بقلم: عماد توماس
"إحنا معانا أجدع ست... ينصر دينك يا جورجيت" لم يأتِ هذا الهتاف المدوي الذي هتف به الآلاف بساحة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية يوم الأربعاء 13 يناير قبل وبعد عظة البابا من فراغ، فالدكتورة جورجيت صبحي قليني بالرغم أنها تم اختيارها عضوًا معينًا بمجلس الشعب وكان الأولى أن تستأثر السلامة وتصمت حفاظًا على منصبها وحظوظها في تمديد التعيين مرة أخرى، إلا أنها أبت أن تكتم شهادتها في أحداث نجع حمادي.
فبعد زيارة لها للمدينة المنكوبة كعضو في لجنة تقصى الحقائق، زارت بيوت وعائلات الضحايا، بعيدًا عن "الرسميات" التي تصاحب مثل هذه الزيارات، فرأت الحقيقة ناصحة كالبياض، عندما استمعت لشهادات أهالي الضحايا، وعندما أحضرت أمامها والدة أحد الضحايا ملابس العيد لابنها وهى ممزقة وملطخة بالدماء.
الغضب النبيل
عادت جورجيت محملة بالغضب النبيل، الذي يسعى لكشف "المتآمرين" و"المحرضين" مدركة أن "الكموني" مجرد مفعول به وليس فاعلاً.
حملت جورجيت محافظ قنا "القبطي" المسؤولية خاصة بعد أن خرج على الفضائيات يعلن أن "كله تمام" وأن "الأمن مستتب" وهي تعرف أن في هذه اللحظات التي يتحدث فيها المحافظ، أن قرية بهجورة احترق عدد من البيوت فيها!!
فكان عليها مسؤولية أمام ضميرها وأمام مجلس الشعب الذي حلفت أمامه بأن ترعى مصالح الشعب وليس مصالح محافظ قنا، فلم يكن غريبًا عليها أن تتهم المحافظ بـ"الكذب" وقالت قولها الأشهر "المحافظ كداب وهيروح النار"!! لكنها ربما نست أن "الكذب" في البلاد العربية ليس جريمة وفي البلاد الغربية "الكذب" جريمة كبرى تقترب من الخيانة العظمى وما حدث مع كذب "كلينتون" في بداية مشكلته الشهيرة مع سكرتيرته، خير شاهد!!
صوت صارخ
أحد قراء موقع "الأقباط متحدون" يدعى ميخا، شبهها بيوحنا المعمدان الذي صرخ في وجه هيرودس الملك قائلاً له "لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك زوجة لك" باعتبار أن جورجيت صرخت في وجه محافظ قنا قائلة له "أنت كداب" ولا يحق لك كرسي قنا.
وتبارى أعضاء الحزب الوطني للدفاع ليس عن زميلتهم في حقها في مواجهة المحافظ، لكنهم خذلوها في دفاعهم عن محافظ قنا!! فانسحبت من القاعة بعد حالة "الهيجان" من بعض أعضاء الحزب الوطني التي وصفتهم بالنواب "الأمنيين".
جورجيت قلينى، أفضل من مائة رجل، وأفضل من أعضاء مجلس الشعب الأقباط ، الذين صمتوا وقت أن كان يجب أن يتكلموا، وأفضل من ذاك العضو الذي ذهب إلى نجح حمادي ليضغط على الأنبا "كيرلس" بتغيير شهادته حفاظًا على أبناء المعتقلين.
لذلك لم يكن غريبًا، أن ينشأ اثنين من الشباب المسيحي مجموعة إلكترونية على الفيس بوك للتضامن مع نائبة مجلس الشعب المعينة، أطلقا عليها "جورجيت قليني... سيدة قبطية، أفضل من مائة رجل". وانضم لهذه المجموعة -حتى كتابة هذه السطور- نحو 3250 عضو.
دفاعًا عن الوطن لا الدين
مخطئ من يعتقد، أن الدكتورة جورجيت قليني عضو مجلس الشعب تبحث عن بطولة مصطنعة، أو من يتصور أنها تدافع عن "الأقباط"، فلها سابق خبرة في حادث الدويقة عندما ذهبت لتشاهد على الطبيعة هذه الكارثة، وانضمت للجنة التي زارت موقع الحادث رغم أن معظم المتضررين كانوا من "المسلمين".
ويوم حادث العبارة، وبينما يحتفل المسؤلين بالفوز بكأس الأمم الإفريقية، ذهبت جورجيت إلى ميناء سفاجا بعد 24 ساعة، لتعاين الحادث عن قرب.
آخر الكلام
لقد دفع يوحنا المعمدان حياته ثمن دفاعه عن الحق، ووقوفه بجوار المظلوم، فهل تندفع جورجيت قليني ثمن دفاعها عن شهداء جريمة نجع حمادي، بأن يتم إعفاءها من تمديد تعيينها كعضوة في مجلس الشعب.... شهور قليلة تفصلنا عن إجابة هذا السؤال حتى الانتخابات البرلمانية في نهاية هذا العام؟ إن كان في العمر بقية!!
جورجيت قليني في سطور:
حاصلة علي الدكتوراة في القانون التجاري الدولي، وسبق لها العمل رئيسًا للنيابة، ثم تولت العمل بإدارة التشريع بوزارة العدل كأول سيدة تشارك في العمل بهذه الإدارة، ومثلت مصر في لجنة قانون التجارة الدولية بالأمم المتحدة 4 دورات، وعضوًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان. ومجلس الشعب بالتعيين. |