بقلم: حنا حنا المحامي
مرت بمصرنا الغاليه أيام عصيبه تفتتت فيها وحدة الوطن وتماسكه فانهار أوكاد أن ينهار. وكان السبب الاساسى لذلك التصدع الخطير هو الانقسام الطائفى والذى أباحه بل عمل على تنشيطه ونغذيته الانظمه الراحله إلى غير رجعه.
فكما تعلمان على مدى الثلاثين عاما التى ألقت بها الاقدار بحسنى مبارك إلى الحكم, ذلك الحكم الذى كان قوامه بل وشعاره الاستبداد, التفرقه, الثراء الفاحش, السلطه الغاشمه, التوريث, فرق تسد, وبفضل شبابنا الوطنى الحى المؤمن بوطنيته الدافقه, ومثله العليا, وشعاراته البناءه هب لينقذ مصر من هذا الفساد والانهيار.
وكما تعلمان فقد انقض جماعة طنطاوى وأعوانه وباعوا الوطن لمجموعه متطرفه قيمها تتمثل فى الجشع, والسلطه, التعصب, ومعاملة الوطن العالى معاملة الغنائم, فعملوا على تفتيت الوطن ومص دمائه ودماء شعبه, وإضعافه وتقسيمه ليكون ضيعة مملوكه لفئه تتخذ من الدين وسيله ومبررا لانهيار كل قيم الوطنيه والاخلاق.
هب للمرة الثانيه شبابنا الناهض العظيم والواعى لينقذ الوطن من براثن الاحتلال الداخلى بواسطه ثله لا قيم لها ولا أخلاق. ثله تتعامل مع الشعب على أنه أسرى بل غنائم, وتتعامل مع فئة المسيحيين كما لو كانوا أسرى حرب يكفيهم أن يحصلوا على قوت يومهم –إن حصلوا- واستعملوا واستخدموا الدين وسيله لتحقيق مآربهم.
وعلى ذلك وجدوا وسيله ومبررا لتفتيت الوطن وليس فقط تهميش المسيحيين بل محاولين جاهدين العمل على فنائهم وإبادتهم بكافة الوسائل الرخيصه بدعوى أنهم كفاروأن ا لساده الذين يلقبون أنفسهم بالاخوان المسلمين هم رسل الله على الارض ليبيدوا ما خلا دينهم وعقيدتهم ومبادئهم مهما كانت هدامه ومهما هبطت إلى أدنى مستويات الاخلاق والقيم والوطنيه – إن كانوا يؤمنون بشئ اسمه وطنيه أوأخلاق.
شباب مصر العظيم قام للمره الثانيه يرفض تلك المبادئ الهدامه وذلك الانقسام الشرير الذى يهدف مرة أخرى إلى إضعاف الوطن وتفتيته حتى لا ينزعوا عنه مقومات الوطن بل يكون ضيعه أو ضياع يستثمروها ويستثمروا سكانها لحسابهم الخاص ورخائهم المنشود الذى بلا حدود. ونجح شبابنا العظيم المصرى الاصيل بمساعدة الجيش الباسل.
مع تلك الحركه التاريخيه التى أذهلت العالم الذى وقف مشدوها ومأحوذا من تلك العزيمه والوطنيه التى سجلها ويسجلها التاريخ. وعلى ذلك كان قرار الشعب ممثلا فى الجيش وسائر القوى الوطنيه أن تعود مصر إلى ما كانت عليه وحدة واحده كل وطنى عليها ينتمى إلى ذلك الوطن ويعمل على قوته وتماسكه ونجاحه بل وقوته.
ثم تكونت الحكومه الانتقاليه وكان قرارًا موفقًا أن تتزعمها كلاكما..
نعم... إنى أعرف أن التركه ثقيله, أعرف أن الاعباء أثقل من أن يحملها إلا رجال فى خيرتكما وعزيمتكما وعلمكما بل ومثلكما العليا التى تتمثل فى وطنيتكما وحبكما لمصر. ولذلك فالمطلوب منكما الكثير والكثير جدا. وهذه الكثره لم تكن مفاجئه لكما بل كنتم على علم تام بها. لذلك فمن حق كل فرد فى الشعب أن يتعامل معكما على هذا الاساس.
إننا كنا ندرك أن يعتدى المسلمون المتطرفون على إخوتهم فى الوطن المسيحيين. وكنا ندرك تمام الادراك أن النظام السابق كان يستبيح دماء الاقباط, والنظام السابق عليه كان يستمتع بالعدوان لانه يحقق مآربه فى سياسة فرق تسد فضلا عن أمراض التعصب التى كان مصابا بها بعض الحكام مثل العادلى ومبارك. ولا يخفى عليكم أن هذه السياسه المريضه تسببت فى تصدع الوطن الغالى وعملت على تفتيته, ولكن كانت يد الله أقوى فثار الشبباب بوجه خاص والشعب بوجه عام ضد هذه السياسات الفاسده والمدمره لللوطن العزيز.
لا شك أنكم حين تبوأتم المسئوليه فى هذه الحقبه الخطيره كنتم تدركون تمام الادراك عنصر التمزق الحادث بين أطياف المجتمع وعلى الاخص مسلميه ومسيحييه. ولا شك أيضا أنكم كوطنيين تريدون أن تؤدوا الامانه الملقاه على عاتقكم بامانه وكفاءه, كان نصب أعينكم هذه المشكله الخطيره. وعليه فقد كان يتعين عليكم أن تضعوا هذا الامر الخطير نصب أعين المسئولين فى البوليس حتى يتنبهوا لأى فتنه قبل أن تستفحل.
من هنا كان الوضع جد خطير إزاء الفتنه الاخيره فى محافظة المنيا. بعض المسلمين المتطرفين يعتدون على المسيحيين بلا سبب بلا شجار بلا عراك. ولم يكن الدافع –على ما يبدو واضحا- إلا روح التعصب المقيته أو , وهذا هو الارجح, أن المعتدين ليسوا إلا عملاء لشرذمة الاخوان القابعين فى رابعه العدويه أو النهضه.
مع ذلك, نسلم جدلا أن المعتدين بلا سبب ليسوا إلا حثالة المطرفين, كيف يتمكن هؤلاء الحثاله من حرق بعض المنازل المملوكه للمسيحيين؟ كم من الوقت استغرق هذا العمل الشرير؟ أين كانت قوات الامن؟ إنى أخشى ما أخشاه أن تكون الحكومه الانتقاليه قد تراخت واسترخت فتبعت وتتبعت سياسة العادلى ومبارك. وإذا كان الامر كذلك فهو جد خطير لاننا بذلك نكون قد انتهينا من حيث بدأنا وأن موضوع الثوره والمرحله الانتقاليه ليست إلا من باب التهريج والضحك على أنفسنا وعلى العالم.
والاخطر من هذا حدودة جلسات الصلح. صلح مع من؟ وممن؟ وعلى أى أساس؟ هل لو كان المسيحيون هم المعتدين كان يفرض على المسلمين جلسات الصلح المهينه؟ أين القانون يا حماة القانون؟ أين الامن يا حماة الامن؟ أين التعويض فى جلسات الصلح المهينه؟
البادى أن جلسات الصلح هذه ليست إلا وسيله لحماية المعتدين بواسطة الساده أصحاب السلطه التنفيذيه. وإذا كان الامر مقبولا فى حقبة سوداء من تاريخ مصر, فهى ليست مقبوله الآن بأى حال من الاحوال لان الدم المسيحي قد أريق مع دم المسلم من أجل مصر وقيم مصر ومبادئ مصر.
وإلى الساده الاقباط نود خالصين ألا تستسلموا لجلسات الصلح المهينه لانها تهدف إل حماية المعتدين فهى تحرمكم بواسطة الخبث أو المكر الخبيث من أن تنالوا حقكم بل تتنازلوا عن حقوقكم.. كما تهدف إلى حماية المعتدين. وقد قال الاولون "إن لم يكن من الموت بد .. فمن العجز أن تكون جبانا."
وإلى الساده المهيمنين على الحكم ومقدرات البلاد فى هذه المرحله الانقاليه إن الاقباط فى الداخل والخارج لن يسكتوا على هذه المهازل مرة أخرى. وعلى المسئولين أن يحكموا ضمائرهم وألا يناصروا المعتدى بأى حال من الاخوال كما أن عليهم أن يعملوا على تعويض الضحايا بأى شكل من الاشكال. إنكم لن تسنوا قانونا غير مشروع لان الاقباط ذوى خلق ولا يستوردون سلاحا ولا يبيعون أوطانهم ولا يتآمرون عليه كما أنهم لا يحيكوا المؤامرات ضد وطنهم.. بل عليكم أن تعوضوا هؤلاء الضحايا تعويضا كاملا وأرجو خالصا أن يوضع هذا الكلام موضع التنفيذ.
كذلك من المعلوم أن وزير الداخليه معروف بأنه خارج من عباءة الاخوان وإذا كان سندا للفريق السيسى فطبقا لثقافته العتيقه فإنه يناصر من كان على دينه. وإذا كان الامر كذلك فبالقطع ليس له مكان فى الدوله الحديثه على الاطلاق.
يا دكتور ببلاوى, يا دكتور برادعى, حاشا لكما أن يحدث فى عهدكما ما حدث فى دولة المخلوعين. إننا بصدد إنشاء دولة القانون وليس دولة البطاطا. .