عساسي عبدالحميد

 الوفاة الطبيعية حدثت منذ أيام، لكن الوفاة الرسمية لم تحدث إلا بإعلانها من طرف الناطق باسم الديوان عبر التلفزيون الرسمي والتي من المنتظر أن يسمعها شعب الجزيرة في أية لحظة خلال الساعات المقبلة ، لكن بعد ما يتم ترتيب الوضع الداخلي وتجنب أي انفلات أمني قد يدخل البلد في متاهات غير محمودة العواقب ، جدير بالذكر أن هناك صراع بين جناحين على من سيتولى مقاليد حكم ببلد يمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم و يدبر مواسم الحج

والعمرة حيث الكعبة و الحجر الأسود وحيث أكبر سياحة دينية في العالم ، الجناح الأول يقوده الأمير متعب بن عبدالله ابن الملك المتوفى طبيعيا و الحي رسميا و الذي يشغل حاليا منصب قائد الحرس الوطني بينما يقود الجناح الثاني محمد بن نايف الذي يشغل منصب وزير الداخلية وهو ابن أخ الملك الذي ما زال حيا يرزق رسميا بينما فارقت روحه جسده المنهك الذي عمر أكثر من تسع عشريات .... فكيف ستترتب الأمور يا ترى في مملكة تحالف فيها النص الوهابي مع سيف آل سعود منذ عقود خلت فتولد عن هذا كله الإرهاب و الخوف و القمع و العبودية ؟؟ (خالد التويجري) اسم يعرفه جيدا شعب نجد

و الحجاز و الإحساء و القطيف أو لنقل شعب الجزيرة الذي سمي باسم العائلة الحاكمة آل سعود تكريما و تشريفا له (....)...خالد التويجري هذا هو رئيس الديوان الملكي الداهية والمفكر الرسمي لعائلة لبني سعود ، و هو من يخطط و يمهد الطريق لمتعب بن عبدالله منذ مدة ، تمة خطة مدروسة يتم بموجبها الإعلان عن مشروع ملكية دستورية و سيتم تسويقها للرأي العام الوطني والدولي \"الأمريكي بالخصوص\" على أن المملكة على أعتاب الديمقراطية

والإصلاحات الجوهرية و على رأسها تقاسم الثروة ودمقرطة المؤسسات ومنح المرأة حقوقها المشروعة والمتعارف وعليها كونيا وتمكين الشيعة من حقهم في التدبير و الثروة ، وثمن الملكية الدستورية حسب التويجري هو اعلان متعب ابن عبدالله وليا للعهد في انتظار أن يغيب الموت ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز 80 سنة الذي يشكو من مشاكل صحية و على رأسها علامات الزهايمر ...الإصلاحات الجوهرية في ظل ملكية دستورية ضرورة آنية وستعمل على تهدءة شعب عشش فيه الفقر بين شريحة هامة منه بينما ينعم أمراء بني سعود بخيرات البلد دون حسيب أو رقيب، شعب محروم من الخدمات الاجتماعية كالسكن و التطبيب و التعليم الجيد و التي كان من المفروض أن توفرها مداخيل النفط ومواسم الحج التي تذهب منها حصة الأسد

لجيوب أبناء و أحفاد الملك عبدالعزيز، شعب محروم من حرية التعبير والانتماء السياسي و النقابي ، شعب يعاني شبابه من البطالة و القمع بينما تصرف الملايير لنشر سموم الوهابية عبر ربوع العالم و تمويل الانتحاريين و إرسالهم للعراق و سوريا ....في ظل كل هذه الانتظارات وحسب المزاج الشعبي السائد لدى شعب الجزيرة الذي سموه بالشعب السعودي فان المواطن ليس على استعداد لتقديم المزيد من الولاءات لمجموعة من اللصوص و القتلة، ليس على استعداد للاعتراف برموز تستعبد الناس و تسلبهم أرزاقهم ....لقد طفح الكيل و بلغ السيل الزبى، إذن فالانتفاضة الشعبية قائمة،  

لكن كيف سيتم تدبيرها و توجيهها و استغلالها إقليميا و دوليا؟؟ وهذا السيناريو تضعه واشنطن و طهران في عين الاعتبار ؟؟ ونحن على أبواب إذاعة خبر الوفاة رسميا، و في حالة عدم حدوث أية انتفاضة شعبية يبدو أن كفة متعب ابن عبدالله غالبة نظرا لزخم الدعم القبلي خاصة قبيلة أخواله و أصهاره ولمساندة القوات المسلحة و لرضا واشنطن التي ترى فيه الشخص الأكفأ و الأقدر على تدبير المرحلة وحماية مصالحها