للشاعر فايز البهجورى
الراوى يروى قصته والشاعر ينظم أشعارَهْ
والكاتب يُملى قولته ويسجل فيها أفكاره
والمطرب يشجو غنوته والعازف ينقر أوتاره
والقاضى يسمع أقوالاً. والشاهد يكتب إقراره
والعَالِم يبحث فى جلدٍ فى المعمل يملأ مخباره
والطالب يسأل أستاذاً ليجيب إليه استفساره
وإذا ما صادفت زعيما تلقاه يُجّمِّع أنصاره
وهنالك تلقى صحفيا ً كالنحلة يجمع أخباره
ورجال الدين قد انطقلوا كلٌ يترنم أذكاره
*------------------*
والساحر يلعب لعبته والسامر يُحْيى أسماره
والقائد يأمر فرقته والكاتم يكتم أسراره
وخطيب يتلو خطبته وطبيب يفحص زُوَّارَه
والزائر يمضى جولته والسائحُ يكْمِلُ أسفاره
*------------------*
والتاجر يحيا مهنته فى صفقة بيعٍ وتجارة
والشارى يقضى حاجته والبائعُ يعلن أسعاره
والعامل يرقب آلته أو يربط فيها مسماره
والراكب يلحق مركبه ويقود السائق سياره
*------------------*
فى المصنع تلقى نجاراً بالهمة يمسك منشاره
فى الحقل تلاقى فلاحا يروى فى صبر أشجاره
والراعى يرعى قطعانا ً والزارع يجمع أثماره
والصائد يدفع قاربه ويُعد الطُعم بسنَّاره
*------------------*
ورجال البحث قد انطلقوا نحو الصحراء الجبّارة
هذا يستصلح تربتها والآخر يكشف أثاره
والثالث يبغى بترولا والرابع يحفر آباره
والركب يقوم بواجبه والكل يواجه أقداره
والكل يحقق أهدافا فى كل مجال اختاره
***
لكنّ هنالك من ضلّوا سلكوا طرقات غدّاره
بفتاوى" كفر" و" نكاح" لا تصدر عن أى حضاره
وفتاوى لا تجدى نفعا حوّلت الدين الى تجاره
***
هلّلا - يا صاح – ترافقنا ودع الإهمال وأضراره
ودع الكسلان بغفوته والعاطل يشعل " سيجاره "
ما عادت دنيانا نوما وحديثا " مع بنت الجاره"
ونقاشا لا جدوى منه لا منطق فيه ولا أماره
هيا لنقوم بأعمال تجدينا من غير خساره
-----------------------------
عن ديوان " تعالوا نغنى للحياة والأمل" للبهجورى