تنشر «الوطن»، حلقات من كتاب «سقوط الإخوان.. اللحظات الأخيرة بين مرسي والسيسي» للكاتب الصحفي مصطفى بكرى.
ويتضمن الكتاب الذى ستصدر قريباً طبعته المصرية عن الدار المصرية اللبنانية، وطبعته الخليجية عن «مركز المزماة» بدبي، وقائع وأسراراً تُنشر للمرة الأولى عن حقيقة ما جرى خلال فترة حكم الإخوان التي استمرت لمدة عام، وأيضاً تفاصيل الحوار الذى جرى بين الفريق أول عبدالفتاح السيسي والرئيس المعزول محمد مرسى خاصة في الأيام الأخيرة من حكم مرسى.
كما نشرت «الوطن» أحد فصول الكتاب، والذى يحمل عنوان «خطة الشيطان» تتضمن معلومات غاية في الأهمية حول كيفية إدارة شئون الحكم في البلاد، وتدخلات السفيرة الأمريكية آن باترسون وحوارها مع خيرت الشاطر وتتضمن الحلقة وقائع وتفاصيل اللقاء الذى جرى بين الفريق أول عبدالفتاح السيسي وعدد من أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة مع الرئيس «المعزول» محمد مرسى في قصر القبة يوم 22 يونيو 2013.
وكان أهم ما صدر في هذا الفصل، هو رصد قرار الفريق أول عبد الفتاح السيسي بمواجهة مرسى بالحقائق لتحذيره..
ظهر السبت 22 يونيو 2013، قرر الفريق أول عبدالفتاح السيسي مواجهة الرئيس مرسي بالحقائق كاملة وتحذيره من مغبّة سياسة العناد التي كان يصر عليها.
ذهب ومعه وفد يضم الفريق صدقي صبحي رئيس أركان القوات المسلحة واللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع واللواء محمود حجازي مدير المخابرات الحربية وقادة الأفرع الثلاثة للقوات المسلحة.
كان اللقاء في قصر القبة، لم يكن مرسى راغباً في هذا اللقاء، لكنه فوجئ بحضورهم وإجباره على الاستماع إليهم.. لقد استمر اللقاء في هذا اليوم لأكثر من ثلاث ساعات، كان الرئيس مرسى يبدو في أغلبها مستمعاً.
بدأ اللقاء بكلمة من الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذى حذر من خطورة الموقف والأزمة التي تشهدها البلاد، وطالب الرئيس بضرورة إيجاد حل عاجل وسريع للأوضاع المتردية.
وقال السيسي إن الجيش لديه معلومات تؤكد أن المظاهرات التي ستنطلق يوم 30 يونيو، والتي تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لن تكون هينة، وإنه يتوقع نزول المواطنين بالملايين إلى الشارع.
وبعد مناقشات مطولة، كان رد الرئيس مرسى: هذا كلام جيد ومعقول جداً ويستحق الدراسة.
قال الفريق السيسي: لكننا نحتاج إلى إجراءات حاسمة وعاجلة.
قال مرسى: لابد من دراسة الأمر، وأنا أتابع الموقف جيداً، مصر بخير، والشعب يقدر الشرعية، وأرجو عدم التهويل مما هو متوقع في 30 يونيو.
قال السيسي: الأمر جد خطير، والجيش لن يصمت أمام ما يجرى.
قال مرسى: المسألة ليست بهذه الخطورة.. اسمعوا كلامي!! أنا أطلب منكم الاستعداد لاستقبال أفواج من الجيش السوري الحر لتدريبهم على أرض مصر، الموقف في سوريا خطير وأنا تعهدت بالوقوف مع السوريين حتى إسقاط نظام بشار.
قال السيسي: لقد جئنا لنتحدث عن الوضع الخطير في مصر وسيادتك بدلاً من أن تجد حلاً للأوضاع المتأزمة في البلاد، نجدك تحدثنا عن تدريب الجيش السوري الحر.. يا سيادة الرئيس، الجيش المصري لن يتورط أبداً في التآمر على سوريا ولن يكون أداة في يد أحد، سوريا هي أمننا القومي وما يجرى هناك نحن نعرفه جيداً.. أنا أدعوك مجدداً إلى أن تكون رئيساً لكل المصريين وأن تقف مع شعبك.
قال مرسى: أنا رئيس جئت بصندوق الانتخاب ولن أقبل أبداً بإجراء استفتاء على شرعيتي، أما بقية المطالب فدعونا ننظر فيها بعد إجراء الانتخابات البرلمانية بعد عدة أشهر.
أدرك الفريق أول السيسي أن مرسى مصمم على موقفه، وأنه لا يريد الاستماع إلى أحد سوى صوت جماعته، فقرر الانصراف ومعه بقية القادة العسكريين، بعد أن فقدوا الأمل في إثناء الرئيس عن عناده وجبروته.