
محافظ الإسكندرية يهنئ الدولة المصرية والكنيسة بمناسبة رفع موقع دير أبو مينا من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر
نادر شكري
الخميس ١٠ يوليو ٢٠٢٥
نادر شكرى
وجّه الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، التهنئة إلى الدولة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، وإلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكافة الجهات المعنية، بمناسبة قرار لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو اعتماد رفع موقع دير أبو مينا الأثري بمدينة برج العرب من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، بعد أكثر من عقدين من إدراجه عليها.
وقدم المحافظ خالص شكره وتقديره إلى الدكتور شريف فتحي وزير السياحة والآثار، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وجميع الجهات التي ساهمت في هذا الإنجاز الذي يُضاف إلى سجل نجاحات الدولة المصرية، ويعكس التزامها الجاد بحماية وصون تراثها الثقافي وفقًا للمعايير الدولية.
وأوضح الفريق أحمد خالد أن المحافظة قامت منذ عام 2019 بالتنسيق الكامل مع وزارات السياحة والآثار والموارد المائية والري، والجهات المعنية، لإنجاز مشروعات البنية التحتية المحيطة بالموقع، بما في ذلك توسعة الطرق، وتمهيد الطبقة الأسفلتية، وإنشاء شبكات الإنارة، وتركيب اللوحات الإرشادية بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور.
وثمّن محافظ الإسكندرية الجهود التي بُذلت في الموقع خلال السنوات الماضية، خصوصًا ما يتعلق بخفض منسوب المياه الجوفية، وترميم العناصر المعمارية، وتطوير الخدمات السياحية، وهي الجهود التي نالت إشادة دولية وأسهمت في استيفاء التدابير التصحيحية المطلوبة لحماية الموقع وضمان استدامته للأجيال القادمة.
وجاء قرار رفع الموقع من قائمة الخطر خلال اجتماعات الدورة الـ47 للجنة التراث العالمي المنعقدة حاليًا في مقر منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد استعراض تقرير بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) لعام 2025، والذي أكد إحراز تقدم كبير في صون الموقع، وعلى رأسها إنشاء نظام فعّال لرصد ومراقبة منسوب المياه الجوفية.
وأشار التقرير إلى التزام مصر بتنفيذ جميع التوصيات السابقة، وتحقيق حالة الصون المطلوبة (DSOCR)، مما مكّن من رفع الموقع من قائمة التراث المعرض للخطر.
ويُعد دير أبو مينا من أبرز المواقع ذات الأهمية الدينية والتاريخية والمعمارية في العالم، حيث كان يمثل المحطة الثانية للحج المسيحي بعد القدس. وقد أُدرج الموقع على قائمة التراث العالمي عام 1979، غير أن أنشطة الاستصلاح الزراعي والري بالغمر في المنطقة المحيطة أدت إلى ارتفاع المياه الجوفية وتضرر البنية الأثرية، ما استدعى إدراجه عام 2001 ضمن قائمة الخطر.
وفي إطار جهود الحفاظ، بدأت الدولة في 2019 مشروعًا متكاملًا لخفض منسوب المياه الجوفية، وتم التشغيل التجريبي للمنظومة في نوفمبر 2021، وافتتحها وزير السياحة والآثار الأسبق عام 2022، تزامنًا مع تنفيذ أعمال الترميم المعماري، لتُستكمل بذلك متطلبات رفع الموقع من القائمة.
ويضم دير أبو مينا عددًا من المعالم الأثرية البارزة، منها البئر الذي يضم رفات القديس مينا، والكنيسة الكبرى، وساحة الحجاج، وهي شواهد حية على الأهمية الروحية والعمرانية للموقع، وعلى عمق الإرث القبطي في مصر.