الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣ -
٢٣:
٠٣ م +02:00 EET
دولة الحب.. لا دولة الحقد
بقلم : الشربينى الاقصرى
أخوتى وأخواتى ابناء مصرالافاضل: ان المجتمعات لا تبنى الا بالحب والسلام والتعاون ونحن هنا فى مصر ومنذ قيام ثورة 25يناير2011م أردنا ان نتخلص من مجتمع الحقدوالفساد والغش واردنا نقيم دعائم مجتمع تسوده المحبة والتعاون من الجميع وللجميع .لكننا وللاسف الشديد فوجئنا بان هناك ثقافة جديدة بدأت تغزو مجتمعنا العريق انها ثقافة الحقد والكراهية بين الاجيال المعاصرة والاجيال القادمة فالحقد والكره لا يبنى الاجيال ولايبنى الاوطان بل يدمرها تدميرا .انما الاوطان تبنى بثقافة الحب والود والتسامح ثم يكون السلام والتعاون والبناء..الاوطان تبنى باجيال تحب الناس والناس يحبونهم...تبنى برجال يدعون للسلام والاخاء لاللحرب والدمار يدعون للبناء والتعمير لا للهدم والتخريب . أخوتى وأخواتى الافاضل: اسف ان اقول لكم ان بعد ثورتكم العظيمة اصبح (مثلا) من يحب مبارك يكفر خصومه... ومن يكره مبارك يكفر محبيه ومن يكره الاخوان يكفر محبيهم ومن يحب الاخوان يكفر الجميع...
هذه ثقافة خاطئة تلك الثقافة التى لا تعترف ولا تحترم ولا تحب الاخر . ان دولة مبارك سقطت لانها لم تنظر الى الملايين التى خرجت فى شوارع مصر تنادى بسقوطه ولم تعترف بها . وان دولة الاخوان سقطت لانها لم تشاهد الانفسها ولم ترى جموع الشعب التى بح صوتها وهى تهتف بسقوط حكمها . ان مصر ملايين الملايين لاتجعلوها محصورة فى اسماء محددة او احزاب مخصصة مصر للجميع وفوق الجميع . هذا هو جزاء من لايرى الا نفسه ويعشقها عشقا (نرجسيا) ويكره الاخر كرها دفينا بل ويحرض على كرهه .
ان هذه التربية لا تبنى الاجيال القادمة بل تخلق فيها روح الحقد والكراهية ولا حياة لامة بالحقد والكراهية .. أخوتى وأخواتى ابناء مصر الافاضل : من حقك ان تحب من تشاء وتؤيد من تريد من الاحزاب وما تريد من السياسات لكن اياك ان تقصى الاخر لانك فى هذه الحالة لا تهدم الاخر بل تهدم نفسك لان الاخر جزء منك شئت ام أبيت انك تغرس ثقافة الحقد والكراهية فى ابناءك وفى الاجيال القادمة التى نريد منها ان تبنى مصر بالحب بناء شامخا قويا . ان ثقافة الاديان التى تعتقدها هى ثقافة الحب والسلام والتعاون .
فالاسلام يقول:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ...) ويقول :(المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء) والمسيحية تقول :(اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ\" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 16).ويقول :(المجد لله في العلى..وعلى الارض السلام..وفي الناس المسرة.).
والشاعرالعربى الاموى قال: وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس كريم القوم من يحمل الحقدا. الشربينى الاقصرى .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع