مينا ملاك عازر
يتوعد تنظيم داعش المصريين بأنه سيعلن عن وجوده في مصر قريباً وذلك عن طريق بث فيديو لذبح أحد المواطنين، طبعاً البيان الداعشي لم يحدد لنا ذبح من؟ ولكن المهم أنه ذبح، وتستطيع من ذلك أن تستنبط عدة أمور هامة.

أولاً أن الداعشيين أنفسهم يعترفون أن علامتهم المميزة هي الذبح أياً كان الذبح موجه لمن؟ ثانياً أن الداعشيين أنفسهم يعترفون أنهم الأكثر دموية من باقي التنظيمات المشابهة لهم في الدموية خاصةً وأن طريقة القتل بالذبح هي الطريقة الأكثر دموية بل ووحشية. ثالثاً لا يدرك الداعشيون أن الذبح في حد ذاته ليس علامة وجودهم فهناك الكثير من جرائم القتل التي تمت عن طريقة الذبح وهي الطريقة التي يعتمدونها، ونحن لا نستطع أن نعتبر كل من يذبح داعشي، وعليه فمن المؤكد أن فيديو الذبح الذي ننتظره نحن ليعلن عن وجودهم بل ليؤكد وجود داعش في مصر سيكون عبارة عن جريمة ذبح مميزة لن تكن على شاكلة جرائم ذبح القاعدة لرهائنها أو رجال الإرهاب في العراق الذين ذبحوا الصحفيين الأجانب في العراق الذين يبدون ملثمون وهم يذبحون وينفذون حكمهم، وهذا يشير أننا أمام أحد أمرين اما أنهم حقاً لا يدركون هذا أو أنهم يدركون لذا نحن بانتظار فيديو ذبح مميز جداً، على كل الأحوال السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يعلن تنظيم داعش عن وجوده في مصر دونما فيديوهات دموية ونحن سنصدقه دون أن يجهدوا أنفسهم.

السؤال الأهم والأخطر في هذه الآونة يتجلى في لماذا تهتم داعش على التأكيد على وجودها في مصر؟ الإجابة البديهية أنهم يدركون أهمية مصر واستعصائها على الدخول، وأنهم سيزدادوا إرهاباً للناس متى أعلنوا عن وجودهم بمصر أو أنهم سيرضون من يقفوا وراءهم متى نفذوا عمملية بمصر مما سيدر عليهم الأموال, المسألة يا سادة تحتاج للمزيد من التعمق بها، فهل سأل أحد منا نفسه لماذا لا يتفق داعش مع أي من التنظيمات المتواجدة بمصر كأنصار بيت المقدس أو غيرهم من الإرهابيين الدمويين لينضوي تحت لواءهم، ويعلن أنه فرع لداعش وبذلك وبكل بساطة يكن هناك تنظيم داعش بمصر ويمكن لهذا التنظيم أن يسجل الفيديو المتوقع هذا وتبقى المسألة انتهت ولا تحتاج كل هذه الضجة الداعشية التي بدون داعي.

أخيراً، وليس بآخر كما يقولون، أحب أقول لتنظيم داعش أنه من السهل جداً أن يتلثم أي أحد من أشباهكم الحيوانيين المتسترين بأجساد البشر ويذبح أي أحد ويعلن أنه داعشي فلا هذا بعيد عليكم ولاعلى تنظيماتكم ولا هذا سيبين لنا أنكم في مصر فلدينا أمثالكم كثر للأسف، وكلكم شبه بعض، وتعددت التنظيمات والموت واحد وكفاح شعب مصر ورفضهم لكم باقياً.