الأقباط متحدون - النساء لن يعدن للوراء
أخر تحديث ١٣:٤١ | الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣٢٢٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

النساء لن يعدن للوراء

ماجدة سيدهم
"أن تعيش إنسانا يلزمك أن تكون  جادا .. حرا وجميلا  .."

بكل شجاعة  رفضن وبكل القوة صرخن وبكل تصاعد الغضب حطمن أسطورة العيب وخرافة الحرام  ، كسرن أعتى الأغلال وصعدن أقسى موروث لمفاهيم العقم الإجتماعي وصرخن بلااااااااااااا، هشمن  عار الفتاوي الآثمة وعن مشايخ الإرث الذكوري  ومهابيل الدين  أسقطن كافة النوايا الشاذة والنهمة لالتهام كل ذي جسد  طري حتى لو كان في القماط  رضيعا  أو نجسا في حلم

تصدين لكل فتوى تبيح الانتهاك وتوعد بجنة البغايا وسكنى القتلة في قصور من الخمر وهياج الشهوات الرديئة ، مهابيل تصدروا كافة مشاهد السفك وتجرع  تدفق  الدماء الحارة  للذبيح ثم  التقيؤ بأوحل الأفكار على مرأى الشاشات  في غلاف ديني ومسحة من   خداع الورع والشذوذ لقيد كل النساء كأنهن متهمات عابثات ، دهر من الصبر والانصياع  رحن وراء معلمين ظنوهم الأجدر  بينما أفضل من فيهم  أخرق

دهر  فشلت فيه كافة المؤسسات المعنية بحقوق المرأةأن تقدم حراكا ملموسا في حياة مقهورات الوطن ، مع تفاقم طعن  لفائف الظلم تخرج نساء القهر بكثافة الثائرات  دون تنظيم أو اتفاق أو استجابة لنداء غير نداء الرفض وصوت الحرية والجمال الساكن حيا في كل وجدان ،و بكل  التحدي تعلن عن قوة حضورها وحقيقة وجودها  تصنع  مستحيلا، توقظ ماردا

  تشق رتابة العتمة صهيلا مخيفا  بلا تردد فكان  لصوتها فرقا مجلجلا  ، خرجت، أعلنت ، هللت، رقصت،  غنت وهرعت بدراجاتها  منطلقة –عشرات ربما  -تطيح  بكل  المخاوف والتحفظات المخيبة للحياة تسقط  عنها ثقل الاعتباراتالهشة التي  عرقلت  حركتها وعثرت  خطوها  بل وانتهكت بكل وضاعة أمنها وخصوصياتها –خرجت لأنها الأكثر وجعا  والأعمق تهميشا

والأشد قهرا ،لأنها الجائلة التعبى بين الأرصفة  والمصنفة في الحكايا  والغرف المحكمة  بالأدنى  والمختزل كل مساحتها بين حافتي فراش ،المثقل عاتقها بكل الأحمال والأغطية معا -  فقررت للغد  تغيرابينما تنتزع  المستقبل الأفضل بشراسة ، بصواب الرؤية  اختارت للوطن فارسا ،دفعها  كي تصح وتعود إلىذاتها مستقيمة ،  امرأة الحضور،  لذا وقفت تباعا  لاختيارها  مفتخرة ،مؤيدة ،مناضلة و للقبور لن تعود ثانية 

الذي يرى المشهد  الآن في الشوارع  والذي يقرأ  ثرثرات النساء  على كل ناصية  يرى فرحة عارمة وتوقعات أكثر حسما لعودة حريتهن وحقهن وحلم أمنهن في الشوارع بلا خوف أو انتهاكات ،ورغم الحذر المشوب بهول الدهشة لكن ما من شك  أن هناك ملموس يحدث -  ستظل المرأة المصرية هي من تحدث  الفرق الأصعب والأقوى في تغيير مسار المجتمع للرقي  والجمال والحرية وليس ثمة عودة للوراء .
 ولم ينته بعد ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter