الأقباط متحدون - محطات في رحلة فقيد الفن زياد الرحباني
  • ١٩:٣٤
  • السبت , ٢٦ يوليو ٢٠٢٥
English version

محطات في رحلة فقيد الفن "زياد الرحباني"

محرر الأقباط متحدون

فن

٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST

السبت ٢٦ يوليو ٢٠٢٥

زياد الرحباني
زياد الرحباني

محرر الأقباط متحدون 
رحل اليوم السبت الفنان والموسيقي والمسرحي اللبناني زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاماً، في أحد مستشفيات بيروت بعد معاناة مع المرض، ليغيب صوت ساخر ومجدد لطالما شكّل علامة فارقة في المشهد الثقافي اللبناني والعربي.

زياد، ابن السيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني، لم يكن مجرد وريث لعائلة فنية عظيمة، بل تمرّد على تقاليدها منذ بداياته في سبعينيات القرن الماضي، واختار لنفسه طريقاً فنياً خاصاً، عبّر فيه عن هموم المواطن العادي وقسوة الواقع السياسي والاجتماعي في لبنان. مزج بين النقد والسخرية، وبين الجاز والموسيقى الشرقية، وبين المسرح والكلمة المغنّاة، ليخلق حالة إبداعية فريدة من نوعها.

في سن السابعة عشرة، لحّن أولى أغانيه لوالدته فيروز، وكانت “سألوني الناس” التي عبّرت عن غياب والده المريض آنذاك. ثم واصل رحلته الخاصة عبر عشرات الأغاني التي أداها بصوته مثل “الحالة تعبانة”، و”بلا ولا شي”، و”دلوني عالعينين السود”، كما كتب ولحّن لفيروز أغنيات لا تزال حيّة في الذاكرة الجماعية مثل “كيفك إنت” و”عودك رنان”.

على خشبة المسرح، كان زياد صانعاً لمرايا مجنونة عكست عبث الواقع اللبناني، بدءًا من مسرحيته “سهرية” وصولاً إلى “فيلم أميركي طويل”، حيث عالج عبر الكوميديا السوداء مواضيع الحرب والطائفية والانهيار المجتمعي، بأسلوب لاذع لا يخلو من عمق إنساني وفكري. مسرحياته كانت محطات ثقافية وسياسية بامتياز، يضحك فيها الجمهور على وجعه.

رغم ابتعاده النسبي عن الساحة في السنوات الأخيرة، ظل محتفظًا بمكانة كبيرة لدى جمهور واسع، وافتتح عام 2018 مهرجانات بيت الدين في أمسية موسيقية كبيرة قدّم خلالها مختارات من أعماله وأعمال الأخوين رحباني، في استعراض تخللته مقاطع تمثيلية وتعليقات ساخرة أعادت إلى الأذهان روح زياد كما عرفه محبوه.

رحيل زياد الرحباني يمثّل خسارة فنية وثقافية كبرى، إذ يغيب برحيله صوت نقدي حرّ وموهبة استثنائية قلّ نظيرها. لكن أثره سيبقى حاضرًا في ذاكرة المسرح، وفي ألحان تعيش وتُتداول جيلاً بعد جيل، وفي كلمات صنعت وعياً جديداً، وحكاية فنية من طراز نادر