CET 00:00:00 - 16/02/2010

مساحة رأي

بقلم: مجدي  جورج
المظاهرة التى جرت بالامس الاحد 14 فبراير 2010  بميدان التحرير والتي نظمتها حركة أقباط من اجل مصر في يوم عيد الحب وفى ذكرى الأربعين لشهداء نجع حمادي  اسعدتنى وسرت قلبي فقد فرحت جدا عندما رأيت بالأمس الأقباط يخرجون متظاهرين بقلب مدينة القاهرة وبالتحديد في واحد من أشهر ميادينها إلا وهو ميدان التحرير للتعبير عن معاناتهم في مصر. وهنا تحضرني عدة ملاحظات للتعليق على هذا الحدث الخطير :
1 هذه هي اول مرة منذ زمن طويل يخرج فيها الأقباط متظاهرين لنوال حقوقهم المهدرة فى مصر  فقد جرت العادة إن يتظاهر الآخرين لصالح الأقباط فمع كل الاحترام والشكر لكل الحركات الحقوقية والمدنية التي نشأت أخيرا وتظاهرت ونظمت فعاليات للتضامن مع الأقباط(ونرجوهم الاستمرار فى ذلك) الا ان هذه المظاهرة تختلف كل الاختلاف لان الأقباط هم الذين اخذوا زمام المبادرة وقرروا أن يدافعوا عن انفسهم بأنفسهم وهذا شئ لاول مرة يحدث منذ فترت طويلة  .
2 اختيار ميدان التحرير للتظاهر اختيار موفق جدا وان شاء الله سيكون هذا بداية تحرير للأقباط ولكل المصريين من كل ظلم وجور يلاقونه فهذا الاختيار دل على ان القبطي يستطيع ان يتحرك ويتظاهر ليس فقط داخل أسوار الكنائس المغلقة ولكن خارجها ايضا وبدون اى خوف او رهبة ونتمنى ان تكون هذه المظاهرة بداية النهاية للتظاهر داخل الكنائس ونخرج للتظاهر فى الميادين والساحات المختلفة لكى يشعر الراى العام الداخلي بمأساة إخوتهم الأقباط. ولابد للأقباط ان يثبتوا للجميع انهم  رغم كونهم  أقلية الا انهم قادرين على المشاركة فى حركة التغيير للافضل فى مصر .
3 هذه المظاهرة تقول للبعض ممن اتهموا الأقباط بأنهم  شعب اعتاد على الذل والخنوع ان القبطي غير خانع. نعم قد يكون ميال للسلام ولكنه يكره الذل .وقد كانت  تنقصه المعرفة والدراية الكاملة بحجم معاناته وماساته كى يتحرك وقد ساهمت مذبحة نجع حمادي ودماء الشهداء الذكية بعودة الوعى لهذا القبطى .  ومما ساعد على عودة الوعي هو التغطية الإعلامية  التى وفرتها الميديا من قنوات تلفزيونية قبطية او مستقلة ومن صحافة وانترنت وخلافه.  لان هذه المذبحة على بشاعتها  لم تكن ابدا اكثر بشاعة من مذبحة الكشح التى راح فيها 21 شهيداً قبطياً من بينهم طفلة لم تتجاوز السابعة قتلوا ومثلت بجثثهم وحرقت أطرافهم  وجاءت أيضا مع احتفال الأقباط بأعياد رأس السنة والميلاد . ولا هي أعظم بشاعة من مذبحة ابوقرقاص  التى  راح ضحيتها تسعة شباب أقباط قتلوا بالرصاص من الخلف داخل كنيسة مار جرجس  ومع ذلك لم يتحرك احد.ولا هي ايضاً اعظم من مذبحة الزاوية الحمراء فى بداية الثمانينات التى راح ضحيتها اكثر من ثمانين قبطيا .
4 هذه هي المرة الأولى التى يتجه فيها الأقباط داخل مصر بهتافاتهم ضد  المسئولين عن ماساتهم كالرئيس مبارك وحبيب العادلى وزير الداخلية وكذلك الحزب الوطنى ومجلس الشعب.
  فقد اعتدنا ان يناشد الاقباط الرئيس للتدخل  لحمايتهم وارجاع حقوقهم . ولكن هذه المرة هتف الأقباط ضد الرئيس ووزير داخليته قائلين :
قولوا للحاكم جوة القصر إحنا اللى محافظين على مصر .
قولوا لمبارك أصحى وفوق الأقباط ليهم حقوق .
 قولوا لمبارك والعدلى حبيبه دم أخوتنا مش هانسيبه .
وضد حزبه :
 ياحزب ياوطنى يا ديمقراطى القبطى عمره ما هيطاطى .
وضد مجلس الشعب :
 قولوا لمجلس المحاسيب حق أخواتنا مش هنسيب .
وضد الأعلام الرسمى المتحيز :
 الاعلام بيعتم لية كشح تالتة ولا أيه .
5 وحتى لا تأخذنا الفرحة ونحلق فى الهواء دون داعى لابد من التاكد من بعض الامور:
 فقد  قرأت ان الهدف كان مسيرة الى مجلس الشعب ولكن الامن اعترض عليها ولذا رضى المنظمون بوقفة فى ميدان التحرير اى ان الامن  هو الذى منع  المسيرة  وقد كان يستطيع منع الوقفة ايضا فلماذا سمح بها ؟
ولماذا ترك الأمن الأقباط يتظاهرون هكذا فى أشهر ميادين العاصمة مع ان المظاهرات ممنوعة رسميا فى مصر  ؟  بل تركهم يهتفون ضد رأس النظام دون تدخل بل والاكثر من ذلك انه قام بحمايتهم ؟!!
 فهل فؤجى الامن بما حدث ؟ ام ان هناك بعض الجهات فى النظام يهمها ان يخرج الاقباط هاتفين وغاضبين ويظهروا غضبهم  امام الراى العام الداخلى وامام الشارع المصرى وخصوصا الاسلامى  ويطالبوا بحقوقهم المهدرة  وذلك حتى لا يغضب الشارع الاسلامى فى حال قيام النظام باعطاء الاقباط بعضا من هذه الحقوق  ؟
 6 هل كل ما حدث وما يحدث ليس  اكثر من خلط للاوراق خصوصا واننا لا نستطيع ان نتحقق من اى شئ فى هذه المرحلة  وكما قال لى احد النشطاء الاقباط  فقد راينا مثلا فى موضوع القانون الموحد لبناء دور العبادة ان مفيد شهاب وصفوت الشريف يتفاخران بالقانون الهمايونى فى حين ان حمدي زقزوق يقول انه سيتم اقراره فى الدورة القادمة لمجلس الشعب وهناك انباء اخرى تقول بان القانون المزمع اقراره سيكون خاص بالكنائس فقط ولن يكون ملزم للمساجد .
ليس هذا فقط يحدث الخلط فى الاوراق بل فى مسالة تمثيل الاقباط خرج علينا منذ فترة جمال مبارك  قائلا ان العابثين بالوطن هم من يطالبون بكوته للأقباط بينما وجدنا د. على الدين هلال عضو لجنة السياسات يخرج علينا الأسبوع الماضي قائلا انه لابد من وجود وسيلة مناسبة لتمثيل الأقباط كما وجدنا آلية لتمثيل المرأة.
عموما الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت ونتمنى أن تكون مفاجآت سارة للأقباط خصوصا أن هذه اللحظة التاريخية هي اللحظة الأكثر مناسبة لمنح الأقباط بعضا من حقوقهم المهدرة .

Magdigeorge2005@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق