الأقباط متحدون - تهديد «داعش» بقتل مرسى
أخر تحديث ٠٣:٤٩ | الجمعة ١٥ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٩ | العدد ٣٢٩١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تهديد «داعش» بقتل مرسى

داعش
داعش
بقلم   د. عمار على حسن
قد تتسع أحداق كثيرين وتنفرج شفاههم فى عجب حين يقرأون عنوان مقالى هذا، الذى يستند إلى «فيديو» بثته ما تسمى الدولة الإسلامية فى بلاد العراق والشام «داعش» ظهر فيه شخص يدعى «أبوصهيب الليبى» يقول فيه، ما باب الخبل والغرور، إنهم إن تمكنوا من دخول مصرـ لا قدر الله ـ سيبدأون بقتل الرئيس المعزول محمد مرسى واصفا إياه بـ «الطاغوت والمجرم الأكبر» وأنه «يتمسح بالدين ويتستر» وقال إن «العوام والغلابة كانوا يقولون إنه أكثر حافظ للقرآن، ويقيم الصلاة، لكنه مجرم، وقريباً نتقرب إلى الله بقتل المرتدين والطواغيت فى مصر».
 
لكن من يقرأ تاريخ الفرق والتنظيمات والجماعات والتجمعات والتشكيلات التى صارعت على السلطة والثروة منذ الفتنة الكبرى وحتى الآن لا يستغرب أبدا ما ردده أبوصهيب، وسيردده غيره من الدواعش ومن لف لفهم، أو أعجبه تفكيرهم المريض، وسلوكهم الدموى، الخارج عن الإسلام والمنحاز إلى شريعة هولاكو. فكثير من هذه التنظيمات والفرق كفر بعضه بعضا، فسفكت دماء ونهبت ثروات واستبيحت أعراض.
 
ففى الزمن الماضى كان الخوارج يقتلون المسلمين الموالين لعلى بن أبى طالب (رضى الله عنه) ويحمون المشركين ظنا منهم أن هذا تطبيق حرفى للآية القرآنية: «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ. ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ»، وجاء فى الأثر أن واصل ابن عطاء كان ماضيا ذات ليلة بالصحراء فاعترضته مجموعة من الخوارج، وسألوه: من أنت؟ فأجابهم «أنا مشرك مستجير» وأخفى عنهم أنه «مسلم» حتى لا يقتلونه، فما كان منهم إلا أن صانوا حياته واصطحبوه معززا مكرما حتى بلغ مكانا آمنا.
 
وفى زمننا هذا كفَّرت جماعة «الشوقيين» التى كانت نشطة فى محافظة الفيوم أمير الجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن، المسجون فى الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، رغم أنه كان يزعم أن ما هو عليه وجماعته هو طريق الإسلام الصحيح، ويفرط معهم فى تكفير أهل الحكم والكثير من عموم الناس. وقد وقعت صدامات كثيرة بين الطرفين، وكذلك بينهما وبين فصائل أخرى من المتشددين.
 
ووصل الأمر إلى أن أعضاء الجماعة الواحدة كان يكفر كل واحد منهم الآخر داخل السجون، ولا يصلى معه، بدعوى أن الصلاة لا تجوز خلفه ولا معه.
 
والسلفيون من جانبهم كانوا يصارعون الإخوان على من ينفرد بـ«الدعوة»، فمنذ عقود حمل الإخوان ياسر برهامى رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية وألقوه خارج المسجد حتى لا يتمكن من الوعظ، وقبلها كانت الجماعة الإسلامية تتهم الإخوان بالنفاق والمداهنة والملاينة، بينما كان الإخوان يرمونهم بالشطط والتهور. ورغم أن كثيرا من هذه الجماعات قد تقاربت وتحالفت بعد ثورة يناير فى وجه التيار المدنى، ومع أن كلها تنهل من معين واحد وأهدافها متطابقة وإن اختلفت الوسائل، فإن هذا لم ينه التناقضات بينها، وإيمان كل منها بأنها هى التى تمثل الإسلام وما خلاها باطل. ووصل الأمر إلى ذروته حين قام أعضاء جماعة «التوحيد والجهاد» بتكفير محمد مرسى أثناء محاكمتهم فى قضية تفجيرات منشآت فى جنوب سيناء، حيث هتفوا داخل قفص الاتهام: «مرسى كافر».
 
على منوال هؤلاء تفكر داعش، فما فى رؤوسهم يقع فى قلب التصور المريض الذى سبق أن عشش فى أذهان جماعات وفرق شوهت تاريخ المسلمين وصورة الإسلام. ولهذا حين نسمع قياديا فى داعش يقول إنهم إن دخلوا مصر فأول من سيقتلونه هو مرسى، لا نتعجب أبدا، ليبقى ما نتعجب له هو غرور الدواعش وخيالهم المريض الذى صور لهم أن بوسعهم أن يسيطروا على مصر.
 
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع