الأقباط متحدون - السيسى كرئيس, ما له علينا و ما لنا عليه
أخر تحديث ٢٣:٢٧ | الاثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش١٩ | العدد ٣٠٨٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السيسى كرئيس, ما له علينا و ما لنا عليه

 بقلم:صبري فوزى جوهره 

صدقت الغالبية العظمى من المصرين على دستور جديد ثم خرجوا فى اعداد غير مسبوقة محتفلين بالذكرى الثالثة لثورة 25 ينايرالتى فاجئت و ادهشت وعلمت العالم ما لم يكن فى حسبانه. أكدوا بهذا التتابع,و بالرغم من تحديات الارهاببيين, تأييدهم وثقتهم فى خارطة الطريق التى رسمها الفريق اول عبد الفتاح السيسى لاعادة الحياة فى مصر الى مجراها الطبيعى و الدفع بالبلاد الى ما تليق به مكانتها بين دول العالم: حرية و كرامة و عدالة لشعبها العريق.

اوضحت هذه الملابسات ايضا اشارة اخرى قوية هى رغبة الشعب فى ان يكون الفريق اول عبد الفتاح السيسى هو رئيس مصر القادم. ليس فى هذا ما هو غير منطقى او غير متوقع. فقد انقذ الرجل مصر من "رايخ" اسلامى كان سيمتد لخمسمئة عام على حد تصريحات فهاررته (جمع فوهرر) وهو هدف متواضع اذا ما قورن بالرايخ الالمانى الاصلى الذى قدر و قرر له فوهرره هتلر ان يسود العالم لالف سنه, و لكن فوهرر الاسلام و صبيه فى قصر الاتحادية جابوا عالى مصر واطيها فى اقل من عام واحد. عندئذ, التقط السيسى مصرمن حافة الهاوية قبل انحدارها الى قاع عميق مظلم. فعل السيسى ذلك مستلهما احساسه الوطنى الجارف و حبه للشعب الذى ينتمى اليه, ومستعينا  بذكائه الحاد و انفتاحه المبهر الذى قاده للرجوع المباشرالى كافة المصريين و الحصول على تأييدهم فيما يقدم عليه من خطوات لانقاذ الوطن. اضف الى كل هذا واقع ملموس هو خلو الساحة تماما من رجل يستطيع التضلع بمسؤلية رئاسة الدولة بعد ان انهكت بحكم فاسد تعاقب على امتطاء قمته لاكثر من ستة عقود من الزمان اربعة مخلوقات كارثية. 

ولكنى, كشخص حذر, او قل متشائم بطبيعته ان اردت, ارى بعض "المطبات" فى الطريق الى تحقيق الاهداف و الامانى اذا ما قرر الفريق السيسى قبول تكليف الشعب له بتبؤ الرئاسة. اليك بعضها:

اولا: يجب علينا كشعب التحلى بالواقعية و الصبر، فمشاكل مصر تراكمت لسنين طويلة بسبب خداع النفس و الغباء السياسى و الجهل المطبق باصول الحكم الحديث و التمسك بالسلطة حتى آخر نفس بل و محاولة توريثها للفاموليا بالاضافة الى عدم جدارة "الزعماء", ثم كانت اخطر العقبات قاطبة  وهى الدروشه خارج الموالد و التكيات  و الاعتقاد المضحك بان الدين (صح فهمه او تعثر) هو مفتاح كل الحلول. وبما ان ما افسد فى عقود لا يمكن اصلاحه فى شهور او سنوات قليلة, فلا شك ان نفاذ الصبر متوقع بعد "البهدله و المرمطه" التى عانيناها, و لكن علينا ايضا الا نتناسى مسؤليتنا نحن كشعب عندما تركنا المغامرين و الجهلة ومحدودى الافق و النصابين و الكسالى ثم "اولياء الله"  يمتطون ظهورنا. اصبروا اذن على السيسى فليست كل الازمات تحل بمثل حسم و حنكة و قوة ما حدث فى 3 يوليو الماضى.

ثانيا: ستستمر محاولات الاخوان المسلمين و الامريكان و الاتراك وحتى بعض الاطراف الاخرى التى لا شأن لها عادة بامور مصر فى اقامة العوائق فى طريقنا. سيدمغون تولى السيسى للرئاسة و كأنه اثبات و تأكيد لرغبة " العسكر" فى الاستيلاء على السلطة. و قد يتذكر لى البعض اننى اول من استعمل كلمة "العسكر" فى نوفمبر2005 و لكن ان يستولى ضباط صغارعلى حكم البلاد دون اذن او طلب او دعوة من الشعب او تحذير للسلطة الشرعية القائمة عندئذ من نية الانقضاض عليها,  ثم الادعاء بانها اولا "حركه مباركة"  ثم تحويلها بقدرة قادر الى "ثورة" عند اللزوم, فهذا ما لم يفعله السيسى.  قد يكون تولى رجل عسكرى كفء موثوق به الحكم فى الازمات هو الحل. فهذا ما فعل شارل ديجول و اقام جمهورية خامسة فى فرنسا عندما هددت ازمة الجزائر دعامات الجمهورية الرابعة. و لم يؤاخد صريخ ابن يومين ديجول العظيم لطمعه فى الحكم بل تنفس الفرنسيون الصعداء عندما دخل الرجل الكبيرالاليزيه. ثم انه فليقل من يقول عن 30 يونيو انه "انقلاب". طيب, انقلاب انقلاب و لكن على قلوبنا زى العسل لأن هذا هو خيارنا و انقلابنا نحن على الخيانه و الفشل. و اللى مش عاجبه "سورى"!

ثالثا: ان يستعيد المصريون ما اشتهروا به من تخاذل و عدم المثابرة على تحقيق اهدافهم خاصة ان لم تحل مشاكلهم المستعصية بعصا السيسى السحرية فى لحظات او لاستمرار تعرضهم لاذى محترفى الارهاب و اربابه فيقع منهم من "يترحم" على ايام مرسى كما ترحم البعض على جبروت عبد الناصر و نطاعة مبارك!

رابعا: و بعد تولى السيسى الرئاسة, يجب ان تلتزم الدولة بما يعادل السير على حبل معلق فى الهواء بين التزامها القاطع المعلن الواضح بتطبيق الدستور و القانون بسرعة و حزم و قوة و بلا انحيازلاحد, و التعدى على حرية الرأى و تعدد الافكار و العقائد السياسية (مالناش دعوه بالدين) و ممارسه الانشطة الاجتماعية و الثقافية فى حدود القانون.

خامسا: ان حدث و تولى اى شخص آخرغير السيسى الرئاسة,  فان اى خطأ, فعلى او مفترض, سيؤدى الى المقارنة الحتمية بينه و بين اداء السيسى لو كان فى موقع الرئاسة, رغم كل ما فى ذلك من احتمالات الخداع. بذلك سنعود الى عض اصبع الندم كما حدث فى مأساة أحمد شفيق- مرسى مع العلم و الفارق اننى لم استطع شخصيا, فى الماضى اوفى الحاضر, تصور اختيار اسوء من اختيار مرسى او احد رجال اهله و عشيرته, امال مين اللى قال طز فى مصر؟ الم يكن فى هذه المقولة التى خلدها التاريخ ما يكفى اى مصرى محب لمصر ان يبتعد عن هؤلاء "الاحناش" المتربصين بها؟ 

سادسا: يبدو من كل المؤشرات ان الفريق اول عبد الفتاح السيسى هو اكثر الرجال قدرة على اعتلاء الرئاسة اعظمهم حظا او احتمالا فى توليها. من جهة اخرى, علينا نحن الشعب ان نكف عن تأليه السيسى و اخطاره من الان بانه معرض للخطأ (مش زى عبد الناصراللى عمره ما غلط طول ما كان عايش ثم تحولت التقديرات بعد وفاته احينا الى 180 درجه) و اننا سنوجهه الى الصواب عندما يخطئ عن طريق اعلام مهنى شريف و معارضة وطنية سلمية مخلصة هدفها البناء لا الهدم.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter