الأقباط متحدون - نشطاء أقباط : البابا توا ضروس أخذ خطوات ايجابية وعملية نحو التقارب بين الطوائف المسيحية
أخر تحديث ٢١:٠٩ | الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣ | ٦ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

نشطاء أقباط : البابا توا ضروس أخذ خطوات ايجابية وعملية نحو التقارب بين الطوائف المسيحية

البابا تواضروس
البابا تواضروس

تحقيق-عماد توماس

بعد زيارة البابا توا ضروس الثاني للفاتيكان ولقاءه مع البابا فرنسيس، والحديث عن التقارب بين الطوائف المسيحية المختلفة.

يرى البعض ان الوضع لم يتغير منذ عهد البابا شنودة الثاني في مسألة التقارب او الوحدة، بينما يرى آخرون أن الوضع تغير بعد ان قام البابا توا ضروس بخطوات ايجابية عملية  نحو التقارب بين الطوائف؟

وفى هذا التحقيق نحاول الإجابة حول هذا التساؤل بالإضافة إلى التعليق على هل المواطنين المسيحيين لديهم اتجاه للتعايش والتقارب مع الطوائف الأخرى دون اعتبار ذلك انتقاص أو تنازل عن العقيدة والطقس الكنسي؟
 
التقارب بين الطوائف المسيحية
فى البداية يقول الكاتب كمال زاخر، منسق تيار العلمانيين الأقباط، أن ما يحدث من تقارب بين الطوائف المسيحية نتيجة طبيعة لأمور حدثت  تاريخيا من قبل،  بدأها البابا كيرلس، عندما قام بتشكيل لجان مسكونية بين الكنائس المسيحية وكان جزء منها تحت مظلة مجلس الكنائس العالمي.

ويرى "كمال زاخر"، أن الفرق كان فى السرعات، فكان هناك بدايات ونوع من الإرهاصات لبداية حوار . ففى عهد البابا شنودة الثالث ، سرت الأمور مثلما كانت فى عهد البابا كيرلس، ولكن لم تكن بنفس السرعة، ربما بسبب ان الانبا بيشوى المتزعم للحوار معروف عنه تشدده فانعكس سلبا عن ان تاتى هذه الحوارات بنتائح ايجابية بالإضافة الى ان الكنيسة كانت منشغلة بأمور مختلفة وصلت إلى حد التصادم مع الدولة واعتقال البابا فى الدير فى بداية الثمانيات.

ويلفت زاخر الى انه لديه  معلومات عن وثائق عن تقارب بين الكنائس المسيحية  تم توقيعها في عهد البابا شنودة وبعضها اعلن وبعضها تم توقيعه ولم يعلن  متسائلا عن سبب عدم الإعلان عنها؟

اما فى وجود البابا تواضروس الثانى، فأعلن موقفه بوضوح من عدم اشتغال الكنيسة بالسياسة وهو ما رفع عنها عبء كبير وبالتالي أصبح للكنيسة لها المجال المتسع للعمل الروحي ومن ضمنه مسألة التقارب بين الكنائس المسيحية المختلفة. لافتا الى أن البابا توا ضروس اخذ خطوات ايجابية عملية من خلال مشاركته بشخصه في تجليس بابا الكاثوليك ولم يكتفي بإرسال مندوب فقط بالإضافة إلى إرساله وفد من الأساقفة لتهنئة الكنيسة الإنجيلية. وفى كل الأحوال الأمر لن يُحل في مسألة المجاملات والتبسيط فكل طرف يرى انه الحق وغيره الباطل، والتراكمات عملت مراكز قانونية استقرت فالأمر يحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت
 
من جانبه، يرى القس رفعت فكرى، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالسنودس الانجيلى، آن الوضع اختلف نسبيا ، فكان هناك فكرة فى عهد البابا شنودة وهى تأسيس مجلس كنائس مصر والوقت لم يسعفه لتنفيذها، واكتملت هذه الفكرة فى عهد البابا تواضروس، وتهنئة البابا تواضروس لبابا الفاتيكان وحضوره حفل تنصيب بطريرك الكنيسة الكاثوليكية كما ان ما يسمى بثورات الربيع العربى كان لها دور فى تقارب المسيحين اكثر، وهذا يعنى ان هناك نهج جديد تتبعه الكنيسة الارثوذكسية مع الطوائف المسيحية الاخرى.
 
ويرى الدكتور "رامى عطا"، ان  لكل بطريرك من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شخصيته المستقلة واسهاماته الخاصة وبصمته المميزة وذلك بحكم الطبيعة الإنسانية/ البشرية. ولكن هناك مجموعة من الثوابت لا يحيد عنها الآباء البابوبات من بطاركة الكنيسة القبطية منها مثلاً الانتماء الكبير للوطن مصر، والنظر إلى الكنيسة باعتبارها سفير عن الوطن في كل مكان تتواجد فيه. ومن هذه الثوابت أيضاً رفض فكرة الاستقواء بالخارج لعلاج المشكلات والهموم الخاصة بالمواطنين الأقباط. كذلك تأييد القضية الفلسطينية منذ عهد البابا كيرلس السادس مروراً بالبابا شنودة الثالث وصولاً إلى البابا تواضروس الثاني.
 
ولا يحبذ الدكتور رامى فكرة  أنه المقارنة بين البابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثاني، كون ان  الأخير جاء في سياق مختلف وظروف مختلفة عن الظروف التي جاء فيها البابا شنودة الثالث وعاش فيها بطريركاً لنحو أربعين سنة. لأن ظروف المجتمع المصري قد تغيرت على نحو واضح وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. مشيدا بتحركات البابا تواضروس الثاني التى تعبر عن رغبة واضحة في مزيد من تأكيد انفتاح الكنيسة القبطية على كنائس العالم والرغبة في تحقيق المزيد من التواصل مع العالم الخارجي، من خلال الحوار والعمل على المساحة المشتركة بين الأديان وبين المذاهب المختلفة داخل الدين الواحد. مشيرا الى وجود مبادرات جادة أيام البابا شنودة الثالث في مجال الحوار، وإن كانت بمساحة محدودة، متمنيا  أن ينجح البابا تواضروس في العمل على استمرار الحوار وتأكيد معاني التآخي والمحبة والعيش المشترك.
 
موقف المواطنين المسيحيين من التقارب
يرى كمال زاخر، أن القبول الشعبي للتقارب على المستوى المسيحي يأتي من توضيح الأمور، فهناك أمور مورثة من الصعب الاقتراب منها بسبب ضعف الثقافة الروحية واللاهوتية وبالتالي فهناك حاجة إلى إعادة قراءة وفحص وتنوير. التقارب يمكن ولكن لا يجب أن يخضع تحت ضغط اللحظة، ولا يجب أن يكون التقارب من اجل الوقوف ضد طرف آخر فالتقارب يكون من منطلق روحي لاهوتي وليس منطلق سياسي اجتماعي.
 
اما القس رفعت فكرى، فلا يعتقد ان هناك اتجاه لكن هناك ارتياح فالناس تعلم أن الكنيسة الإنجيلية موجودة وليسوا هراطقة او ذئاب خاطفة وهناك بوادر مشرقة بالتقارب بين المسيحيين
 
من جانبه، يعتقد الدكتور رامي عطا  أن المواطنين الأقباط من مختلف المذاهب عندهم استعداد كبير لتقبل هذا النهج، منذ سنوات بعيدة، خاصة وأنك قد تجد داخل الأسرة الواحدة أرثوذكسياً وكاثوليكياً وإنجيليا. فالتعايش موجود في الواقع الاجتماعي بين المسيحيين وبعضهم البعض، وعلى رجال الدين مباركة هذا التعايش، والاشتراك فيه. 
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter