الأقباط متحدون - حكاية نعش ... في عُرس 25 يناير 2014
أخر تحديث ١٣:٥٨ | الاثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش١٩ | العدد ٣٠٨٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حكاية نعش ... في عُرس 25 يناير 2014

ارشيفيه
ارشيفيه

بقلم: نبيل المقدس
 بعد سلسلة من الإنفجارات الإرهابية من الجماعة التي أصبحت رسميا  ما يُطلق عليها بالجماعة الإرهابية , قبل إحتفال المصريين بيوم 25 يناير حيث إنطلق منه منذ 3 سنوات ثورة شبابية مصرية سلمية نظيفة  , تطالب بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية , وكلنا نعرف جيدا ماذا حدث بعد ذلك في يوم 28 يناير 2011, وهو ظهور فجأة  الإخوان المسلمين , وأبناء عمهم الجماعات الإلسلامية المتطرفة بعد ما كانوا يستنكرون هذه الثورة في ايامها الأولي وأعتبروها رجسا من الأعمال الشيطانية ,

لأنهم وعلي حسب عقيدتهم إعتبروها ما إلاّ إنقلاب علي شرعية الله . وقامت هذه الجماعات التي تمثل الإسلامي السياسي مستخدمين جميع الطرق والسبل حتي أنهم أستعانوا بقوي خارجية كبيرة لها مصلحة في المنطقة ..

حيث وجدت فيهم هذا التلهف علي أخذ السلطة فإنتهزت هذه القوي الكبيرة الفرصة وعاونوهم بالضغط علي الجيش حتي أوصلوهم بأخذ بل بسلب مصر . واستلموا الحكم وبدأوا يدمرون أصولها وهويتها .. كل هذا تحت رعاية البلدان الكبري والتي تتمني ان تجد مصر مفككة  مثلما حدث في العراق وغيرها من البلدان العربية الإسلامية لإستكمال أجندتها الخاصة بها وهي القيام بشرق أوسط جديد ضعيف بالنسبة لدولة إسرائيل...  لكن واضح أن امريكا وباقي القوي الخارجية لم يتعرفوا علي عمق تاريخ مصر ولم يدركوا أصل حكاية المصري الذي هو من ذوي الحضارات القديمة بفنها وعلمها في جميع الفروع مثل علم الفلك والجغرافيا والطب والشعر وصناعة ادوات الحروب  .. كما أن هذه الجماعات ومعهم هذه البلدان الخارجية  يجهلون أن مصر تُعتبر أول  دولة في العالم منذ اكثر من 7000 سنة أقامت حكومات رئاسية ومجالس بلدية وغيرها من نظم توجيه وقيادة البلاد... لم تكن لديهم المعلومة الكاملة عن مَنْ هو المصري ومَنْ هي مصــر.  

 
  وبطرق غير شريفة أوصلت هذه القوي الكبري الإخوان إلي كرسي الرئاسة .. وبعد شهور من الحكم الإخواني لم يري المصري في هؤلاء الجماعة أي تحقيق لأهداف ثورته .. بل لمس ألعن من ذلك ألا وهي سلب هويته وشخصيته , وإغتصاب مقتنياته وهدم ذكرياته وصفاته المتميزة عن اي شعب آخر و التي إكتسبها منذ فجر التاريخ ...  فالمصري يتقبل الجوع ويتحمل العطش وقسوة برودة الشتاء وشدة حرارة الصيف  لكنه لا يقبل أن يعيش في فصائل وعشائر لأن نهر النيل وحدّت جميع شعوبها من أقاصي جنوب الوادي إلي شمالها , ومن عرضها الشرقي إلي الغربي . الكل واحد ..  أديانهم المتباينة لم تستطع أن تجعلهم طوائف , لون بشرتهم ولهجة لسانهم ونوعية أراضيهم لم تستطع أن تجعلهم عشائر . كل هذا راح من فكر هؤلاء الخونة والذين لم يصل نسبة تعدادهم إلا 1 % من تعداد الشعب المصري . 
 
 بدأ الشعب المصري الأصيل يقلق علي هويته و وحدته قبل ما يقلق علي أهدافه ... فصنعوا بطريقة مبتكرة منحها الله لهم إذ أنهم تمردوا علي هذا الحاكم الفاشي وعصابته من أهل عشيرته والذي فتح الحدود لكل العصابات الإرهابية التي تتخذ الدين الإسلامي ستارا لهم والإسلام منهم براء لكي يكونوا سندا له هو وعشيرته . و نجحت فكرة تمرد وكانت هي الثورة الثانية 30 – 6 - 2013 التي خرج من أجلها أكثر من 30 مليون نسمة .. شهدت لها العالم كله , وكان هدف هذه الثورة هو إسترداد مصر من الذين إغتصبوها ويقدموها ذبيحة للعالم من أجل الصهيونية . وكالعادة والتي تُعتبر ميزة في قواتنا المسلحة والمؤسسات الأمنية أن تقف بجانب شعبها , تبني الجيش هذه الثورة ووضع خريطة المستقبل , وفرت القيادات الإخوانية و الذين كانوا يهددوننا كالفئران.. لكن نشكر الرب أن الأمن بجميع مؤسساته كانت أسرع منهم وتم القبض عليهم لكي يردونهم إلي اماكنهم الطبيعي وهي السجون . 
 
 إستمر الشعب في تنفيذ خريطة المستقبل في جو من الإرهاب الفكري والجسدي من بضعة آلاف من عشيرتهم آخذين معهم الكثير من البلطجية والكثير من الذين هربوا من السجون علي يد هذه العصابة  .. وتحملت القوات المسلحة والأمن العبء الأكبر من هذا الهجوم الشرس من قبل الإخوان .. لكن الشعب مُصمم أن يسير في طريق المستقبل بكل جرأة وشجاعة .. وجاء أول خطوة لخارطة المستقبل وهي تكوين اللجنة الدستورية .. فكانت من أنجح الخطوات التي إتخذها الشعب حيث تم إختيار أعضاء من جميع أطياف الشعب .. وكان الباب مفتوحا لهذه العصابة , لكنهم رفضوا المشاركة .. " خير وبركة " .. فكان هذا الرفض هو بمثابة المسمار الأول لنعش الإخوان . وتم إعلان الدستور الذي في مجمله أقبل إليه الجميع .. وحان ميعاد الإستفتاء علي الدستور تحت تهديدات بالقتل والتفجيرات أطلقها هؤلاء الملاعين لكي لا يذهب المواطن المصري ليمارس حقه في الإستفتاء . لكن كانت المفاجأة فقد خرجت المرأة قبل الرجل , ولازمت الفرحة والرقص والزغاريد والطبل والغناء عملية الإستفتاء .. كان شكل الإستفتاء حضاري ومنظم وسلس وسهل .. وكان النجاح عظيما حيث وصلت نسبة قبول الدستور إلي 98 % علي مستوي الجمهورية بدون زيت او سكر , وسقط الدستور 2012 .. والذي أطلق عليه دستور "الجنة ولا النار" ... فأصبح إكتساح الدستور الجديد وسقوط دستور الإخوان هو ما إلا المسمار الثاني لنعشهم .   

   عاشت مصر وشعبها بعد صدور الدستور ايام عصيبة من التهديدات والتفجيرات .. وتحملت القوات المسلحة في سيناء والأمن في الداخل والخارج القتل والمفاجاءات الإرهابية القذرة . لكن وضح تماما انكسار هذه العشيرة وبدأت تنازع سكارات الموت , وغيابها عن المشهد بالتدريج .. لكن لولا هؤلاء السفلة منهم والذين فروا كالأرانب خارج البلاد وأغدقوا الجماعات الإرهابية التي أدخلها المخلوع السابق  وإندسوا في وسط الشعب المصري ليزيدوا من عملياتهم الإرهابية علي مراكز الشرطة والجيش قبل الإحتفال بعيد الثورة يوم 25 يناير 2014 والذي يتفق تماما مع عيد الشرطة .. وفعلا نجحت هذه الجماعات الإرهابية في العمليات المنوطة بها لإرهاب الشعب المصري لكي لا يحتفلون بيوم 25 يناير .. بل كانت المفاجأة  والتي نعتبرها بمثابة المسمار الثالث لنعش الإخوان  الإرهابية توافد مئات الألاف من المصريين علي ميدان التحرير غير مايقرب من 12 مليون مواطن مصري توافدوا في باقي ميادين القاهرة والمحافظات الأخري.. وأكدوا أن سلسلة الأعمال الإرهابية التي وقعت خلال اليومين الماضيين من جانب التنظيم الإرهابي يالإضافة إلي الدول الخارجية التي تدعمهم  .
 
 وألآن لم يتبقي إلاّ المسمار الأخيــر الذي سوف نحتفل به جميعا يوم انتخاب الرئيس , فسوف نسلم له المسمار الأخير في نعش الإخوان لكي يضعه بيديه ونغني ونقول بحق " تسلم الأيادي ياجيش بلادي ", ونحمله جميعنــــــــا في عرس جميل ونلقيـــــــــه في عرض البحـــــــر .. 
لك السلامة يا مصر .. إفرحي بشعبك وبأبنائك .. فقد أقسموا أنهم سوف لا يفرطون فيك مرة أخري . 
هي دي حكاية شعب مع نعش الإرهاب  ... في عُرس 25 يناير 2014 . 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter