الأقباط متحدون - سيادة الرئيس.. عدلى منصور
أخر تحديث ١٧:٢٩ | السبت ٧ سبتمبر ٢٠١٣ | ٢ نسى ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٤٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سيادة الرئيس.. عدلى منصور

عدلي منصور
عدلي منصور

سيادة الرئيس.. عدلى منصور رئيس الجمهورية: شاهدت وسمعت خطابكم الجميل أنا وأسرتى، وكم امتلأت قلوبنا فرحاً وإعجاباً بكم حتى إن ابنتى الصغرى، أبدت دهشتها من قوة ذاكرتكم بخصوص الأرقام، وكان ردى عليها: العمر يقاس بالذاكرة، فإن كانت متوهجة.. فصاحبها شباب مهما كان عمره الزمنى!

أشكركم على اختيارى ضمن المجموعة التى ستبدى رأيها فى التعديلات الدستورية، واسمحوا لى يا سيادة الرئيس أن أفكر أمامكم بصوت مسموع.

١ - أين من يمثلون القضاء؟ أين تهانى الجبالى، وإبراهيم درويش، ونور الدين فرحات.... إلخ.

٢ - أنا معكم.. «لا إقصاء».. لكل من يحب مصر.. يتمنى الخير لمصر.. ولكن إقصاء لكل من يرهب مصر.. أو يستعدى قوى أجنبية ضد مصر أو يدعو لفتنة طائفية داخل مصر، وبالتالى.. لا أحزاب على أسس أو مرجعية دينية، وكفانا ما نحن فيه، ولعلكم تذكرون كلمات فولتير: إن الذى يقول لك.. اعتقد ما أعتقده وإلا فأنت كافر، لا يلبث أن يقول لك إذا اعتلى السلطة: اعتقد ما أعتقده وإلا قتلتك! إذن فالأحزاب التى تخدعنا بالدين.. خط أحمر، وإلا فعلى ٣٠/٦ العزاء.

٣ - أعنى يا سيادة الرئيس.. الربط بين الظلم والفراعنة، وأنتم كرجل قانون.. لو قرأتم كتاب د. محمود السقا، د. محمد أبوسليمة: فلسفة وتاريخ القانون المصرى القديم: كان القانون المصرى الفرعونى مثالياً فى قواعده، عادلاً فى أحكامه، عالمياً فى مراميه، بنى على: العدل أساس الملك، العدالة الاجتماعية، لذا كان دهشة للمؤرخين قاطبة، لعظمة هذا القانون وسبقه الحضارى!

لم نحتمل الظلم سنة يا سيادة الرئيس، كيف تعيش حضارة ستة آلاف سنة إلا إذا قامت على العدل؟! لقد أراد تحوتمس الثالث «صاحب أول إمبراطورية فى التاريخ» أن يغير فقرة فى القانون، فاعترض كبير القضاة «رئيس المحكمة الدستورية الآن» وقال: إن كلمة الحاكم لا يجب أن تعلو فوق كلمة القانون! فاعتذر الإمبراطور تحوتمس الثالث، وطلب المغفرة!

ملحوظة: د. السقا، د. أبوسليمة أستاذان للقانون فى كلية الحقوق جامعة القاهرة.

٤ - التعليم يا سيادة الرئيس.. جفف منابع الجهل، ومستنقعات التعصب، وبالتالى سوف يختفى البعوض! صديقى أ. على ياسين من علماء التاريخ التحويليين «يحولون تاريخنا المزيف الانتقائى إلى التاريخ الصحيح» يقول عن جلال الدين الرومى: قد يكون الصنم الحجرى ثعباناً، ولكن الصنم الفكرى إنما هو تنين كبير! وهذا ما قاله أمير الشعراء فى الهمزية النبوية:

رفضوا الخروج إليك من أوهامهم

والناس فى أوهامهم سجناء

عليكم بتجربة فنلندا فى التعليم يا سيادة الرئيس، وتحية حب وإعجاب لمستشاركم العلمى د. عصام حجى. قال بورقيبة للقذافى: علم شعبك! رد القذافى: الشعب المتعلم يثور، قال بورقيبة: المتعلم يعزلك أما الجاهل يذبحك!

٥ - المرأة يا سيادة الرئيس.. مضطهدة فى العالم كله خصوصاً فى مصر.. اضطهاد المرأة هو اضطهاد للطفل، واضطهاد الطفل.. اضطهاد للمستقبل.. مستقبل أى أمة!

لابد أن يكون للمرأة والأقباط «QUOTA» عدد معين فى البرلمان ولمدة عشرين عاماً لحين أن تكتب مصر أول بند فى دستورها: نحن لا يهمنا لونك أو دينك أو جنسك، يهمنا أن تعطى «مصر» أفضل ما عندك، وسوف تعطيك مصر أفضل ما عندها «توماس جيفرسون وهاميلتون» واضعاً الدستور الأمريكى.

ملحوظة: مكانة المرأة المصرية وحقوقها السياسية ١٣٩ بين سائر دول العالم!

٦ - الأسرة يا سيادة الرئيس.. تجربة سنغافورة فى تنظيم الأسرة، تجربة تونس فى الأحوال الشخصية، سر الفشل هو محاولة إرضاء كل الناس!

٧ - مصر تحكم العالم حقاً «جينات الفراعنة»، مصر أغنى بلد فى العالم «بوش الأب» ولكنها منهوبة.. مصنع المراجل البخارية يباع بـ١٧ مليوناً، رشوة ٩١ مليوناً لأن ثمنه الحقيقى ٥ مليارات! الرمل الزجاجى، الجرانيت، القمح.. مصر سلة خبز الإمبراطورية الرومانية قديماً، ومازالت ولكنه الفساد والنفوذ الأمريكى.

٨ - جونار ميردال.. عالم الاجتماع السويدى: الدولة الرخوة هى الدولة التى تغيب عنها سيادة القانون.. تقدمت مصر الفرعونية بماعت.. ربة العدالة، والميزان.. ميزان العدالة فى محاكمة الروح، وريشة العدالة التى على رأس ملوك، أمراء، قضاة إنجلترا، ومن هنا نردد الجملة: هو على رأسه ريشة؟! نريد مصرنا من جديد.. قال أحد شعراء الإغريق: هزمناهم ليس حين غزوناهم.. بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم!

waseem-elseesy@hotmail.com

نقلا عن المصري اليوم
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع