الأقباط متحدون - العلم يدخل من الباب لا من الشباك
أخر تحديث ٠٦:٢٣ | الأحد ٩ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣١٢٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العلم يدخل من الباب لا من الشباك

خالد منتصر
خالد منتصر

 لو اشتريت لابنك موبايل هدية وعليه باسوورد لن تفك شفرته إلا إذا مررت من باب الشقة لسبب بسيط وهو أن هذا الباب فقط هو الذى عليه شريحة فك شفرة الباسوورد والذى بدون معرفته سيظل الموبايل الذى اشتريته بخمسة آلاف جنيه ودفعت دم قلبك فيه هو مجرد قطعة حديد خرساء صماء، إصرارك على التسلق من على المواسير والدخول من الشباك أو من ثقب صنعته فى السقف أو من حفرة تحت البلاط.. إلخ،

كل هذا مضيعة للوقت وتشتيت للمجهود وحرب خاسرة لأنه لن يعترف بهديتك وسيظل الموبايل صامتاً ينعى من اشتراه ولو كان هذا الموبايل به إمكانية التحدث مع الكائنات الفضائية على المريخ!! المهم أن يعترف به كموبايل أولاً عبر الولوج من الباب الوحيد المخصص والمختص بفك الشفرة، كذلك للدواء، ولأى وسيلة علاج، باب ملكى واحد فقط لفك شفرته والاعتراف به وتحويله من رقم كودى إلى دواء وعلاج يعترف به العالم وتحتفى به الدنيا وينفع مرضى الوطن والكون، هذا الباب معروف، هذا الباب ليس البرامج التليفزيونية ولا المؤتمرات الصحفية ولا البروباجندا الفضائية ولكنه باب المجتمع العلمى، العلم لا يتسلق المواسير ومن يقر ويعترف بالدواء والعلاج هى الأوساط العلمية فقط،

لذلك ما يفعله الصديق د.أحمد مؤنس الذى جلس فى الأستوديوهات الأسبوع الماضى أكثر مما جلس فى بيته وعيادته هو للأسف الشديد ضياع وقت ومجهود ونفخ فى قربة مقطوعة، فالباب واحد ومعروف ومن يحكم على أبحاثك ليس جمهور المشاهدين إنما جمهور العلماء من أساتذتك وزملائك وحتى تلاميذك، المناقشة العلمية المفتوحة للنتائج وكيفية إجراء البحث هى الفيصل فلماذا نصر على الدخول من شباك التليفزيون ما دام لدينا باب شرعى ووحيد وواضح ومعتبر ومعترف به اسمه المؤتمر العلمى والدراسة فى مراكز بحثية معتمدة، لماذا صار كل همك يا د.مؤنس أن تدافع عن المخترع عبدالعاطى؟ أليس المخترع هو أجدر الناس بشرح اختراعه؟ لماذا اختفى المخترع فجأة وصارت مهمة التسويق الإعلامى لـ«عبدالعاطى» التى هى ليست مهمة أستاذ طب على الإطلاق والدفاع عنه وهو لم يقدم توكيلاً لك بذلك هى شغلك الشاغل فى كل البرامج التى استضافتك؟

نحن كلنا أمل فى نهضة علمية مصرية بأيد مصرية ولكن لا بد أن تكون نهضة قائمة فعلاً على أسس علمية حقيقية، كلنا نتمنى من كل قلوبنا نجاح علاج لهذا الفيروس اللعين وبأيدينا نحن ولكن النجاح والاعتراف به والأمان المحيط بمنتجه النهائى هى مسئولية وواجب، وللأسف لو شرحت وكررت مليون مرة فى مليون برنامج عظمة الجهاز لن يمنح كل هذا المصداقية العلمية والاعتراف الطبى له وأنت تعرف ذلك جيداً، لو أحضرت بدلاً من 400 مريض أربعة آلاف يتحدثون عن التجربة ونجاحها ليس هذا طريقاً علمياً للاعتراف بالدواء أيضاً، لا ينفع أن تقول كما قلت منذ أيام لتدعيم نتائجك إن فكرة الجهاز موجودة فى القرآن، فمن يحكم على فاعلية الدواء ليست هيئة علماء الأزهر إنما هيئة علماء كليات الطب!!

 
لن يمنح هذا الجهاز العلاجى قبلة الحياة وتنفخ فيه الروح إلا من خلال مروره من باب الوسط العلمى الأكاديمى الذى لا أعرف لماذا نؤجل ونؤخر ونخشى الالتحام به وعرض النتائج عليه؟! لا ينفع أن نقول عملنا كذا وكذا وهذه هى النتيجة النهائية بعد أن وصلنا إلى سطح العمارة فلا بد بعد كل خطوة وبداية من البدروم نشر النتائج ثم الانتقال بعد مناقشتها إلى الدور التالى وهكذا، الإصرار على نقل قضية الجهاز العلاجى من ساحة العلم إلى ساحة الإعلام هى استنزاف لطاقة هذا الوطن واستدعاء لمعارك جانبية إضافية لمجتمع مثخن بالجراح، الباب واحد ومعروف وعليه لافتة مضيئة والدخول من الشباك حتماً يثير الريبة والشك ونحن لم نعد فى احتمال ريبة ولا شكوك.

نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع