الأقباط متحدون - عن التحرش ورئيس الجامعة
أخر تحديث ٠٩:٠٩ | السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٢٠ | العدد ٣١٤٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عن التحرش ورئيس الجامعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم   د. رفعت السعيد  
فجأة وجدت نفسى أتحول من الكتابة عن قانون الانتخابات الرئاسية والذى يعاقب من يتلقى تمويلاً أجنبيا بمجرد الغرامة تماماً مثل مخالفة كسر إشارة المرور أو القيادة بدون ربط الحزام، بما يهدد انتخابات النواب بالمماثلة كى يأتى برلمان موال للسادة الممولين ورافض لأمانينا، لأكتب عن التحرش فى حقوق القاهرة بما أشعرنى بالغضب ثم جاء الصديق رئيس الجامعة ليفزعنى إذ كاد أن يبرر سفالة المتحرشين بلوم الفتاة لأن ملابسها لم تعجب سيادته، فتحدث عن «تظبيط» زى الجامعات

وتذكرت يوماً كنت ألقى فيه محاضرة فى جامعة فرنسية وفيما يقدمنى البروفيسور كولان أستاذ تاريخ الشرق الأوسط، دخلت طالبة تكاد لا تخفى شيئاً من صدرها فتوقفت فقال بصوت مسموع استمر فإذا لم ينظر إليها أحد فسوف تشعر بالأسى. قررت انتزاع نفسى من قانون الانتخابات لأتحدث عن خطر التهاون مع المناخ الظلامى. ألم يقل هيجل «كان دستور جمهورية فايمر الأكثر ديمقراطية فى التاريخ لكن القهر فى المجتمع والأسرة والمدرسة كان متسلطاً فمات الدستور.

وابتداء أهدى إلى رئيس الجامعة ما قاله رفاعة الطهطاوى من قرن ونصف «إن وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن بل ينشأ من التربية الجيدة أو الخسيسة» [تخليص الإبريز – صـ٣٠٥] وأهيب به ألا يتسلط على الفتيات تاركاً حق التحرش للفتيان تماماً كما فعل الإخوان فى التحرير، وألا يتجه بالجامعة إلى عصر الحريم فيضع على مزاجه مواصفات ملابس الطالبات فمثل هذا الباب إن فتح لن يغلق بل سيقتادنا إلى مناخ ظلامية الإخوان بل سيصبح خطراً حتى على حق الفتيات فى التعليم أو الخروج من البيت. إنها سلسلة واحدة إن ربطت عنقك فيها تنحدر بك إلى عصر الحريم.

 فجهابذة التأسلم مستعدون والفتاوى جاهزة ابتداء من ابن باز وابن العثيمين إلى جماعة الإخوان واقرأ معى ما قد يأتيك به أحدهم ليفرض عليك فتاوى إخوانية. فمجلة «الدعوة» الإخوانية تلقت رسالة من معيدة فى جامعة أسيوط عن الموقف من تدهور حال الشباب وأخلاقه. فرد المفتى الإخوانى مؤكدا أن السبب «هو الأسرة والمدرسة والاختلاط والسفور والسماح بخروج المرأة من البيت» ثم يؤكد «أن مسؤولية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تقع على عائق المجتمع» أسمعت يا دكتور «المجتمع» وليس «الحاكم». [الدعوة ١٣-١٢-١٩٧٨] ورسالة أخرى من طالب يتأثر حين يرى امرأة سافرة ؟ ويرى المفتى الإخوانى «أن الشاب المسلم يجد نفسه حين يخرج إلى الشارع أو الجامعة أمام نماذج فاضحة

شعور مرخاة وملابس شفافة فاضحة وخلط بين ملابس الشبان والشابات وهذا كله من عمل أعداء الإسلام يسبب غيبة النظام الإسلامى وخروج المرأة من بيتها» [الدعوة- ذات العدد] ويمضى المفتى الإخوانى «ليحرم على المرأة إزالة شعر الإبط لأنه تغيير لما خلق الله لكنه يحرض على ختان المرأة ناسياً أن هذا إزالة لما خلق الله». ومئات الفتاوى مثلها ولهذا أرجو أن تتحسب قبل أن تجعل تصرفاتك مدخلاً لأخونة الجامعة و«إحنا مش ناقصين».

وأعتقد أن مهمتك تلقين طلابك ضرورة احترام زميلاتهم. ورفقاً يا دكتور بطالباتك، ورفقاً بالتقاليد الجامعية ورفقاً بجامعة القاهرة التى نشأت كمنارة للتقدم والعلم والليبرالية فى الوطن العربى كله، فتحولت فى ظل رئاستك وبسبب تساهلك مع المسلك الإخوانى بحجة احترام الحرم الجامعى فانتهى الأمر بأن رفرف علم القاعدة أعلى منارة التقدم. ويأتى عقابك لهم متأخراً جداً. وأرجو أن يكون الدرس الأخير كافياً ليعرف الجميع أن اللعب مع الثعابين السامة بحنان يؤدى إلى التهلكة. فحذار أن تقود جامعتك للتهلكة.
نقلآ عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع