الأقباط متحدون - نقاط مضيئة في مشوار سميحة أيوب.. سيدة المسرح العربي
  • ١٠:٤٣
  • الثلاثاء , ٣ يونيو ٢٠٢٥
English version

نقاط مضيئة في مشوار سميحة أيوب.. سيدة المسرح العربي

محرر الأقباط متحدون

فن

٢٧: ٠١ م +03:00 EEST

الثلاثاء ٣ يونيو ٢٠٢٥

سميحة أيوب
سميحة أيوب
محرر الأقباط متحدون 
رحلت اليوم الثلاثاء الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب، عن عمر يناهز 93 عاماً، تاركة خلفها مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من سبعة وسبعين عاماً، خاضت خلالها غمار المسرح والسينما والتلفزيون، لتُتوَّج بلقب “سيدة المسرح العربي” عن جدارة، وتغدو أحد أبرز رموز الفن العربي الحديث.
 
الميلاد والبدايات
وُلدت سميحة أيوب في حي شبرا بالقاهرة عام 1932، وظهرت موهبتها التمثيلية في سن مبكرة. التحقت بـ”المعهد العالي للفنون المسرحية” وتخرّجت منه عام 1953 في دفعة أسسها رائد المسرح المصري زكي طليمات.
 
لكن انطلاقتها الحقيقية جاءت قبل ذلك، حين شاركت عام 1947، وهي في الخامسة عشرة من عمرها، في فيلم “المتشردة”، لتبدأ مشواراً فنياً غير مسبوق من حيث المدة والتميز.
 
المسرح.. الميدان الأوسع
المسرح كان الميدان الأبرز في حياة سميحة أيوب، حيث قدمت نحو 170 عرضاً مسرحياً، من بينها أعمال أصبحت من كلاسيكيات المسرح العربي، مثل:
رابعة العدوية
سكة السلامة
دماء على أستار الكعبة
أغا ممنون
دائرة الطباشير القوقازية
 
كما خاضت تجربة الإخراج المسرحي عبر عرضي “مقالب عطيات” و”ليلة الحنّة”، وأدارت أهم مؤسستين مسرحيتين في مصر:
مديرة “المسرح الحديث” (1972–1975)
مديرة “المسرح القومي” (1975–1989)

رغم تفرغها للمسرح، إلا أن سميحة أيوب تركت بصمة واضحة في السينما والتلفزيون، من خلال مشاركتها في أفلام بارزة مثل:
أرض النفاق
فجر الإسلام
مع السعادة
بين الأطلال
 
أما في التلفزيون، فشاركت في مسلسلات شكلت جزءاً من ذاكرة الدراما العربية، منها:
الضوء الشارد
أوان الورد
أميرة في عابدين
المصراوية
 
الجوائز والتكريمات
حظيت سميحة أيوب بتقدير واسع محلياً وعربياً ودولياً، ومن أبرز الأوسمة التي نالتها:
وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر (1966)
شهادة تقدير من الرئيس أنور السادات (1979)
وسام الاستحقاق بدرجة فارس من فرنسا (1977)
وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من سوريا (1983)
 
وفي يناير 2024، وخلال احتفالية عيد الشرطة، حظيت بتحية مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، فبادلته التحية على المسرح بقولها: “إحنا بنحبك يا ريس، وشعبك بيحبك. شكراً على الأمن والأمان اللي إحنا عايشين فيه”.
 
سيدة الأرقام القياسية
في كتابه “أسطورة المسرح العربي” (2025)، وصف الكاتب أيمن الحكيم الراحلة بأنها “سيدة الأرقام القياسية”، في إشارة إلى طول مسيرتها وتأثيرها المستمر في الأجيال الجديدة من الفنانين.
 
كما ألّفت الراحلة كتاب مذكراتها “ذكرياتي” (2003)، الذي روت فيه محطات حياتها الفنية والشخصية، وعلاقاتها بعدد من رموز الفن والسياسة والثقافة في مصر والعالم العربي.
 
الوداع الأخير
أعلن حفيدها نبأ وفاتها صباح اليوم عبر منشور على “فيسبوك”، مشيراً إلى أن صلاة الجنازة ستُقام بعد صلاة العصر. فيما نعاه نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، ووزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، الذي أشاد بإرثها الإبداعي قائلاً إنه “سيبقى حيّاً في وجدان المصريين والعرب”.
 
إرث لا يُمحى
سميحة أيوب لم تكن مجرد فنانة، بل كانت مدرسة في الأداء والإدارة والرؤية المسرحية، وشاهدة على تحولات الفن المصري والعربي من منتصف القرن العشرين وحتى العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين.
 
برحيلها، تُطوى صفحة من أنقى صفحات الفن العربي، لكن صوتها وملامحها وأعمالها ستبقى حيّة، تشهد على عصر ذهبي شكّلت فيه سميحة أيوب أحد أعمدته الراسخة