CET 16:59:08 - 10/09/2010

مساحة رأي

بقلم: راندا الحمامصي
 حوار دار بين عالم لاهوت مسيحي برازيلي يدعى "ليوناردو بوف"، وبين "دلاي لاما" الحالي رقم 14، "تنزين جياتسو" القائد الديني الأعلى لبوذية التبت، ورأس حكومة المنفى بالهند منذ احتلال الصين للتبت عام 1959، وبالأساس كان أحد رهبان جماعة "القبعات الصفر" من مواليد 1935، وتم تنصيبه في عام 1950:
 يقول "بوف": في نقاش مائدة مستديرة جمعت بيني وبين "دلاي لاما" حول العقيدة والحرية، سألت "لاما" في شيىء من المكر، وكذلك في اهتمام حقيقي: "يا قداستك.. أي العقائد الأفضل"؟؟ وظننت أنه سيقول: بوذية التبت أو الديانات الشرقية التي هي أقدم كثيرًا من المسيحية، على أن "الدلاي لاما" صمت قليلاً ثم ابتسم ونظر إلىّ في عينيَّ مباشرة -وهو ما أدهشنى لأنني كنت أعلم أن المكر مخبأ في سؤالي- ثم قال:

- "العقيدة الأفضل هي تلك التي تجعلك أقرب إلى الله، هي تلك التي تجعلك شخصـًا أفضل".
* وما هي تلك العقيدة التي تجعلك أفضل؟
 أجاب قائلاً: تلك التي تجعلك: أكثر رحمة، أكثر حساسية، أكثر محبة، أكثر إنسانية، أكثر مسؤولية، أكثر جمالاً؛ العقيدة التي تفعل معك كل هذا تكون هي الأفضل.
 كنت صامتـًا مأخوذًا بأعجوبة تلك الإجابة وحكمتها التي لا تدحض، وأكمل "لاما": لست مهتمـًا يا صديقي بعقيدتك أو إذا ما كنت متدينـًا أم لا، الذي يعنيني حقـًا هو سلوكك أمام نفسك، أمام نظرائك، أمام أسرتك، أمام مجتمعك، وأمام العالم.

 واضاف.. تذكر أن الكون هو صدى أفعالنا وصدى أفكارنا، وأن قانون الفعل ورد الفعل لا يخص فقط "عالم الفيزياء"، بل هو أيضـًا قانون يحكم علاقاتنا الإنسانية؛ فإذا ما امتثلت للخير سأحصد الخير، وإذا ما امتثلت للشر فلن أحصد إلا شرًا، ما علمنا إياه أجدادنا هو الحقيقة الصافية: "سوف تجني دائمـًا ما تتمناه للآخرين؛ فالسعادة ليست شيئـًا يخص القدر والقسمة والنصيب، بل هي اختيار وقرار.
 وفي الأخير قال "دلاي لاما": "انتبه جيدًا لأفكارك لأنها سوف تتحول إلى كلمات، وانتبه إلى كلماتك لأنها سوف تتحوّل إلى أفعال، وانتبه إلى أفعالك لأنها سوف تتحوّل إلى عادات، وانتبه إلى عاداتك لأنها سوف تكون شخصيتك، وانتبه جيدًا إلى شخصيتك لأنها سوف تصنع قدرك، وقدرك سوف يصنع حياتك كلها، وفي الأخير ليست من عقيدة أرقى وأعلى من الحقيقة".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق