بقلم د. غادة شريف | الجمعة ١٥ اغسطس ٢٠١٤ -
٤٠:
٠٧ م +02:00 EET
السيسى
بقلم د. غادة شريف
ولا أقصد بهذا المواكب التى صاحبت استقبال السيسى فى السعودية وروسيا بعد أن كانوا يستقبلون مرسى فى بئر السلم، لكنى أقصد منع دخول مدير منظمة «هيومن رايتس ووتش» مما يؤكد لك يا حمادة أننا أخيرا أصبحت لدينا دولة تكشر عن أنيابها، بعد أن كانت أراضينا «سداح مداح» لأشتون
وأخوتها اللى يسوى واللى مايسواش.. العجيب هو بجاحة ممثلى تلك المنظمة وإقدامهم على الزيارة بعد التقرير «الفضيحة» الذى كتبوه عن فض رابعة حيث حبشوه بالأكاذيب!.. لن أدخل فى تفاصيل التقرير فعند نشر هذا المقال ستكون الكثير من المقالات والبرامج قد تناولت تفاصيله، كما أننى لن
أنجرف للحديث عن الإعلام الذى اتبعه البعض مؤخرا إما لمجرد التطبيل لما قاله الرئيس فى لقائه بالإعلاميين، أو لإخلاء مسؤوليتهم على طريقة: «مش أنا يا ريس»، أو لعرض خدماتهم على طريقة «سيبك منهم ده مفيش غيرى»، لكن المفروض «بالفقاقة» كده أنه فى موقف مثل موقف ترحيل موظفى تلك المنظمة، وهو موقف يمس الأمن القومى- تلك الكلمة التى يسخر منها الجاهلون- فلابد أن ينتبه بشدة المسؤولون عن الفضائيات لمن يتناول التعليق
على شاشاتهم.. لذلك سأتحدث عن هذا المذيع الذى لا أعرف اسمه الذى حل فى ذلك اليوم محل لميس الحديدى فى برنامجها.. أذكر أننى رأيته على محطة خليجية منذ ٤ سنوات وكان يقدم برنامجا يهاجم فيه سياسات مصر الاقتصادية وكان نسخة من أحمد منصور فى تهكمه على مصر بكراهية
واضحة!.. ورغم أن كلنا كنا ننتقد النظام آنذاك إلا أنه أغضبنى بشدة من منطلق رفضى لهؤلاء المصريين الذين يهاجموننا من منابر غير مصرية حتى لو كانوا على حق، لذلك انزعجت جدا عندما وجدت أن سى بى سى تعاقدت معه، وأغلب الظن أنهم يجهلون أمره!.. المفروض أن حتى الواد حمادة
الصغير أصبح حافظ وفاهم أن معظم تلك المنظمات تعمل لإسقاط البلد، لكن هذا المذيع المعجزة تناول خبر ترحيل ممثلى منظمة هيومن رايتس بهجوم شديد على الحكومة من هذا التصرف «غير الحضارى».. ثم طالب الحكومة بتقديم اعتذار رسمى لمدير المنظمة وتوجيه دعوة رسمية له على أن تكون إقامته فى أفخم الفنادق المصرية.. يا واد ع الفنجرة البلوشى!..فى مثل هذه المواضيع الشائكة يجب على إدارة القناة أن تحدد سياسة التناول الإعلامى
قبل الظهور على الهواء، ولابد أن يتم الرجوع للجهات المعنية والتنسيق معها، ليس من منطلق الرقابة ولكن من منطلق أننا زى ما تقولوا كده فى حرب شديدة وستشتد وطأتها مع تقدم الحفر فى قناة السويس الجديدة.. لقد تحدث المذيع بجهالة شديدة حيث بدا أنه لا يعلم سبب ترحيلنا لممثلى هذه المنظمة بالذات، فرأى فى الواقعة فرصة للتهليل والزعيق ليحقق أى حبة شهرة تشرح قلبه الحزين، فأظهر كم هو مغيب حتى إنه لا يعلم أصلا مدى الخطر
الشديد الذى باتت تمثله معظم المنظمات الحقوقية لتآمرها مع الجهات الاستخباراتية الأجنبية لإفشال الدولة!.. أنا شخصيا يا حمادة عملت على مدى عشر سنوات فى منظمات مجتمع مدنى مختلفة، وأستطيع أن أبصم لك بأصابع إيدى ورجلى أن كلها عدا اتنين- ثلاثة تنفذ إلى الـ«سى آى إيه» مباشرة!..
فبأمارة إيه بقى يأتى هذا الزغلول الصغير فيهاجم قرار الترحيل هكذا؟.. طب مش كان يسأل أخوه الكبير؟.. أنا طول مشاهدتى له كان نفسى أسأله: «إنت واقع من مين يا ضنايا؟».. والنبى يا حمادة تروح تساعده.. غالبا وقع من جاكتة حد.. بتقول إيه؟.. كان بيحل محل لميس؟.. يعنى وقع من شنطتها؟.. يا أستاذة لميس هو أى حاجة تحطِيها فى شنطتك كده؟!
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع