CET 00:00:00 - 25/04/2010

المصري افندي

بقلم: جرجس وهيب  
عشت تجربة اختفاء الطفل كيرلس ميلاد عبد الملاك، البالغ من العمر 8 سنوات والذي اختفى بمدينة العاشر من رمضان فى 8/9 /2009 فى ظروف غامضة ولم يتم العثور عليه حتى الآن، وفتحت الباب أمام العديد من الأسئلة   فأول هذه الأسئلة، ما هى حدود وإمكانيات وصلاحيات منظمات الطفل ومنظمات حقوق الإنسان بمصر؟
وقد أثبتت هذ التجربة التى عشتها لحظة بلحظة أن هذه المنظمات سواء منظمات الطفل أو حقوق الإنسان عبارة عن فقعات هواء، فمنذ اختفاء الطفل وتبنيت الجانب الإعلامى، فقمت بالاتصال برقم 16000 التابع لوزارة الأسرة والسكان والمعروف بخط نجدة الطفل، تركت بيانات الطفل وحصلت على رقم للحالة ثم عاودت الاتصال أكثر من مرة فكان الرد أنه تم مخاطبة الجهات الأمنية ولم يصل إليّ أى رد يساوى حجم الدعاية الكبيرة والإعلانات التليفزيونية، والتي يستشف من خلالها المشاهد أن خط نجدة الطفل سيقيم الدنيا ولا يقعدها فى حالة تلقي أي اتصال بشأن أحد الأطفال.
 ثم بدأت فى مخطابة أغلب منظمات حقوق الإنسان بمصر والتي لم يتحرك لها ساكن، بل لم تكلف هذه المنظمات خاطرها بالاتصال بأسرة الطفل ولو مرة واحدة لمتابعة سير الموضوع. وكما أرسلت العديد من رسائل البريد الأليكتروني للعديد من منظمات حقوق الإنسان وخاصة المجلس القومي لحقوق الإنسان والذي فاجأنى مسئول تلقى الشكاوى به  انه لا يتم الاهتمام بالشكاوى التى ترد عبر البريد الأليكتروتي، ولابد من حضور ولي أمر الطفل لتقديم شكوى بنفسة، بل تعدى الأمر بأنه رفض تلقي شكوى لعدم اختصاص المجلس فى مثل هذة الشكاوى، إلا عندما شرحت له كما شرح لي الاستاذ هاني دانيال قبل ذهابي للمجلس أن هذا الاختفاء يسمى "اختفاء قسري".
ومع كل هذه المعاناة لم يقدم المجلس اي جديد فى الموضوع وكان نفس الرد "تم إبلاغ الجهات المسئولة وجاري البحث عن الطفل" 
واستخلصت من تجربة اختفاء الطفل (كيرلس ميلاد عبد الملاك) المختفي من سبتمبر 2009 أن منظمات حقوق الإنسان فى مصر، مثلها مثل الدولة تتكلم أكثر ما تفعل، وتقول ما لا تستطيع أن تفعله فهي - من الآخر - "سبوبة" .

ثم بدأت بعد ذلك مرحلة ثانية من مراحل البحث عن الطفل مع وسائل الإعلام، فتم نشر صورة الطفل بجريدة "وطني" كما تم متابعة الموضوع من قِبَل موقعنا العزيز "الأقباط متحدون" من خلال الزميل جرجس بشرى، كما أرسلت صورة الطفل للعديد من الجرائد القومية وكان هناك مفاجأة كبيرة أثناء متابعتي لنشر الصورة، أن الصورة لم يتم نشرها إلا بعد حوالي شهر لوجود عدد كبير من الصور لدى الصحف وخاصة جريدة "الجمهورية"، حيث يتم نشر صورتين فقط يوميًا، معنى هذا أن اختفاء الأطفال ليست حوداث فردية وإنما ظاهرة تستحق تحرك كافة أجهزة الدولة على أعلى المستويات.
فمعظم الاطفال المختفين أطفال مدركين الأمور حولهم فكيرلس يبلغ من العمر 8 سنوات وكان من الأطفال المتفوقين دراسيًا، فيستطيع أن يحدد اسم والده وعنوانه إن كان (تائهًا).
كما تم البحث عنه فى جميع المستشفيات المحيطة، وحتى هذة اللحظة لم يتم العثور عليه ولم يبقَ إلا احتمال وحيد وهو احتمال الاختطاف أو السرقة، وهو الاحتمال الباقي والأكبر. فعدد الأطفال المختفين خلال الشهور الماضية كبير جدًا، فلابد أن يكثف رجال الأمن من جهودهم لفك لغز اختفاء هؤلاء الأطفال الصغار، وهل بالفعل يقف خلف حالات الاختفاء عصابات تجارة الأعضاء أو تصدير هولاء الأطفال الغلابة لدول خارجية بغرض التبني واو بغرض استغلالهم جنسيا.
ايًا كان السبب لابد أن تتعامل الأجهزة الأمنية مع الموضوع بجدية وخاصةً بعد أن أصبحت "ظاهرة". ولابد أن تُشدد العقوبات على مختطفي الأطفال وأن تصل للإعدام، فاختطاف الأطفال أقوى "وأبشع" مليون مرة من تجارة المخدرات.
فكان الله فى عون آباء وأمهات الأطفال المتغيبين وخاصة أننا نعيش فى دولة الإنسان فيها لا قيمة له، بل أرخص كثيراً من الحيوانات.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق