بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
ولد "عباس محمود العقاد" فى 28 يونيو1889م فى مدينة أسوان بصعيد مصر،وتنسب أمه نفسها لاحد قبائل شبة جزيرة العرب التى هاجرت إلى مصر،أما والده فقد شغل منصب أمين المحفوظات بذات المدينة، وتربى أبنه فى مدينة يلتقى فيها الماضى السحيق بالحاضر. فكانت المدينة ملتقى الحضارات والثقافات، وفى مطلع حياته تعلم ى الكتاب،و كان يقرأ كرفاق صباه صحف عبدالله نديم، ولكن على طريقته حيث كان يتأمل فى الحقائق ويتعمق فى نقدها،وفى عام 1912م بدأ حياته العملية بالعمل بديوان الأوقاف فى قلم السكرتارية،وأيضًا كان يعمل بالصحافة،وعندما انتداب للعمل بمصلحة الايرادات بمدينة قنا ،أنشأ مع أهل الأدب بها جمعية أدبية كانت تجتمع يوم الخميس من كل أسبوع فى مبنى بأتفاق مع قسيسها،ثم ترك الصعيد وهاجر إلى القاهرة وعمل بالكتابة والصحافة وتاريخ العقاد فى الصحافة يبدأ بصحيفة الدستور التى أصدرها الأستاذ "محمد فريد وجدى"منذ نصف قرن من القرن المنصرم، فقد كانت أول صحيفة يومية عمل فى تحريرها وأول صحيفة أيضا واظب عليها فقد عمل بها من العدد الأول الى العدد الأخير مضطلعا بنصف أعباء التحرير والترجمة والتصحيح وتهذيب الرسائل والأخبار فقد كان هو المحرر الوحيد مع صاحبها وقد كان العقاد يوقع مقالاته الأولى باللقب والحرفين الأولين مع اسمه ( ع . م العقاد ) متأثرا بالمجلات الأجنبية التى كان يقرؤها .
ولكنه فى فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) أنصرف أكثر وقته إلى التدريس ولكن علاقته بالصحافة لم تنته وأن كانت قليلة متقطعة على تعدادها وتنوعها فقد اتصل بألوان من الكتابة الصحفية أتاحت له الوقوف على طرف من أسرارها وخباياها وفى هذه الفترة كتب الى المجلات الشهرية والصحف الأسيوعية كما اشتغل بالصحافة اليومية فى غير القاهرة وقد عمل "عباس العقاد" رقيبا نزولا على رغبة جعفر والى باشا وكيل الداخلية ولكنه اصطدم بالرقيب العام مستر "هورتيلور " فألقى اليه باستقالته ،ثم اشتغل بالتدريس فى مدرسة وادى النيل الابتدائية على مقربة من مكتب المقتطف والمقطم حيث كان يكتب فى فلسفة المعرى وفلسفة شوينهور مقارنا بينهما
وقد انقطعت به الأسباب حينا قبيل أنتهاء الحرب العالمية الأولى فآوى الى بيته الذى اختاره بحى الإمام الشافعى متعمدا ليكون بعيدا عن القاهرة بتكاليفها ، فلم يكن يفد عليها إلا مرة فى الأسبوع وفى احدى هذه الزيارات علم أنه مطلوب للتحرير فى صحيفة ( الأهالى ) بمدينة بالإسكندرية ،فعمل بها ثم تركها وعمل بجريدة ( الأهرام) حيث كان يدافع بقلمه عن القضية المصرية كما حارب العقاد النظام الملكى بلا هواده من أجل الدستور، وارساء قواعد الحياة النيابية فقد حدث أن سلم" عبد الخالق ثروت" الدستور للسراى حيث ظل بلا إعلان لأن الملك " أحمد فؤاد "(1917-1936م) كان يريد أن يسقط من الدستور عبارتين .
وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح الأدبى والسياسى والمادى،فقد صارع الزمن والأحداث والسلطات فى عهود شتى حتى استطاع أن يزحزح كل القوى المعوقة وينفذ الى مكانه الطبيعى فى الحياة وقد أمتلك العقاد الكتابة بكل ملكاتها ومواهبها ففاض بالشعر وتوسع فى المقال والنقد والتاريخ واللغويات والدين والفلسفة والعلوم ورفض العديد من المناصب ،نذكر على سبيل المثال عرض عليه الزعيم الراحل" سعد زغلول" قبل موته أن يكون مديرا لدار الكتب فلم يوافقه ،وأيضًا عرض عليه "محمد محمود"أن يكون عميداً لكلية الأداب فرفض وهكذا عاش العقاد لقلمه وعاش لأفكاره وعمله الخاص وتطر فى فن كتابة المقال.
