استخدم فريق جراحة في جامعة اكسفورد الانجليزية تقنية العلاج الجيني لتحسين البصر لدى ستة من المرضى كانوا مهددين بفقدان البصر.
وأجرى الأطباء عمليات جراحية شملت إدخال جينات إلى العين لإحياء وإنعاش الخلايا المسؤولة عن استقبال الضوء.
وأعرب فريق الأطباء عن اعتقادهم بأن طريقة العلاج الجديدة يمكن استخدامها في القريب العاجل لعلاج حالة الإصابة الشائعة بالعمى.
وقال البروفيسور روبرت مكلارين، الذي قاد فريق الخبراء، إنه " سعيد للغاية بنتائج العملية الجراحية" مضيفا أنه " لم يكن يتوقع نتائج أفضل من تلك".
وكانت بي بي سي انفردت بنشر تفاصيل طريقة العلاج الجديدة التي بدأها فريق الخبراء منذ عامين. وكان رجل اسمه جوناثان وايت أول مريض يخضع لتقنية العلاج الجديدة.
ويعاني وايت من حالة مرضية وراثية تسمى " choroideremia" أو "انكماش خلايا العين" وتؤدي إلى ضمور خلايا شبكية العين المسؤولة عن استقبال الضوء.
وكانت قدرة البصر لدى وايت محدود عندما خضع للعملية الجراحية. وكان أمله الوحيد أن تنجح العملية في وقف ضمور خلايا شبكية العين والحفاظ على ما تبقى له من البصر.
"حافة الهاوية"
ووجد وايت، مثله مثل كل المرضى الذين خضعوا للعلاج الجديد، أن العملية الجراحية لم توقف تدهور قدرته البصرية فحسب بل وحسنت من قوة بصره.
وصرح وايت لبي بي سي قائلا " كنت على حافة الهاوية. ثم جاء البروفيسور مكلارين وربت على كتفي قائلا: "يمكنك أن ترى مجددا".
أما وين ثومبسون، وهو مريض آخر خضع لتقنية العلاج الجديدة، فيرى أن الجراحة أتت بنتائج فورية.
وقال ثومبسون أن " قدرته على رؤية الألوان تحسنت كما أنه أصبح قادرا على رؤية النجوم في السماء لأول مرة منذ أن كان عمره 17 عاما عندما بدأ يضعف بصره".
وأضاف " لقد عشت 25 عاما متأكدا أنني سأصبح أعمى في يوم ما. ولكن بعد الجراحة شعرت أن هناك أملا كبيرا في احتفاظي ببصري".
حالات شائعة
وإذا استمر تحسن حالة المرضى الذين خضعوا للعلاج الجديد فذلك يعني أنه يمكن استخدامه في علاج المرضى صغار السن الذين يعانون من مرض " انكماش خلايا العين" النادر الذي يعتقد أن هناك ألف شخص مصاب به في بريطانيا.
ولكن بروفيسور مكلارين يرى أن نجاح علاج " مرض انكماش خلايا العين" يعني أنه يمكن استخدام العلاج الجيني في علاج حالات أخرى شائعة من العمى ومن أشهرها " تدهور القدرة البصرية مع تقدم السن" الذي أصاب نحو 300 ألف شخص في بريطانيا.