يستخدم الشاب الفلسطينى عيد الهذالين، مخلفات الحديد والبلاستيك فى صناعة مجسمات لجرافات وشاحنات وطائرات وآلات زراعية تبدو وكأنها من انتاج مصنع متخصص.

وقال الهذالين (30عاما) لرويترز خلال افتتاح معرضه (ورشة عيد) أمس الاثنين فى مركز خليل السكاكينى فى رام الله "منذ كان عمرى 12 عاما وأنا لدى هواية صناعة السيارات والجرافات والطائرات". وأضاف "لم أدرس ولكنى علمت نفسى بنفسى وطورت ما أقوم به مع الأيام".

واختار الهذالين أن يحضر إلى المعرض مجسما لجرافة وطائرة هليكوبتر وسيارة شحن وجرار زارعى وقال إن لديه مجسمات أخرى فى المنزل لم يتمكن من إحضارها لكبر حجمها.

وتبدو المجسمات التى صنعت بدقة كأنها من إنتاج ذلك المصنع الذى أنتج الآلات الكبيرة التى حملت أسماء ماركت عالمية.

ويحرص الهذالين الذى لا يستخدم سوى معدات يدوية فى صنع مجسماته أن تحتوى على أدق التفاصيل وترى مثلا الجرافة تشتمل على كل خصائص حركة الجرافة العادية.

وأوضح الهذالين أنه يستخدم فى صناعة المجسمات كل ما يجده من مخلفات فى الطبيعة من حديد أو ألومنيوم أو أقراص مدمجة (سى.دى) أو بلاستيك إضافة إلى الأسلاك لربط القطع ببعضها البعض.

ويبرهن الهذالين أن المجسمات المعروضة من إنتاجه وأنه نفذها فى ورشة صغيرة فى منزله بالقرية التى تفتقر على ما يبدو لمقومات الحياة الحديثة من خلال فيلم وثائقى قصير مدته 8 دقائق يصور مراحل صنع بعض تلك المجسمات.

ويستغل الهذالين الفيلم الذى يبثه على صفحته على الانترنت ليشرح معاناة قريته التى تحيط بها مستوطنة الكرمل التى تتوسع باستمرار فى حين يعيش سكان قريته تحت التهديد والطرد.

وقال لرويترز على هامش افتتاح المعرض "لقد خبرت الجرافات جيدا لقد كانت تأتى لتهدم المنازل فى قريتنا كما أنى أشاهد الطائرات والدبابات بشكل يومى فنحن نعيش فى منطقة تدريبات عسكرية."

وأضاف "البعض لا يعجبه ما أقوم به لأن هذه الآليات تعمل على تدمير حياتنا ولكنى أريد أن أفكر بالأشياء بطريقة مختلفة لماذا لا نفكر بالأشياء الايجابية ربما تساعدنا على العيش."

ويطمح الهذالين أن يكون نموذجا لأبناء قريته ليمارس كل منهم هوايته سواء كان ذلك فى الغناء أو الموسيقى أو الشعر أو أى شىء آخر يحبون القيام به.

ويستغرق عمل مجسم لجرافة أو طائرة من أسبوعين إلى ثلاثة حسب وقت فراغه حيث يعمل الهذالين باحثا ميدانيا فى مؤسسة مدنية.