وعرف عن عباس محمود العقاد جهاده ومواصلته الكتابة باستمرار فلم ينتهى من عمل إلا ويكون قد بدأ فى عمل آخر وكان اخر اهتماماته سلسلة أتم بعض حلقاتها وهذه السلسلة كتب أربعة عن :- الله ، الكون والانسان ،الشيطان، وقد انجز منها كتابه ( ابليس ) وكتابه ( الله )،وللعقاد مدرسة ولكنها لم تتبلور إلا فى الأعوام الأخيرة ومن أبرز أبنائها الاستاذ "على أدهم" والدكتور" زكى نجيب محمود" والدكتور "عثمان أمين" .
بعض مؤلفاته
فى الشعر:
ديوان العقاد ( أربعة أجزاء ) 1928م - يقظة الصباح 1916م - وهج الظهيرة 1917م وحتى
أشباح الأصيل 1921م - أعاصير مغرب 1942م –بعد الاعاصير 1950 - اشجان الليل – وحتى الاربعين 1933 هدية الكروان 1933 – عابر سبيل 1937 –ديوان من دواوين 1958.
فى الأدب والإجتماع والتاريخ:
الشذور 1915 – مطالعات فى الكتب والحياة 1924م.
مراجعات فى الأدب والفنون 1926 – اشتات مجتماعت فى اللغة والأدب 1963م.
ساعات بين الكتب الجزء الأول 1929 م، الجزء الثانى 1952م، عالم السدود والقيود 1937م.
يسالونك 1946 – بين الكتب والناس 1952- ابليس 1958
على الاثير 1947 – مطالعات 1956 – عقائد المفكرين فى القرن العشرين 1948
جحا الضاحك المضحك 1956 – فى بيتى 1945 – القرن العشرين ما كان وما سيكون 1958 - 11 يوليو وضرب الاسكندرية 1952 – اليد القوية فى مصر 1928 – جوائز الادب العالمية , مثل جائزة نوبل 1964 .
دراسات فى النقد واللغة:
الديوان فى النقد والادب مع الاستاذ المازنى 1921 – ابن الرومى حياتة من شعرة 1931 – شعراء مصر وبيئاتهم فى الجيل الماضى 1937 – رجعة الى ابى العلاء 1939 – قمبير فى الميزان 1931
أبو نواس الحسن بن هانى 1960- شاعر الغزل (عمر بن ابى ربيعة ) 1943م
جميل بثينة 1944 – شاعر اندلسى وجائزة عالمية 1960 – اللغة الشاعرة 1960 م
التعريف بشكسبير 1958 .
فى الترجمة : عرائس وشياطين مجموعة من الشعر العالمي 1945م
الوان من القصة القصيرة فىالادب الامريكى
المذكرات : خلاصة اليومية 1912 – اليوميات 1963
فى الفلسفة : مجمع الأحياء 1916 – الله 1947
فى السياسة : الحكم المطلق فى القرن العشرين 1928- هتلر فى الميزان 1940- افيون الشعوب 1956 – فلاسفة الحكم فى العصر الحديث 1950 . الشيوعية والانسانية 1956 – الشيوعية الاسلام – النازية الأديان – الصهيونية العالمية – لاشيوعية والاستعمار 1957.
العبقريات والشخصيات الاسلامية :.
عبقرية محمد – الصديق – عمر – الإمام – خالد 1948 – المسيح 1953 أبو الأنبياء الخليل إبراهيم – داعى السماء (بلال ) – ذو النورين عثمان بن عفان – الصديقة بنت الصديق 1943 – أبو الشهداء 1954 – عمروبن العاصى 1944م .
فى الإسلاميات:
الإسلام والاستعمار 1957 – مطلع النور 1955 – الديمقراطية فى الاسلام 1952 اثر العرب فى الحضارة الأوروبية 1946- الفلسفة الاقترانية 1947 – حقائق الاسلام واباطيل خصومة 1957 – الثقافة العربية اسبق – التفكير فريضة 1957- الإنسان فى القران الكريم 1961 – الإسلام فى القرن العشرين 1954 م.
التراجم :
حياة قلم 1963 – سعد زغلول 1936- روح عظيم (غاندى ) 1984 تذكار جيتى 1932 – بنيامين فرانكلين 1956 – محمد على جناح 1952 – برناردشو1950 م– الشيخ الرئيس ابن سينا 1946 – عبد الرحمن الكواكبى 1959 – من يانس 1952 – فرانسيس باكون – ابن رشيد 1953 الفرابى 1944- الاستاذ الامام الشيخ محمد عبدة 1962 م.
وعن المرأة :
الإنسان الثانى 1912م – هذة الشجرة 1945 م - المرأة فى القرآن الكريم.