الأقباط متحدون - الصوم والرياء
أخر تحديث ١٣:٠٩ | السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٢٠ | العدد ٣١٤٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الصوم والرياء

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

عرض / سامية عياد

احظر شكلية العبادة فى فترة الصوم
الحياة المسيحية تعتمد على الحياة القلبية

الصوم هو ممارسة ووسيلة وليس هدفا فى ذاته ، هو ممارسة تساعد الإنسان فى نموه الروحى ، فترة الصوم تحكمها الآية التى تقول "كل من يضبط نفسه فى كل شىء" (اكو9 : 25) ، وأيضا "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" (مز126 : 5) ، فالذين يزرعون بدموع التوبة فى فترة الصوم يحصدون بالابتهاج فى القيامة وفرح القيامة .

هكذا يحدثنا قداسة البابا تواضروس الثانى عن الصوم ، فالصوم ممارسة تعبدية يجب أن تخلو من كل رياء، والإنسان يخدع نفسه بشكليات العبادة ولكن بدون توبة داخلية ، أن أخطر ما يواجه الإنسان السائر فى طريق الرب هو الرياء أو ما نسميه بشكلية العبادة الذى يصاحب الصوم ، وهناك مظاهر لتلك الخطية كما جاء فى سفر أشعياء الإصحاح 58 ، فقد يصلى الإنسان دائما ولكن هذه الصلاة الظاهرة هى من اللسان ولا تتعدى ذلك ، فالأعماق كما هى لا تتغير ، ايضا قد يفتخر الشخص بذاته بما حصل عليه من معارف ولكن هذه المعرفة حبيسة العقل وليست القلب أو فى الكيان مثل الكتبة والفريسيين ، قد يكون الشخص ناموسى حرفى ولكن الحياة المسيحية تعتمد على الحياة القلبية وليس على الحرف والذى يعيش بالناموس أى بفكر الناموس الجاف دون روحه ، يكون متأخرأ كثيرا .
إذا كيف نصوم وكيف ننال بركات الصوم؟ من بركات الصوم كما يوضحها لنا قداسة البابا ، استجابة الصلوات ، فعندما تعيش جو الصوم وتشعر بالانسحاق والخشوع ، تخرج صلواتك من داخلك عميقة وفيها روح الإيمان ، ايضا أن يصير الرب لذة للإنسان اى تتحول لذة الطعام فى داخلك الى لذة بالرب وتقول " اسمك حلو ومبارك فى أفواه قديسيك " ، ومن بركات الصوم ايضا أن الإنسان يشعر بارتفاعه فيرتفع فوق الماديات وفوق احتياجات الجسد ، أنه ينال من خلال الصوم الصحة الجسدية فالطعام النباتى يمنح الإنسان شكلا من الطاقة الهادئة ، ويشعر الإنسان أثناء الصوم أن الذى يقوده هو روح الله وليس الطعام والشراب وذلك بحضور التسبيح وممارسة المطانيات .

وتقدم الكنيسة لنا فى فترة الصوم المقدس ثلاثة أنواع من الغذاء : الغذاء الروحى المتمثل فى كل أشكال العبادة وممارسة الأسرار ، الغذاء الذهنى المتمثل فى القراءات الإنجيلية بجوار الكتب الروحية ، الغذاء النسكى المتمثل فى الانفطاع لتقوية الإرادة وضبط النفس والميطانيات المصاحبة بالصلوات القصيرة " يا ربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطىء " ، وبفترات اعتكاف يجلس فيها الإنسان بمفرده يتفحص ذاته وقلبه .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter