الخميس ٣٠ يناير ٢٠١٤ -
١٣:
٠٩ م +02:00 EET
للمشير "عبد الفتاح السيسى"
كتب : نعيم يوسف
مع توالى الأحداث، وبيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي ترك الحرية فيه للمشير "عبد الفتاح السيسى" للترشح لرئاسة الجمهورية، ومع الحب المتزايد للمشير من جماهير الشعب العاديين الغير مسيسين، نستطيع أن نؤكد أنك قد أصبحت رئيساً للجمهورية سيادة المشير.. ولكن..
هناك الكثيرون يستعدون ويرتبون الأوراق على الأرض ليعودوا إلى أماكنهم، ونفوذهم قبل ثلاث سنوات، وينظرون إليك على أنك "حصان طروادة" الذي يحقق لهم ذلك وسط غمرة حب الشعب المصري لك ولتاريخك.. ولكن..
هؤلاء هم أنفسهم الذين أثاروا حفيظة الشعب ضد سابقيك على نفس الكرسى، وهم أيضاً أول من تحولوا، وأطلقوا "لحاهم" المادية والمعنوية، فترة حكم الإخوان المسلمين..ولكن..
حب الشعب المصري لك، وتفويضه، ناتج عن رؤيته لك على أنك "المخلص" الذى أنقذ البلاد من الدمار والخراب، نفس هذا الشعب كان يرى "مبارك" بطلاً وحرر سيناء، وأعادها إلى حضن الوطن مرة أخرى, وهو نفس الشعب الذى أختار "المتدينين" من جماعة الإخوان المسلمين عبر صناديق الانتخابات، وهو نفس الشعب الذي ساندهم، والسلفيين، في الوصول إلى مراكز طالما حلموا بها..ولكن...
هو نفس الشعب "حاد المزاج" "متقلب الطباع" الذي ثار على "بطل أكتوبر"، وحرق مقرات أحزابه، وهو الذي طالب بإعدامه، وهو الذي أخضعه الآن للمحاكمة، وهو نفس الشعب الذي أسقط "المتدينين" الذين أوصلهم للكراسي، وأخضعهم للمحاكمة، بعد أن أهداهم "الحكم"..ولكن..
هذا الشعب بالرغم أن صبره نفذ فى الآونة الأخيرة إلا أنه لا ينقلب بين يوم وليلة، ولا يغدر أو يخون مثل نخبته، الذين يحيطون دائماً بالحكام، ولكنه يحب "الزعماء" ويقدرهم ويرفعهم إلى أعلى المراتب، ويكره الحاشيات التى تحيط بهم، والتي غالباً ما تفصله تقاريرهم، عن واقع الشعب الحقيقي.. وبذلك فقد كانوا السبب الرئيسي في انقلاب الشعب على من أحبوهم، فقد أسهمت حاشية الحزب الوطني فى إسقاطه، وكانت جماعة الإخوان هى السبب الرئيسي في إسقاط "مرسى".. فأحذر منهم سيادة الرئيس.. ومن تقاريرهم التي ترسم الورود على أحوال الشارع المحتقنة..فأحذر منهم.. ولا تصدقهم.. وإلا فقد كتبت نهايتك سيادة الرئيس.