CET 16:44:30 - 10/09/2010

مساحة رأي

بقلم: سامي فؤاد
 وأنت غير طبيب قد تشعر بمرض صديقك أو أحد معارفك من الشكل العام له، أو من مظاهـــر الشحوب والهزال وغيرها من الظواهر التي قد تكون بوادر مرض خطير لا تظهره إلا الأشعة والتحاليل، ومن بعض قصاصات وعناوين الجرائد قد تستطيع رسم لوحة أو تكوين صورة للمجتمع تراها كما تشير إليك اللوحة أو الصورة،  ومن تلك العناوين:
 1- تجدد الاشتباكات بين المسيحيين والمسلمين في قرية أو مدينة بسبب بناء كنيسة أو علاقة عاطفية بين فتى وفتاة، مظاهرات الأسلمة والتنصير.
 2- تحقيقات نواب العلاج تواجه ثلاث متهمين بـ 89 قرار علاج وهمي وإهدار الملايين.
3- شاب (أحد أصحاب شركة كبرى) يسحل ويضرب ضابط سابق بأمن الدولة.
 4- بدو يحتلون معهدًا دينيـًا بالإسماعيلية ويهددون مديره بالقتل.
5- اختفاء لوحة "زهرة الخشخاش" من "متحف محمود خليل".

 والصورة التي أراها من تلك الأخبار والعناوين -وبدون ترتيب للأحداث- توضح أن مجتمعنا أُصيب بتشنج ديني وعصبية تديّن ظاهري، لا تقل حدتها عن قضايا الفساد والعنف في المجتمع، وتلك الفتن التي تؤجج وتؤجل وكأن تحريكها منظم وخيوطها بيد جهة مهتمة بأن يكون الصراع بين أفراد الأمة علي الدين والجنة المؤجلة، لاهين بذلك عن همومهم الحقيقية وواقعهم المرير؛ فلن تعجز الدولة عن إصدار قانون موحد لدور العبادة، ولن تعجز عن وأد الفتن إن أرادت.

 وأن تلك الدولة ما زالت عاجزة عن حل مشكلات تتزايد وتتفاقم، وأن مظلة الرعاية الصحية لا تظلل أحد دون وساطة، محسوبية وتسول قرار علاج أو دفع مقابله، وأن المجتمع المصري لا يتم تمييز أفراده علي أساس ديني كما هو الظاهر للعيان -وإن كان هذا يحدث على مستوى الأفراد- بل على أساس المحسوبية والوساطة والقرب من أحد أصحاب النفوذ.
 ثم نرى في الصورة مشكلة باتت تؤرق المجتمع وتحتاج لدراسة ووقفة، ألا وهي مشاكل بعض ضباط الشرطة السابقين والحاليين، فليس من الطبيعي أن يقوم شاب بتلك الهجمة الوحشية على الضابط دون خلاف سابق وصراع أطرافه هي السلطة والمال، ويبدو أن المال عجز أمام السلطة؛ فكان ما كان، ولنراجع العديد من الأحداث والمخالفات للطرفين.

 ثم في طرف بعيد في الصورة تقف جماعة تنفرد بمكان ليس بالبعيد ولا بالقريب، وهم جماعة "البدو" المصريين؛ سواء بدو سيناء، الإسماعيلية أوغيرهم، فلم تنجح الدولة حتى الآن في دمجهم في المجتمع، وإخضاعهم لقانون البلاد ودستورها، أقل من انتمائهم لعُرفهم وقانونهم لدرجة تبدو أحيانـًا تحدي للحكومة، ولديهم الشعور الدائم بأنهم مُلاّك أصليين لكل الصحارى المصرية.
 ثم نأتي للوحة "زهرة الخشخاش"، والتي فُقدت بسبب كاميرات مُعطلة كان يتكلف إصلاحها جنيهات قليلة، ولكني غير مندهش ولست بحاجة للتعليق؛ فهل تُقدّر الدولة البحث العلمي أو على الأقل تقدر آدمية مواطنيها؟؟ فيكفينا تلك اللوحات الكاريكاتيرية للمواطن ورغيف الخبز، وشنطة سلع توزع علي الفقراء، عجزقلمي عن الكتابة وعقلي عن التفكير؛ فاللوحة قاتمة وتشبة دخان آتٍ من بعيد ينذر بانفجار!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

الكاتب

سامي فؤاد

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

قصاقيص جرايد 1

الكتابة اللبيسية

نريد وطن

الأشقاء والشقاء

نعم للتغيير.. لماذا؟

جديد الموقع