الأقباط متحدون - مظاهرات طلاب الإخوان ليست نضالا
أخر تحديث ٠١:٤٢ | السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠٤٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مظاهرات طلاب الإخوان ليست نضالا

ارشيفيه
ارشيفيه

 هل يمكن اعتبار مظاهرات طلاب الإخوان فى الجامعات امتدادا للحركة الطلابية التى كتبت تاريخها الوطنى منذ المظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزى، أم أنها مظاهرات تعبر عن جماعة ترفع شعارات خاصة بها، وتمارس كل أشكال العنف والفوضى من أجل فرض مطالبها؟


النضال الطلابى، الذى عاش تحت شعار «حركة طلابية واحدة»، اكتسب بريقه من كونه تعبيرا عن مطالب شعبية جامعة، ولهذا ظل الطلاب وقود الحركة الوطنية، وظلوا الفئة التى تتوجه إليها أنظار باقى فئات المصريين باعتبارها الجهة التى سينطلق من عندها فورات الغضب التى يحملها المصريون جميعا، وأذكر أن مفكرين كبارا فى مقدمتهم المفكر القومى الكبير الراحل الدكتور، عصمت سيف الدولة، شغلهم سؤال كبير حول: ما هى الأصول الاجتماعية للحركة الطلابية؟ وذلك فى محاولة للوصول إلى إجابة على سؤال آخر وهو: هل الطلاب فئة اجتماعية مستقلة بذاتها كالعمال والفلاحين والرأسماليين وغيرهم؟

وجاءت هذه الأسئلة على خلفية سنوات طويلة من النضال الوطنى حمل خلالها الطلاب شعلة التغيير، ناضل الطلاب ومنذ أربعينيات القرن الماضى من أجل قضية وطنية جامعة لكل المصريين، وليس من أجل جماعة سياسية بعينها، ولهذا اكتسبت النضال الطلابى بريقه وتأثيره الكبير فى عموم الحركة الوطنية، ففى 9 فبراير عام 1946 خرج طلاب جامعة فؤاد الأول «القاهرة» وانضم إليها طلاب المدارس الثانوية، ولما توسطت كوبرى عباس حاصرها البوليس وفتح الكوبرى عليها، فسقط البعض فى مياه النيل، واستشهد وجرح نحو مائتى طالب، وهو ما جعل العالم يحتفل بيوم «الطالب العالمى» تخليدا لهذه المناسبة، وفى عام 1968 خرج آلاف الطلاب من جامعتى القاهرة وعين شمس فى مظاهرات، احتجاجا على الأحكام التى صدرت فى حق قادة الطيران المسؤولين عن نكسة 5 يونيو عام 1967، وفى يناير عام 1972 انتفض الطلاب احتجاجا على تأخر قرار الحرب ضد إسرائيل.

فى كل هذه المظاهرات كانت القضية الوطنية الجامعة هى التى تجمع الطلاب ولا تفرقهم، ولأنها «وطنية جامعة» كانت فئات أخرى من الشعب المصرى خصوصا العمال والموظفين ينضمون إليها للتحول إلى كتلة غضب تفرض كلمتها، ويخلدها التاريخ بوصفها طاقة النور التى تنقل الوطن من حال إلى حال.
اللافت أن الحركة الطلابية عاشت منذ ثمانينيات القرن الماضى تحت هيمنة جماعة الإخوان، ومعها «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد» لسنوات، وكان نظام مبارك يدير المسألة كلها، وظلت الجامعة لسنوات أسيرة الجنازير والعصا كوسيلة تأديب فى وجه من يعارض النفوذ الإخوانى الجديد، ونتج عن ذلك تراجع القضية الوطنية الجامعة للطلاب، فانفصلت الغالبية عنهم، ولم يعد النضال الطلابى ملهما للمصريين كما كان فى الماضى.

المظاهرات الطلابية الإخوانية الحالية هى امتداد أصيل لما كان يحدث فى الماضى من الجماعة فى الجامعات، فهى تدور حول أهداف الجماعة، وتبحث عن مصلحة التنظيم أولا وأخيرا وليست لها علاقة بنضال وطنى جامع، والشاهد على ذلك ما حدث حين وقف طلاب جامعة القاهرة احتجاجا على مقتل طالب الهندسة محمد رضا، وفجأة وجدوا طلاب الإخوان يرفعون شعار رابعة وصور مرسى، فانسحب الطلاب ليتحول الاحتجاج إلى مظاهرة إخوانية خالصة، ولهذا تفتقد تلك المظاهرات إلى رصيد شعبى يساندها.

نقلا عن اليوم السابع

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع