CET 00:00:00 - 23/05/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب: أبوالعز توفيق - خاص الأقباط متحدون
مما لا شك فيه أن مقاومة الأمراض والقضاء عليها وعلى كل مسبباتها ومصادرها، هو الهدف الأول والأخير للدولة ولأي مستشفى في العالم، لكن للأسف هنا في مصر، وخاصًة "سوهاج" تجد الإهمال، وقلة الضمير، وإلقاء القمامة، وعدم الاهتمام بالمريض، قد أصبح عارًا، فلا تجد الكشف والعلاج واللازم وعدم توفير المناخ الآمن له.

جبال القمامة والحشرات
كنت موجود مع أحد أقربائي في أحد المستشفيات وأنا في غرفته، وجدث أن الحشرات الزاحفة والطائرة قد هبت إلى الشرفة، فوجدت جبالاً من القمامة أسفل الشرفات، وبالطبع أسفل الغرفة بالشارع، وهذه القمامة تُساهم في صُنعها جميع أدوار المستشفى  وجميع العنابر، حيث يتم التخلص من القمامة ومخلفات المرضى عن طريق إلقائها من الشرفات، حتى تصبح أكوامًا أشبه بالجبال تذخر بكل أنواع الحشرات الضارة والناقلة للأمراض، إلى جانب الروائح الكريهة المنبعثة ليلاً، فنجد أن عُمال ومسئولي المستشفى يقومون بعملهم على أكمل وجه، ويدفعون للفئران والحشرات الغذاء والماء، حيث يتخلصون من بول المريض المتجمع في الأوعية الخاصة بذلك، من خلال سكبه من شرفات العنابر في الهواء الطلق، فيختلط بأكوام القمامة، ويساهم في صُنع الوجبات المفضلة للفئران والحشرات المختلفة الألوان والأشكال.

وكان من الطبيعي أن تصبح أكوام القمامة بهذا الأسلوب الفريد ناقلة للمرض، والحشرات والصراصير التي تقوم مشكورة بالزحف على عنابر المرضى، لتواسيهم وتشاركهم الآسِرَّة المتهالكة والمتشبعة بكل أنواع الملوثات والقاذورات تحت سرير المريض، ومن خلال هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه المريض داخل المستشفى الحكومي كان لنا هذا التحقيق:

نقص الأدوية
في البداية يقول "نعيم الله" (مريض بالمستشفى): إن هناك مشكلة عدم توافر الأدوية بالمستشفى، على الرغم من أنها من أهم المستشفيات  بسوهاج، ويتردد عليها مئات المواطنين كل يوم من جميع مدن ومراكز سوهاج، لذلك نجد مشكلة عدام توافر الأدوية في الصيدلية المجانية والأقسام المجانية والعيادة الخارجية بصفة مستمرة، كذلك النظافة سيئة جدًا.

ويضيف "عادل سامي" أحد المترددين على المستشفى: إن عنابر المستشفى معظمها غير نظيف، مما يؤدي إلى كارثة حقيقية بدلاً من أن يعيش المريض في جو يساعد على الشفاء، نجده يعيش في جو مليء بالأمراض، وهذا قد يتسبب له في أمراض أخرى، وكذلك هناك مشكلة أخرى داخل العنابر وهي؛ الأسرَّة غير صالحة بالمرة، ولا توجد بها كسوة نظيفة، كما لا توجد سلات للقمامة بكل العنابر، بالإضافة إلى الرائحة الكريهة المنبعثة من العنابر.

وهناك مشكلة أخرى، وهي أن المريض يشتري السرنجات على نفقته الخاصة لعدم  توافرها بالمستشفى، وأن كثير من المرضى يشتكون من ارتفاع تكلفة العلاج الاقتصادي بالمستشفى، كذلك أتعاب الأطباء التي يتقاضونها، وخاصًة قبل إجراء العمليات.

ويضيف "علي" أحد المترددين على المستشفى أن هناك مشكلة أكبر، وهي عدم تواجد الأطباء في الاستقبال بالنسبة لحالات الطوارىء (كالحوادث والكسور)، والأدوية الكافية، لذلك نجد المستشفى لا يقبل الكثير من الحوادث، ويتركون المريض يموت.

 ويقول "وليد عبد الرحمن"  (أحد المرضى):  هناك مشكلة طبية؛ بل هي كارثة: إن أجهزة المستشفى أغلبها مُعطَلة، ودليل على كلامي: اذهب إلى غرفة أجهزة رسم القلب والتحاليل، ستجد الممرضات تقول لك: "إن الأجهزة معطلة" فهل هذا معقول؟!!!

توجهنا إلى مدير المستشفى وعرضنا عليه هذا كله، فقال لنا: إن هذا  قد يرجع إلى نقص في التمريض، ونقص في العمالة وفي الكوادر البشرية التي تدير المستشفى، وقد خاطبنا المسئولين بالوزارة، ولكن لم يستجب لنا أحد.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق