CET 00:00:00 - 18/07/2010

حوارات وتحقيقات

دكتور "حلمي جرجس": نحن أفراد نعمل للحصول على حقوقنا على عكس دول تعمل من أجل حقوق الأفراد
"شتيوي عبد الله": الأقباط في الخارج يعانون من عدم الاحترافية في مواجهة الأحداث التي تقع داخل مصر
"فريد بخيت": يحرك قضيتنا أفراد ومنظمات بجهود وتمويل ذاتي، لكن الذي يحرك ويتابع قضية "مروة الشربيني" دول وآبار بترول

تحقيق: عماد نصيف- خاص الأقباط متحدون
يرتفع صوت الأقباط في الخارج دائمًا عقب كل حدث طائفي يحدث في مصر، وينظم هؤلاء الأقباط -أقباط المهجر- المظاهرات والمسيرات هنا وهناك، والتي عادة ما تكون متوالية في كل عواصم العالم ولفترة زمنية معينة، وهو ما يتكرر باستمرار.

 ولكن هذا الصوت أو ردود الأفعال تعود مرة أخرى إلى الانخفاض وربما الاختفاء، وهو ما تجلى بوضوح في حادثة "نجع حمادي"؛ حيث ارتفعت الأصوات القبطية في العالم كله منددة بالمذبحة التي راح ضحيتها سبعة شهداء، ولم يستمر الحديث والتنديد وكافة ردود الأفعال حتى إلى ذكرى الأربعين، ولكن كل هذا  انطفأ مرة واحدة، وكأنها رياح أطفأته في نفس التوقيت، ونفس الحال مع كل قضية قبطية أو حادثة طائفية؛ فالأمر لا يتجاوز الإعلام في بعض الفترات، وسرعان ما يختفي مثلما حدث مع قضية "الكشح"، و"أبو قرقاص"، وغيرها من القضايا التي ما زالت تدمي قلوب الأقباط.

 ولذا.. كان علينا أن نقترب من أقباط الخارج ونحمل إليهم الكثير من علامات الاستفهام حول عدم استمرارية الصوت القبطي في الخارج بنفس القوة، وبحث أسباب ذلك، وما ينقصهم ليستمروا بنفس الأداء وقوة ردود الأفعال.

بداية أوضح الدكتور "حلمي جرجس" -رئيس منظمة أقباط إنجلترا- أن الصوت القبطي لا يعلو لفترات قليلة ثم ينخفض، ولكنه مستمر في المطالبة بحقوق الأقباط، ولكن ما يحدث أن الحكومة المصرية تركز عليه في بعض الفترات التي تريد أن تستخدم ردود أفعالنا في الخارج لإشغال الراي العام بحدث معين، والأقباط في خارج مصر مستمرون في عملهم من أجل الحصول على الحقوق المشروعة.

وأضاف "جرجس" قائلاً: نحن نعمل باستمرار وليس على فترات؛ فصوتنا ليس رد فعل لحدث طائفي أو واقعة بعينها، ولكن هو فعل من أجل حقوق مستحقة، ولكن ما يحدث أنه يتم توجيه الإعلام و"الميديا" علينا ؛مثلما حدث في حادث "نجع حمادي"، فالإعلام هنا كان هدفه الدفاع عن الحكومة المصرية.

 وأكد "جرجس" على أن العمل القبطي الآن خطى خطوات جديدة، وهذا بفضل الكيانات والمؤسسات التي تعمل بشكل منظم -وإن كان عدد الأقباط في الخارج بالملايين- إلا أن النشطاء منهم قليلون، وهو ما يظهر عند علو الصوت لفترات أو عقب أحداث طائفية ثم ينخفض، ولكن الحقيقة أن العدد القليل من نشطاء الأقباط في الخارج يعملون باستمرار.

 وأشار إلى أنه مهما كان عمل هؤلاء فهم مجرد أفراد؛ على عكس بعض الدول التي تقف وراء بعض الأحداث الإسلامية؛ مثلما وقفت مصر والسعودية وراء قضية "مروة الشربيني" وأنفقت عليها 5 مليون دولار، والتي لو حصل عليها الأقباط فإنها تكفيهم في العمل القبطي لسنوات كثيرة قادمة!

 ويرى "جرجس" أن استمرار العمل القبطي والنضال من أجل الحصول على حقوق الأقباط في مصر يحتاج إلى الاستمراية، وبالتالي فإنه يحتاج إلى التمويل والذي يعد عائقـًا أمام صوت الأقباط من أجل الحصول على هذه الحقوق وازدياد المطالبين بها، والتمويل ضعيف جدًا وقائم على الجهود الذاتية، وخاصة أن ثقافة الأقباط تتركز على التبرع إلى الكنيسة فقط، أما التبرع لمنظمة حقوقية أو قبطية فإنه يرفض التبرع لها حتى ولو كانت تطالب بحقوقه.

 واختتم "جرجس" حديثه بمطالبة المنظمات والهيئات القبطية في الخارج بالتكاتف والتحالف معـًا، وتوحيد الجهود من أجل القضية القبطية، وهو ما يتأتى من نبذ الخلافات والعمل معـًا، وهو ما حدث مؤخرًا بتحالف بعض المنظمات والهيئات في أمريكا وأوربا وأستراليا بالتحالف معـًا من أجل الحصول على هذه الحقوق واستمرار العمل القبطي.

 ويطالب "شتيوي عبد الله" -المحامي الدولي ورئيس منظمة أقباط السويد- الأقباط في الخارج بأن يتلافوا الأخطاء التي يقع فيها الأقباط في الخارج، وهي التقوقع داخل الكنيسة والتقرب من أعضاء المجالس الملية، وتصنيف الكنيسة كسلطة حاكمة؛ وتتمثل في "البابا والكنيسة"، وأيضًا كمعارضة؛ والتى تتمثل في العلمانيين.

 ويوضح أن الأقباط في الخارج وقعوا في نفس الأخطاء التي وقع فيها أقباط الداخل، ولذا فعليهم أن يخرجوا إلى الساحات السياسية والوصول لمتخذي القرار في الدول التي يعيشون فيها، ويضيف أن المصريين بطبيعتهم لا يميلوا إلى المغامرة، ويحبون الوظيفة التقليدية.

 ويرى "عبد الله" أنه من عوائق استمرار العمل القبطي بنفس الأداء هو أن الشخصية القبطية ليس بها روح الزعامة، ولا تعترف بالالتفاف حول زعيم أو حركة معينة؛ فللأسف أصبح الأقباط وطنيون بلا وطن بسبب انسحابهم من الساحة السياسية حتى في الخارج، وهو ما جعل السفارات المصرية في الخارج معقلاً للإخوان المسلمين، بل أصبحت أقرب إلى جمعية أو مسجد؛ لأنهم يلتقون فيها باستمرار على عكس الأقباط الذين يملكون كنائسًا في الخارج، ولذا فهم أكثر تنظيمًا داخلها.

 في حين ترى "داليا سينوت" -ناشطة قبطية بإنجلترا- أن الأقباط عاطفيين جدًا، ولم يتعلموا العمل السياسي بعد، ولذا تغلب عليهم العاطفة في ردود أفعالهم ومن ثم يعلو صوتهم، وتتزايد وتيرة رد فعلهم عقب الأحداث الطائفية ثم سرعان ما تهدأ وينسى الأقباط -سواء في الخارج أو الداخل- ما حدث، ولذا لا يكملوا السير في طريقهم من أجل قضية معينة.

 وتعتقد "داليا" أن الحل يكمن في وضع خطط بعيدة المدى وليس العمل بشكل وقتي، وإلا تتوه الأهداف الأساسية في موضوعات فرعية أو قضايا فئوية؛ مثل الزواج الثاني الذي يجذب اهتمام كل الأقباط الآن، ونسوا دم شهداء "نجع حمادي".

 وهنا يتدخل "م. م" -ناشط قبطي بألمانيا- مؤكدًا على أن استمراية العمل والمطالبة بحقوق الأقباط في مصر تحتاج إلى أن يكون هناك مؤسسات قوية ومنظمات تقف وراء المطالبة بهذه الحقوق، وهذا يتطلب توفير تمويل قوي من أجل توفير كافة المصروفات اللازمة للاستمراية بنفس القوة.

 وهو أيضـًا ما أكده "جمال بطرس" -الناشط الحقوقي بألمانيا- والذي يرى أن التمويل هو العقبة الرئيسية لاستمرار العمل القبطي بنفس الوتيرة، وهو ما يتطلب أن يكون ذلك من خلال توفير الأموال والكوادر المتفرغة والمحترفة للعمل في هذه القضية؛ فعمل الهواة لا يمكن أن يجدي أو يمكن جني ثماره بشكل مرجو؛ لأن التطوع ينتج عنه عدم التفرغ، وبالتالي عدم الاستمرار في العمل.

 ويشير إلى أنه حتى عندما يتم تنظيم مظاهرة فيقوم المتظاهرون بتغطية تكاليفها من جيوبهم من أجل المشاركة في هذه المظاهرة، وإذا شارك البعض في مظاهرة فربما لا يشاركوا باستمرار بسبب العوائق المادية، وهذا على عكس المنظمات الحقوقية التي تحصل على التمويل من بعض الدول.

 ويرى "بطرس" أن التمويل ليس مقصودًا به أن يتم الإنفاق على السفر للمظاهرات أو المسيرات، ولكن من أجل الانتظام والعمل المنظم، وأن يكون هناك أشخاص محترفين للعمل القبطي، ومتابعة كافة القضايا والأحداث التي تقع على الأقباط في مصر والسير في الطرق والمسالك القانونية أو السياسية من أجل حلها؛ مثل قضية "الكشح" و"نجع حمادي" وغيرها من القضايا التي تحتاج الاستمراية والنضال من أجل الحصول على الحقوق؛ سواء داخل مصر أو خارجها.

ويختتم "بطرس" كلامه بأن مشكلة التمويل يمكن حلها من خلال فتح باب التبرع في الأوساط القبطية، وإنشاء بنك في أوربا على غرار البنك الإسلامي الذي يساهم في حل كثير من القضايا التي تتعلق بحقوق المسلمين أو الإسلام، كذلك لابد أن يتم التحالف مع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية واليونانية والإثيوبية وكل الكنائس الأرثوذكسية في العالم، من أجل كيان أرثوذكسي عالمي سياسي، حتى لا يحدث استهانة به ويتحول الأمر إلى عملية سياسية، وتسعى أمريكا إلى جذب هذا الحلف بعيدًا عن روسيا من خلال حل مشاكله.

 وهنا يتدخل "شتوي عبد الله" مؤكدًا على أن الأقباط في الخارج يعانون من عدم الاحترافية في مواجهة الأحداث التي تقع داخل مصر، وإنما الأمر مرتبط بالشارع القبطي، فإذا تحرك الأقباط في الداخل تحرك الأقباط في الخارج والعكس، وهذا ليس عمل سياسة أو احتراف وإنما مجرد هواية مرتبطة بالواقع فقط، وأصبح الأمر مثل الحرب الباردة؛ رد فعل وليس فعل.

 ويضيف "عبد الله" بأنه لا يوجد عمل قبطي تراكمي يقف عليه الأقباط في الخارج؛ فإذا كانت هناك منظمة تعمل باحترافية وحدث خلاف بين شخصين؛ يتم هدمها وتبني غيرها، وفي كل مرة يتم العمل والبدء من جديد وهكذا.

 ويؤكد أنه بعد موت المهندسدلي أبادير" حدث فراغ على الساحة القبطية، وخاصة أن تزامن رحيله مع أحداث "نجع حمادي"؛ فتسابق الجميع على كسب "الشو الإعلامي" وليس الحصول على حقوق شهداء "نجع حمادي"، على عكس الراحل العظيم "شوقي كراس"، والراحل العظيم "عدلي أبادير" الذين قادوا الدفة إيمانـًا بحقوق الأقباط وليس بهدف "الشو الإعلامي".
 
 ويتفق "عبد الله" مع "جمال بطرس" في أنه لابد من الاستفادة من التحالفات الأرثوذكسية الأخرى في العالم، وأن يتم الاستفادة من تجارب المسيحيين الأخرين من سريان أو لبنانيين، وإقامة مشروعات أسرية تجمع الأخرين في مجتمع أكبر مترابط ومتكامل مع الأخرين في العالم كله وليس دولة معينة .

 وهنا يختلف "فريد بخيت" -رئيس منظمة "كيمي" لحقوق الإنسان بالنمسا- مشيرًا إلى أن الصوت القبطي لا يفتر ولا يهدأ أبدًا، لكن الصوت يعلو دائمًا أكثر بعد أي حدث طائفي، وهذا كرد فعل طبيعي، وأن  العمل القبطي مستمر ومتواصل؛ فهو عمل تراكمي.. لذا تظهر نتائجه دائمًا بعد فترة, هذا.. ولن ننسى أن قضية "نجع حمادي" هي نقطة تحول لأقباط مصر والعالم.

 ويوضح "بخيت" أنه توجد بالفعل علاقات حميمة بين معظم المنظمات القبطية وبعضها عالميـًا، وإذا كانت هناك خلافات بين بعض المنظمات -كما يدعي الأخرون- فإنها تكون في التوجيه أو طريقة العمل فقط، ولكن الهدف واحد وليس الخلاف على القضية، ونحن نرى أن هذا يزيد القضية القبطية رونقـًا واتساعـًا وتكاملاً.

ويشير "بخيت" أنه بالفعل لا يحصل الأقباط على حقوقهم؛ مثل قضية "مروة الشربيني"، وهذا لا نستطيع أن ننكره، وذلك لأن الذي يحرك قضيتنا هم أفراد أو منظمات بجهود ذاتية وتمويل ذاتي، ولكن الذي يحرك ويتابع قضية مثل قضية "مروة الشربيني" هي دول وآبار بترول .

 ويختتم "بخيت" كلامه قائلاً: الشعب القبطي الآن يعيش أسوأ فترة له على مر العصور، وإذا كانت الحكومات تحاول أن تهمل قضيتنا وتتواطئ بشأنها؛ فالتاريخ سوف لا ينسى هذه الحوادث كما تعلمنا منه.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق