حدثت مجلة "فورين بوليسى" عن الاعتداءات المستمرة التى تستهدف الأقباط من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، والتى أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة مسيحيين منذ عزل الدكتور محمد مرسى الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وحرق كنائس ومنازل للأقباط فى مختلف أنحاء مصر.
وسلطت المجلة الأمريكية الضوء على أعمال العنف التى وقعت فى 5 يوليوالجارى ضد أقباط قرية نجع حسن بالأقصر، موضحة أن إراقة الدماء بدأت بالعثور على جثة رجل مسلم بالقرب من ضفة النيل فى القرية، ولم تمض ساعات حتى إندلعت الأعمال العدائية ضد مسيحى القرية الأمر الذى وصل إلى مقتل أربعة منهم وإضرام النار فى 24 منزلا.
وتقول المجلة، إنه منذ الإطاحة بمرسى، شن إسلاميون متشددون اعتداءات على كنائس وممتلكات الأقباط، عقاباً على معارضتهم الساحقة لحكم الإخوان المسلمين.
كما أنها ليست أول فورة من العنف ضد الأقباط، ففى أبريل الماضى، تم الإعتداء على الكنيسة الكاتدرائية المرقسية خلال تشييع جثمان أربعة قتلوا فى اعتداءات طائفية فى منطقة الخصوص.
وتقول المجلة الأمريكية، أن الوضع فى "نجع حسن" كان مختلفاً إذا أن المعتدين هم سكان ممن لا ينتمون علانية لتيار دينى أوسياسى معين، وفجأة تحولوا ضد أصدقائهم وجيرانهم.. وتضيف أن عمليات القتل هذه تعد مثال على التحيزات العميقة الجذور الكامنة تحت السطح ضد المسيحيين فى مصر،كما أنها تعكس عدم استقرار أوسع وانتشار الفوضى الذى أصاب البلاد منذ سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك أوائل عام 2011.
وتتابع أنه بعد ثلاث أيام من عزل مرسى من منصبه، بات من الواضح أنه من الصعب احتواء سفك الدماء.. وتضيف المجلة أن الغوغائين الذين اعتدوا على مسيحى نجع حسن لم يكن من المهم لهم من الذى قتل الشخص المسلم، فإنهم يريدون الانتقام فقط.
وتخلص المجلة الأمريكية مشيرة إلى أن الشرطة فى الأقصر إعترفت بأن ما حدث تخطى حادث القتل العادى إلى عنف طائفى، وأعربوا عن عدم فهمهم لما حدث.
واختتمت فورين بولسى بالقول: "أنه لا يزال من غير الواضح كيف يمكن للدولة أن تعالج هذا العنف، فعلى الرغم من تعهد السلطات بمحاسبة الجناة، فإن النيابة ليست نشيطة، فلقد قامت النيابة العامة بزيارة واحدة فقط لمسرح الجريمة".