الروح القدس مستعد أن يعمل فينا ولكننا نحزنه حينما نرفض عمله
عرض / سامية عياد
الروح القدس يحل علينا من خلال سر المعمودية ويكون مستعد أن يعمل فينا وبنا ، ولكن للذين يقبلون الشركة معه ، نحن أحرار نقبل الروح القدس أو لا نقبل ، نقبل الشركة معه أو نرفض ذلك ، والأبرار هم الذين يقبلون الشركة معه ، من أجل خلاصهم وخلاص الأخرين ، وكل عمل يرون أن الروح القدس لا يشترك معهم فيه ، يرفضونه تماما .
عن شركة الروح القدس يقول المتنيح البابا شنودة الثالث : عليك أن تراجع كل أعمالك وتفحصها ، لترى هل اشترك فيها معك روح الله القدوس ؟ وتقول للروح القدس فى صلواتك أنا يا رب أريد أن أعمل معك وتعمل معى ، الأعمال التى لا توافق عليها ، أعطنى القوة أن أرفضها وأبعد عنها ، حتى ونحن فى حالة الخطية نطلب من الروح القدس لكى يساعدنا على التوبة وحسنة هى النية الطيبة للتوبة لكنها غير كافية فالتوبة الحقيقية تأتى بعمل الروح القدس فينا "توبنى يا رب فأتوب".
والروح القدس هو المرشد فى الطريق الروحى ، هو الذى يستنير به ضميرنا وتقوى خطواتنا ، وإن لم أسترشد به سأضل ، عيبنا الأول فى حياتنا الروحية ، أننا نعتمد على أنفسنا وليس على روح الله ، نحن لا نتوب لأننا لم نطلب من روح الله معونة لتوبتنا ونردد مع دواد النبى فى المزمور الخمسين "انضح على بزوفاك فأطهر ، واغسلنى فأبيض أكثر من الثلج" ويقول ايضا "اغسلنى كثيرا من إثمى ، ومن خطيئتى تطهرنى ، أنا عارف بإثمى ، وخطيتى أمامى فى كل حين" .
لابد أن نقبل روح الله ونشترك معه ولكن الى أى مدى؟ حتى نمتلىء بالروح والكتاب به أمثلة من حالات الامتلاء بالروح القدس ، لعل أشهرها بيت زكريا الكاهن فقد امتلأت أليصابات زوجته بالروح القدس وزكريا ايضا امتلأ بالروح القدس وابنهما يوحنا من بطن أمه امتلأ من الروح القدس.
ولكن كيف نعد أنفسنا لكى نمتلىء بالروح القدس ؟
يقول المتنيح قداسة البابا شنودة لابد أن نسير فى الخطوات الروحية وأولها أن تكون لنا الحياة الروحية والسلوك بالروح وإن بدأنا بذلك نستمر فيه ، ثم ننمو فى الحياة الروحية ونبعد عن كل ما يحزن روح الله ، أو يطفىء الروح فينا ، فالروح القدس مستعد أن يعمل فينا ولكننا نحزنه حينما نرفض عمله وبهذا نسقط فى الخطية .
روحك القدوس هو الذى يبكتنى على الخطية ، لأن تبكيتى لنفسى أضعف من أن يقودنى الى التوبة ، تبكيت الروح القدس هو القوى والمؤثر.