الأقباط متحدون - المرأة بين المصريين والإخوان
أخر تحديث ٠٤:٥٨ | الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣ | ٢٣ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

المرأة بين المصريين والإخوان

بقلم: مؤمن سلام
خاض الشعب السكندرى والشرطة والجيش معركة حامية الوطيس ضد إرهابي جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة 5 يوليو 2013 استمرت منذ الثالثة بعد الظهر وحتى الواحدة من بعد منتصف الليل، تبعها عملية مطاردة لأعضاء الجماعة الفارين في شوارع سيدي جابر حتى تم تنظيف المنطقة منهم. 
 
ولقد تجلى الفرق الحضاري الكبير بين المصريين والإخوان أثناء هذه المعركة فى التعامل مع المرأة. فالمصري لا يعرض المرأة للخطر أبدا ويضحى بنفسه حفاظا عليها، أما الإخوان فيجعلونها فى الصفوف الأمامية فى القتال ويستخدمونها كغطاء حتى يفروا هم كالفئران. 
 
كان المشهد الأول هو القبض على امرأة منقبة شكت بها إحدى الفتيات أنها تخبأ شيء تحت ملابسها وبالفعل تم اكتشاف فرد خرطوش يدوى الصنع (مأروطة). المشهد الثاني كان ورود أنباء عن قيام الإخوان بتقديم السيدات إلى خط المواجهة، وهو ما استغربناه بشدة إلى حد تكذيب الخبر ولكن ثبت لاحقا أن الخبر صحيح وأن الهدف كان استخدام السيدات غطاء لفرار الإخوان بعد أن ثبت لهم أنهم لن يستطيعوا هزيمة الشعب السكندري الحر. أما المشهد الأخير، فكان أثناء مطاردة الهاربين من الإخوان في شوارع سيدي جابر وكان من بينهم امرأة منقبة حاول بعض الشباب المنفعل، والذي ربما فقد أصدقاء أو أقارب له على يد إرهابيين الإخوان، الفتك بها. ولكن هنا يظهر العقلاء الهادئين كالعادة ليذكروا المصريين أنها امرأة فيفيق الشباب ويتراجعون بعد أن كانوا يندفعون نحوها حتى أتت مدرعة الشرطة وتسلمتها دون أن يمسسها أحد.
 
ثم جاء مشهد أكثر وضوحا وكشفا لنظرة الإخوان المسلمين للمرأة من مدينة المنصورة عندما دخلت مظاهرة الإخوان إلى شارع الترعة معقل البلطجيه رغم تحذيرات شباب الإخوان للمسئولين عن المظاهرة ليتم قتل 3 سيدات بطلقات نارية، ويقوم قادة الإخوان بالمتاجرة بدماءهن رغم أنهم المسئول الأول عن قتلهن.
وأنا أشاهد هذه الأحداث ثار السؤال هل هؤلاء مصريين؟ هل يمكن للمصري الذي تربى على حماية ورعاية المرأة أن يعرضها لمثل هذه الأخطار؟ بالطبع لا، فقد تربي المصري على أن حماية المرأة ورعايتها واجب وشرف بل من العار أن يحتمي الرجل بالمرأة فيقول الحكيم المصري في العصور المصرية القديمة:
" إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، أعتن بها.. ترعى بيتك"
 
"حافظ عليها ما دمت حياً فهي هبة الآلهة الذي استجاب لدعائك فأنعم بها عليك وتقديس النعمة إرضاء للآلهة ".
 
"حس بآلامها قبل أن تتألم.. أنها أم أولادك إذا أسعدتها أسعدتهم وفى رعايتها رعايتهم، أنها أمانة فى يدك وقلبك، فأنت المسئول عنها أمام الإله الأعظم الذي أقسمت فى محرابه أن تكون لها أخاً وأباً وشريكاً لحياتها".
 
هذه هي ثقافة أجدادنا عن المرأة وضرورة رعايتها وحمايتها، أما هؤلاء فالمرأة بالنسبة لهم مجرد عورة وضلع اعوج ومتاع وأغلب أهل النار. فهي مجرد شيء للاستهلاك سواء كان استهلاك جنسي أو اقتصادي أو سياسي. فالرجل أهم من المرأة وحياته أغلى من حياة المرأة وبالتالي فلا مشكلة من التضحية بالنساء في سبيل الإبقاء على حياة الرجل. ومما يزيد رغبتهم في التضحية بالنساء معرفتهم بهذه الثقافة المصرية التى تجعل المرأة كيان سامي لا يجب مسه بسوء وبالتالي فالاعتداء عليه يمثل كارثة ويعبئ المشاعر ضد المعتدى على المرأة، فكان أن استغلوا هذا الأمر بوضع نساءهم في الصفوف الأولى عند الصدام.
 
لقد اثبت هؤلاء مرة أخرى أنهم ليسوا مصريين ولا ينتمون لهذا الوطن بخروجهم عن كل القيم والثقافة المصرية الأصيلة في سبيل تحقيق مشروعهم السياسي، ولعل أحد أهم الطرق في محاربة هؤلاء هو إحياء الثقافة والقيم المصرية الأصيلة المتوارثة عبر التاريخ. فتكون حامية للأجيال القادمة من الانخراط في هذه الجماعات المتطرفة وتبنى سور ثقافي بين عقول المصريين وبين هكسوس العصر الحديث.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter