الأقباط متحدون - رحيل السندريلا
أخر تحديث ٠٤:١٧ | الاثنين ٢٣ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣٢٢٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رحيل السندريلا


 بقلم : مينا ملاك عازر

أول أمس حلت الذكرى الثالثة عشر لانتحار السندريلا زوزو السينما المصرية والعربية، وليست قضيتي إن كانت انتحرت أم قفزت من البلاكونة بسبب خيالها المريض الذي سول لها أنها إن قفزت من الشرفة ستتمتع بالسعادة والحرية والانطلاقة كما تخيلت بسبب مرض الاكتئاب، ليست قضيتي لماذا فعلت هذا؟ ومن فعل بها هذا؟ إن كانت قُتلت هل هو موافي أي صفوت الشريف ضابط المخابرات السابق أم غيره مما كانت تتعامل معهم بحكم ارتباطها بالمخابرات المصرية التي كانت تستخدمها في أعمال ما لا داعي للخوض فيها.
لكن سؤالي البسيط، ما الذي يدفع المشاهير أن ينظروا من شرفة في عاصمة الضباب؟ ماذا كانوا يرونه؟ وماذا يريدون أن يرونه وينتظروا رؤيته في بلاد لا ترى فيها إلا القليل فلا سعاد حسني كانت سترى شيء يشدها أن تراه من الشرفة، ولا أشرف مروان، ولم يكن الليثي ناصف يتوقع أن يرى شيء يشده حتى يختل توازنه، ويسقطوا من شرفاتهم بلندن حيث كانوا يعيشون بسببب العلاج أو الابتعاد عن الساحة السياسية بمزاجهم أو بسبب ضغوط سياسية أو إقصاء، على كل حال هناك سبب يدفعنا لتفهم وقوفهم في الشرفة هو أن جميع هؤلاء سالفي الذكر وخاصةً مروان وسعاد كانا بصدد كتابة مذكراتهم، فهل تدفع المذكرات للوقوف في الشرفة أم تدفع البعض لأن يدفعهم من الخلف ليسقطوا من الشرفة.
هذه أسئلة من فصيلة الأسئلة التي لا إجابة عليها، وقد لا نجد إجابة عليها حتى وإن وجدنا أدلة قاطعة، فسيبقى الغموض يكتنف ويلف الكثير من تلك المسائل الغامضة وسيبقى التاريخ صامتاً بلا إجابة عنها إما لان كشفها سيجر أرجل أحياء وهم في مراكز تحميهم أو لأنه ليس من مصلحة أحد كشف هذه الحقائق، ولذا نبقى في العيش في الظلام الذي يدفعنا إلى أن نفكر في من وراء رحيل المشاهير في لندن، ولماذا لندن؟ وهل هي صدفة أن تكون لندن دائماً لها صلة في معظم جرائم القتل التي لا إجابة لها كمصرع الأميرة ديانا وصاحبها دودي.
هكذا هو التاريخ، يبقى صامتاً عن من قتل كنيدي الذي قُتِل على أيدي شخص قُتل، ومن قتله قُتِل، وهكذا إلى أن وجدنا أنفسنا في غموض هو نفسه الذي وقفنا أمامه في مقتل فاتنة العالم مارلين مونرو رغم كل الاجتهادات التي تتماشى مع محاولة كشف اللثام حول هوية القاتل إلا أننا لسنا نمتلك إجابات قاطعة إلى أن يقضي الله أمر كان مفعولا، ويكشف كل خفي.
المختصر المفيد ليس خفي إلا ويُعلن، وليس مكتوم إلا ويُعرف.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter