الأقباط متحدون - أنطون سيدهم (1915-1995م) من رواد العمل الاقتصادى و الاجتماعى
أخر تحديث ٠٩:١٩ | السبت ٧ سبتمبر ٢٠١٣ | ٢ نسى ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٤٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أنطون سيدهم (1915-1995م) من رواد العمل الاقتصادى و الاجتماعى

أنطون سيدهم
أنطون سيدهم

 د.ماجد عزت إسرائيل

  
 ولد أنطون سيدهم فى مدينة طنطا فى( 3مارس 1915 م) محافظة الغربية وتلقى تعليمة الاولى والثانوية بين مدينتى الزقازيق والإسكندرية؛ ثم تخرج فى كلية التجارة جامعة فؤاد الاول (جامعة القاهرة حاليا)، وعمل محاسبا قـــانونيا حيث أسس مع زميلة وشريكة المرحوم الأستاذ " عــزمى رزق اللة " فى عام ( 1939 م) مكـــــتباً للمحاسبة والمراجعة وكان ذلك طليعـة المكاتب المصرية فى ذات العمل،منافساً لسلطات الأحتلال البريطانى، التى أحتكرت هـــذا العمــــــل نحو أكثر من نصف قرن دون منافس فى ممارسة هذة المهنة  فى مصر.
 
وواصل أنطون سيدهم تفوقه فى مجال العمل المحاسبى، فقام بتوسيع وتطوير نشاط مكتبة للمحاسبة والمراجعة الضرائبية، فقام بتأسيس فرع لة فى ليبيا، خلال منتصف لستينات القرن المنصرم، وهى ذات  الفترة التى واكبت اكتشاف البترول فى ليبيا وبدء  عصر النهضة والتطوير بها فى كافة المجلات، واستمر هذا المكتب فى العمل منافساً للماكتب الأيطالية حتى بعد قــــيام الثورة الليبية.
 
ومع بدء سريان الإنفتاح الاقتصادى فى مصر اشترك مع مجموعة من رجال الأعمال فى تاسيس بنك (النــيل )وهو بنك مصرى صميم، دخل سوق الاقتصــاد منافسا لبنوك  كثيرسابقة له من حيث  لحجم والخبرة خاصة البنوك الأجنبية وفروعــها، ولكن سرعان ما اكتسب ثقة واحترام جميع المصريين والأجناب، فى كافة قطاعات الأعمال وظل "انطون سيدهم" عـــــضوا بمجالس إدارت البنك وشركاته حتى وفاته.  
 
 وعلى أثر حركــــة طرد الأجانب فى أعقاب حــــرب السويس عام( 1956 م) عقب أحداث ثورة 23 يوليو 1952م، قام هو و بعض زملائة من رجال الأعمال بشيراء الأسهم وأصول شركة "الكاتب المصرى" من مؤسسيها الأصليين الأجـــانب  وهى شركة تعمل فى الأنظمة  المكتبية والبنكية، وما يتصل بها من أجهزة والآلات، علاوة على الحاسبــــــات والالكترونيات والأجهزة المتقدمة فى فنون والإدارة  فى ذلك الوقت،وقد  تم أنتخاب "أنطون سيدهم "رئيسا لمـــــجلس إدارة الشركة والــعضو المنتدب بها؛ حيث شغل هـذا المنصب حتى نياحته،وظل شغلة الشاغل قضايا وطنه الحبيب مصر. 
 
على أية حال،حاول هو وزملائه مطالبة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى أصدارصحيفة يومية أو أسبوعية،لتعبرعن أرائهم وأفكارهم الوطنية،ويتصدون للقضايا  المطروحة على الساحة، علاوة على قيامهم فى تقديم الخدمة الصحيفة ذات مستوى راق متميز للقارىء، فى شتىء جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأدبية والفنية والرياضية،ولــكن باتت المحاولا بالفشل،ولذا جاهد كثيرا فى سبيل الحصول على حق أمتياز أصدار صحيفة مستقلة، حتى تحــــــقق حلمه فى خـــريف 1958م؛ بأصدار  جريدة عرفت بـــ "وطنـــــى"  أٍسبوعية تصدر صباح كل يوم  أحد ولا تـــــزال حتى كتابة هــذه السطور، 
 
 آمن أنطون سيدهم بالعمل الاجتماعى بجانب الكافح المهنى ، وقد أدى ذلك إلى مشاركتة فى أنشطة اجتماعية كثيرة نذكر منها على سبيل المثال جمعية الشبان المسيحية، التى رأس مجلس إدارتها عددا من الدورات المتعاقبة، حرص فيها على تدعيم وتقوية أشطتها وأعــــداد العناصر الشابة فيها،وتدريبهم على المشاركة المجتمعية،وخدمة العمل الوطنى البناء،وتنـــــمية روح المواطنة بين جميع المصريين.
 
 و لمكانة الكبيرة فى قلوب المصريين أنتخب " أنطون سيدهم" عضوا بمجلس الشغب المصرى، نائبا عن دائــــرشبرا بالحزب الوطنى الديمقراطى فى عام( 1984م) حيث كان عضوا أيضا فى لجنة الشؤن الاقتصادية فى فى هذة الدورة.
 
 كما كان محامياً بارعاً عن الكنيسة المصرية  فدافع عن مكانتها وكيانها ونهضتها ،وكان متحامسا للعمل على رفع شأنها بين كنائس العالم ،ولذلك أنتخباً عضوا فى المجلس المحلى العام، فى أكثر من دورة، عـــــــلاوة على كونةه عضوا بلجنة الاوقـــاف القبطية ولجنة الشؤن المالية.  
 
  ولدوره الاقتصادى والاجــــتماعى ومكانته العلمية كرمته الدولة فى أثناء حياته،حينما منحه الرئيس الراحـــل "جمال عبد الناصر"(1954-1970م)،نوط الأمتياز فى العمل الاجتماعى عام 1966م، ثم بعد وفاته فى سباقة غير مسبوقة فى تكريم الدولة الأعلاميين حينمامنحة الرئيس السابق " محمد حسنى مبارك"(1981-2011م) وسام العلوم والفنون من الطبقة الثانية أما الشعب المصرى  بكل طوائفه فمنحة أحترام وتقدير لدورة النضالى وجهادة الطويل.
 
 ورحل عن عالمنا الفانى فى ( 2 مــايو 1995 م) وودعته الكنيسة المصرية إلى مثواه بصلاة مهيبة، رأسها قـــــداسة البابا المتنيح البطريرك" شنودة الثالث" (1971-2012م)، رحم اللة الفقيد وجعلة  مع الأبرار والقديسين.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter