو أسيوية كلها جميلة وتشعرك بالحياة.
وهناك ميزة أخرى هائلة فى القبلات، وهى أنك إذا كنت على موعد غرامى وتعرف أن هناك إحتمال (حتى لو إحتمالا ضعيفا) لتبادل قبلة، فإنك تحرص على نظافة أسنانك وفى الغالب تأخذ دش قبل الموعد الغرامى وذلك على سبيل الإحتياط لربما تحول الموعد الغرامى إلى ما وراء القبلات!
ولكن بدون منافس فإن القبلة المصرية هى أحلى قبلة (حتى الآن) ليس لأننى متزوج من مصرية ولكن لأنها حقيقة!!

لذلك يجب أن تعود بالذاكرة إلى الوراء وتذكر أول قبلة ولا تخجل إن كانت أول قبلة فى حياتك كانت لزوجتك فهذا شئ جميل، أما إذا لم تتذوق القبلات بعد فأنا أرثى لحالك وأدعو لك من صميم قلبى أن ينعم الله عليك بالقبلات الواحدة تلو الأخرى وأقول لك مقولة أغنية أم كلثوم:
ياسعده إللى عرف مرة حنان الحب وقساوته
وياقلبه إللى طول عمره ما ذاق الحب وحلاوته
تشوفه يضحك وفى قلبه الأسى والنوح
عايش بلا روح وحيد والحب هو الروح
***
 ياحبيبى إيه أجمل من الليل وإثنين زينا عاشقين
 تايهيين ما حناش حاسين العمر ثوانى ولا سنين
 حاسين إننا بنحب وبس.. عايشين لليل والحب

 بالذمة فيه أجمل من كده؟

 أما عن الناس الوحشة إللى بيحرموا بيع الورد الأحمر فى عيد الحب، وبيقفشوا الأحبة زى مايكونوا بياعين المخدرات " فلا وسيلة مع هؤلاء إلا أن نعمل لهم "عيد الكراهية" وليكن يوم 11 سبتمبر من كل عام، لأ .. لأ .. (ليه ما يكونش كل يوم).
 فعلا عيد الكراهية بالنسبة لهم لا بد أن يكون كل يوم، وفى هذا اليوم بدلا من أن يقوموا بإهداء الورد والشيكولاتة يقومون بإهداء الأحزمة الناسفة ومية النار التى يرمونها فى أفغانستان على الفتيات اللاتى يذهبن إلى المدارس.
***
أما القبلات التى أفتقدها بحق فهى قبلتى على رأس وعلى يد أمى وكانت أمى تجيب بقبلة على الخد و بحضن دافئ ينسينى الدنيا وبلاويها، رحمة الله عليها!!

نقلا عن إيلاف

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع