CET 00:00:00 - 20/02/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
أكد الدكتور نبيل فاروق، صاحب السلسلة الشهيرة "رجل المستحيل"، أن الديمقراطية في مصر مقتصرة على أن تقول ما تريد، دون أن تجد من يلتفت لما تقول من المسئولين، وأن حرية الكتابة في بلدنا تعني أن تكتب رأيك على الورق مادام أنه لن يقرأك أحد، وأكد أيضًا أن الشفافية تغيب عن الأداء الحكومي بعكس ما تروجه لنفسها، لذا فقد أُصِبنا بحالة من القهر والهلع المعلوماتي، على حد قوله.
جاء ذلك أثناء حفل توقيع أحدث كتبه الصادرة عن دار "دون" وعنوانه "عزبة أبوهم" ويحلل فيه علاقة المواطن المصري بالحكومة ويقارنها بما يحدث في الغرب .
 كلمة مواطن في مصر تساوي صفرًاوفي كلمته قال المؤلف إنه لاحظ في الفترة الأخيرة تعرض المدونين للقمع الأمني، خاصة ممن يدعون بكتاباتهم إلى الثورة أو الإضراب، وليسوا ممن يحملون فكرًا شخصيًا لا يتبع تيارًا بعينه، وأوضح أنه في العشر سنوات الأخيرة قد تم القبض على أعداد محدودة ممن يقومون بالدعوة للإضرابات أو المنضمين لما يسمى "الجماعة المحظورة" من وجهة نظر السلطة، ورغم أننا نتابع أخبار الإخوان يومًا بيوم، إلا أنه يُلقي القبض على عناصر بدعوى أنها تريد إحياء الجماعة!، وكأن انتخابات المرشد العام والأخبار التي نقرأها كل يوم لا تدخل في إحياء الجماعة، وكل ذلك يحدث بسبب قرب انتخابات الرئاسة وخشية ترشيح الإخوان لأنفسهم.

الشعب لا ينتخب حكومة ولا يملك حلها
وأشار دكتور نبيل إلى أن الدولة تدعي ديمقراطية الانتخابات، ولكن ما يحدث غير ذلك، وأنه ككاتب لا يخضع لأي قهر فكري، ويؤمن بأن عليه الكتابة الحرة مهما كان الثمن، وحتى من الناحية الدينية، يحظى الإنسان بثواب كبير حينما يقول "الحق لدى سلطان جائر"، مضيفًا أن الحرية ليست في أن تنتقد، ولكن في أن تجد من يسمعك، الحرية ليست في الحديث، ولكن في الاستجابة، والمشكلة أن الشعب لا ينتخب حكومة ولا يملك حلها، وأن كلمة مواطن في مصر تساوي صفرًا.
وأضاف المؤلف أن المسئولين في الدول الغربية يتحركون لمجرد خطف عسكري، إنما لدينا يحدث العكس، وأكد أن الوطن بأسره في الدول الغربية يمكن أن يتعرض لأزمة من أجل استعادة حقوق المواطن العادي، وأبدى حزنه من بعض التصريحات التي تخرج بعد سجن شخص ظلما أو قتل آخر، إذ يتم اعتبار ذلك حالات فردية!! وما المجتمع في الواقع إلا أفراد وحالات فردية، معتبرًا أن النظام حسَّن علاقاته مع كل شعوب العالم إلا الشعب المصري.

نبيل فاروقالحرية سبيل للتنفيث عن التوتر
وتساءل د. نبيل فاروق: أين التغيير الذي حدث؟ موضحًا أنه يسميها بـ "الصفارة التي توضع فوق حلة البخار حتى لا تنفجر من الضغط"، فكذلك الحال بالنسبة إلينا؛ تعطيك الحكومة الحرية في أن تنفث عن توترك من الفساد والظروف الصعبة حتى لا يزداد الضغط وتنفجر، وحتى لو ثار كل المثقفين لن يفعلوا شيئًا، سيظل كلامًا في الهواء لا يحرك المسئولين، ولكن الشعب له قدرة على الاحتمال بالتأكيد.
وذكر المؤلف أنه بسبب ذلك نجد أنهم – اي المسئولين - عندما قرروا الضريبة العقارية، تخيلوا أنها لن تؤثر، لأن الطبقة التي يخشونها لن تتأثر، ولم يبدأ التراجع، إلا عندما اعترض الأزهر والمحكمة الدستورية، لأنهم بذلك اكتسبوا عداء كل فئات المجتمع، ولم يجدوا أحدًا ليقف معهم، فاكتشفوا أن هناك حدًا للدكتاتورية، مشيرًا إلى أنه في الفترة الأخيرة توجد إضرابات كثيرة واعتصامات وهذه بداية رفض، وفي عزبة الهجانة عندما أرادوا أن يهدموا البيوت، بدأ الناس يُعلنون غضبهم.

خفافيش الظلام
ورأى د. نبيل أننا اعتدنا القهر لدرجة أننا أصبحنا لا نريد أن نشكو، مؤكدًا أن من يتصنعون دور الأسد هم فقط خفافيش الظلام، وأن مَن أمامك قوي ما دمتَ ضعيفا، ودعا الناس للمطالبة بحقوقها، وبدون ذلك سيستمر مسلسل تزوير الانتخابات وكل مسلسلات الاستهتار بالشعب، مؤكدًا على أن الحكومة تقوم بمحاولات لتحسين صورتها أمام العالم،  كأن تضيف لجنة لحقوق الإنسان بالحزب الوطني، مع أن هذا الحزب لم يحترم مطلقا هذه الحقوق، ولكنه يرى أن المواطنين بدأوا يفيقون لهذه اللعبة مؤخرًا.
وفي المقالات الأخيرة من الكتاب أيضًا يتخيل المؤلف أن الانتخابات القادمة ستصبح "تكنولوجية"، وكل تجاوزات الشرطة سيتم تصويرها بكاميرات صغيرة ونشرها على الإنترنت.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق