كى تذهب إلى شرق التفريعة أو «محور قناة السويس»، فإنك لن تحتاج وقتا طويلا من القاهرة إلى «أرض الأحلام»، فالمسافة ستقطعها فى نحو ساعتين ونصف الساعة، ولكن عليك الانتظار ساعات أخرى لا تستطيع حسابها بالتحديد لتستقل معديتى «بورفؤاد وشرق التفريعة»، فقد تستغرق ساعتين أخريين أو ثلاثا أو ساعة واحدة، فكما يقال: «أنت ونصيبك»، غير أن تعب الانتظار يزول فور أن تخطو قدماك إلى أرض أحلام المصريين الجديدة، لتجد نفسك أمام «ساحة صفراء» فى انتظار التنمية، وأمامها محطة حاويات شرق التفريعة.

ذهبنا بصحبة الدكتور خالد سالم، الخبير فى الموانئ واللوجيستيات. فى البداية توقفنا عند معدية بورفؤاد لمدة ساعة للذهاب إلى بورفؤاد، ومنها إلى معدية شرق التفريعة التى توقفنا عندها لمدة ساعة ونصف الساعة مرة أخرى بجانب سيارات نقل البضائع، التى تدخل واحدة فقط منها إلى المعدية ومعها بعض سيارات الملاكى، لتذهب سيارة النقل إلى محطة حاويات شرق التفريعة، ونقل البضائع من هناك، ويصاب جميع المنتظرين بالإرهاق الشديد بسبب وقوفهم تحت الشمس الحارقة، انتظارا للفوز بـ«مكان فى المعدية».

«هذا هو التحدى الأول أمام مشروع محور القناة».. هكذا أكد الدكتور خالد سالم، وقال: «انتظار سيارات النقل للعبور من بورسعيد حتى شرق التفريعة يضيع الكثير من الوقت، وبالتالى تتجنب بعض الشركات العمل فى هذا الموقع، ولهذا تحتاج الدولة إلى حل سريع لهذا الأمر بأن تنشئ أنفاقا تعبر من مدينة بورسعيد إلى شرق التفريعة، وتربط الدلتا بسيناء».

وقال هانى ضاحى وزير النقل: «تقدر استثمارات نفق قناة السويس بمليار دولار، وطلبنا من الاستشارى الإسبانى المكلف بإعداد مستندات الطرح لأنفاق بورسعيد شرحا تفصيليا للأعمال التى تمت حتى الآن، والرفع المساحى للموقع، والتصميمات التى يتم إجراؤها، وتشتمل على إنشاء نفقين للسيارات والشاحنات، فضلا عن نفق للسكك الحديدية أسفل قناة السويس، عند الكيلو ١٩.٥ ترقيم قناة السويس، جنوب مدينة بورسعيد». وتابع «ضاحى»: «النفق الجديد يضم نفقين للسيارات، كل واحد منهما مكون من حارتين مروريتين مخصصتين لاتجاه واحد، وخط سكة حديد، ويساهم هذا المشروع فى تحقيق خطة التنمية التى وضعتها الدولة لتعمير منطقة شبه جزيرة سيناء، والتى تمثل عمقا استراتيجيا مهما لمصر، بجانب مشروع الميناء المحورى الجديد لشرق بورسعيد». من جانبه، قال الدكتور محمد على، رئيس فرع أكاديمية النقل البحرى ببورسعيد، إن المنطقة تحتاج إلى تنمية شاملة، والأكاديمية بالتنسيق مع وزارة النقل قامت بتوسعة أنشطة الأكاديمية فى بورسعيد، حتى تقوم بخدمة مشروعات محور تنمية قناة السويس.

وأضاف: «نقوم حاليا بتدريب أبناء بورسعيد وتجهيزهم للعمل فى مشروعات محور القناة»، موضحا أن الأكاديمية ستكون الداعم اللوجيستى لهيئة قناة السويس من خلال تقديم جميع الدراسات والتدريب اللازم لكل المشروعات التى تتم حاليا.

ونوه بأن ترتيب مصر هو ٩٧ من بين ١٢٠ دولة على مستوى العالم من حيث اللوجستيات، مشيرا إلى أن اللوجستيات هى بوابة مصر لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية، وستجعل مصر من مصاف الدول الكبيرة، وموضحا أن إيرادات القناة السنوية تقدر بنحو ٥ مليارات دولار، وإذا تم تنفيذ المحور اللوجيستى بشكل متكامل فسيحقق قيمة مضافة تجعل القناة تحقق نحو ١٠٠ مليار دولار سنويا.