CET 10:01:06 - 22/04/2010

مقالات مختارة

بقلم: أسامة غريب

يشعرني رجال الدين بالحيرة وأجدني عاجزاً عن فهم الكثير مما يقولون. في الحقيقة أنا أشعر بأكثر من مجرد الحيرة. أنا مصاب بفوبيا ورهاب رجال الدين، ولا أخجل من التصريح بأنني أخشاهم وأرتعد منهم وأتوجس مما ينطقون به، كما أعتقد أن ضررهم الواقع علي الناس أكثر بكثير من أي فوائد يتوقعها السذج منهم!.

لا يكاد الواحد منهم يدلي بحديث معقول في أحد الأيام حتي يتبعه في اليوم التالي بكلام يغم النفس ويسم البدن ويلقي بذور الشك في النفوس نحو من فرضوا أنفسهم ممثلين عن الأديان. وأقرب مثال علي ذلك هو الكلام الفارغ الذي نسمعه كل يوم عن عصمة الحاكم ووجوب طاعته وعدم الخروج عليه مهما فسق وفجر وظلم وذلك خشية شيوع الفتنة!. ولرجال الدين تراث قديم ومخز في هذه الأمور تزينه المقولة الفاجرة الشهيرة: «حاكم غشوم ولا فتنة تدوم»!. تري أي فتنة أكبر من الظلم والفسق وسحق كرامة الناس يا ....؟.

و ليس الكلام السابق يقتصر علي رجال دين دون رجال دين آخر، ولكن من الواضح أن السلاطين كلهم قد ألبسوا جميع الكهنة سلطانيتهم وأطلقوهم علي الناس بهدف واحد ووحيد هو تكريس الديكتاتورية والاستبداد.

فما معني أن يدلي الأنبا بيشوي - سكرتير المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية - بحديث صحفي يقول فيه: الكتاب المقدس يدعونا إلي تأييد الرئيس مبارك «طبقاً لما نشرته صحيفة - المصري اليوم». وما معني أن يرد عليه الدكتور صفوت البياضي - رئيس الطائفة الإنجيلية بقوله: «إن الكتاب المقدس ينص علي الخضوع للحاكم أيا ما كان، وإن الأمر ينطبق حتي علي الحاكم الذي نظن أنه متشدد بعض الشيء».

لقد كنا نظن أن رجال الدين الإسلامي فقط هم الذين يتعيشون من التمرغ في نعيم السلطة بإطاعة أوامر رجال الحكم في بلاد العالم الثالث ومعظمهم قد وصلوا للحكم علي ظهور الدبابات وبعضهم يرث الحكم بشكل آلي دون إثبات جدارة أو استحقاق، وأغلبهم يدينون بالولاء للسيد الأمريكي وربيبته إسرائيل، فما الذي حدث حتي نري رجال دين مسيحيين منهم الأرثوذكسي القبطي ومنهم الإنجيلي البروتستانتي ينضمون إلي إخوتهم المسلمين ويقدمون طاعة الحاكم علي أي فريضة أخري واجبة علي المواطن البائس التعس المهان من الحكام الواجبة طاعتهم!.من الواضح أن هذا تراث موجود لدينا في الجينات، ولا أظن كاهن المعبد اليهودي في شارع عدلي بالقاهرة كان يقول كلاماً مختلفاً لو قدر له أن يصل إلي الصحف والفضائيات.إذن السادة الأحبار من كل الملل والأديان لدينا ينبئوننا أن القرآن والإنجيل والتوراة يدعون إلي تأييد الرئيس والحزب الحاكم وعدم معارضتهم.. وفي الحقيقة لا أعرف لماذا أغفلوا أحد الكتب السماوية فلم يفتونا بموقف «الزابور» الذي أنزله الله علي نبيه داود من تأييد الحاكم وتوريث الحكم، ولا أدري من نستطيع أن نسأله في هذا الموضوع؟ تري هل يصلح «هوشيار زيباري» - وزير خارجية العراق -؟.

و أستطيع والحال هكذا أن أؤكد أنه لو كان بيننا بوذيون وكونفوشيون وسيخ وعبدة النار لأخبرنا كهنتهم بأن بوذا يؤيد الرئيس مبارك وكونفوشيوس يبارك توريث جمال الحكم وأن السيخ المحمي يمنح بركاته للحزب الوطني ولأخبرنا عبدة النار أن النار المقدسة في شوق عظيم لاحتضان أعضاء مجلسي الشعب والشوري!.

نقلا عن الدستور

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع