CET 00:00:00 - 24/04/2010

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
"حسين السويفي" شخص لن تنساه إذا ماقابلته يومًا أو مرة واحدة في حياتك.. قصير القامة إلى حد ما، عينه اليمنى مصابة بحول خفيف، بدين ويكاد يسير بشكل مترجرج فتشعر أن كل شيء فيه يهتز... تقابلت معه في أوائل تسيعينيات القرن الماضي أثناء عملي في مطاعم الأمم، كان يعمل "ستيوارت" وهو الرجل الذي يقف على الحوض يغسل الأصباق فضلاً عن قيامه بكل أنواع أنشطة النظافة في المطبخ، ويتبع عمله أثناء الوردية "الشيف" المسئول عن المطبخ وبشكل إداري هناك رئيس مباشر لهم يقوم بتوزيع العمل على موظفي القسم طبقا لإمكانياتهم وكذا طبقا لحاجة العمل، كما أنه بفضل امتلاكه لصوت جميل يقوم بقراءة القرآن على المقابر في أيام الجمع والأعياد كنوع من تحسين الدخل .

تمتع حسين بخفة ظل تلقائية فطرية جدًا،ففي أغلب الأحيان لم يكن يقصد الضحك أو الهزار أو إضحاك المتواجدين بل كان يتكلم بشكل جاد، ولكن سذاجته التي تصل أحيانا لحد الجهل تجعل الضحك الذي يصل إلى حد الانفجار رد الفعل الوحيد والطبيعي لما قاله ولما يخرج من فمه.

لا أنسى الجلسات التي جمعتنا أنا "والسويفي" وعمرو حسني مدير المطعم المغربي و"أحمد بشير" مدير المطعم الهندي بمطاعم الأمم، وأذكر أنه مرة سألني بشكل جاد جدًا قائلاً: "هو انتوا يا أستاذ ماجد انتو بتطلعوا التُرب في الأعياد، فقلت له:أيوة يا حسين في ناس بتطلع في الأعياد، استفز السؤال عمرو فقال له، هو أنت عايز تطلع التُرب في الأعياد بتاعت المسيحيين، فرد بسذاجة مبهرة: أيوه يا أستاذ عمرو... دي فيها إيه، فقال له عمرو: ها تقرأ قرآن في تُرب المسيحيين يا حسين ... أنت بتتكلم جد ولا بتهزر، فرد عليه أهزر إزاي دا أكل عيش، كمان دا ثواب الواحد بيكسبه"..

حاول عمرو إقناعه أن المسحيين لهم عاداتهم وطقوسهم الخاصة ولن يجد أي مسيحي يقبل قيامه بقراءة القرآن على أمواته، لم يقتنع حسين، فما كان من عمرو إلا أن طلب مني اصطحابه إلى المقابر وتركه لنصيبه.

يومها قام عمرو بتوبيخ حسين على عدم فهمه لأي شيء، فكان رد حسين أنه لايحق لعمرو توجيه أي كلام له لأنه  - أي حسين - أكبر من عمرًا وسنا، فهو من مواليد 1971، أما عمرو من مواليد 1969 ومن وجهة نظر حسين أن 1971 أكثر من 1969 حسبما تعلم في المدراس، فيصبح هو الأكبر سنا.

 تذكرت القصة عند سيري في شارع النيل بالجيزة أمام برج الرياض مكان مطاعم الأمم التي كان يملكها الشيخ صالح كامل مالك قنوات art الذي قرر فجأة غلقها وتحويلها إلى مخازن لقنواته التليفزيونية ربما كنوع آخر من التشفير.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق