أقباط سيناء بين خيار الهجرة أو الخطف والقتل ..وحرق كنيسة العريش جريمة إرهابية
الإرهابيون وجدوا ضالتهم فى خطف الأقباط لطلب الفدية لتمويل أعمالهم الإرهابية
كنيسة العائلة المقدسة برفح المدمرة تدخل نطاق المنطقة العازلة مع حدود غزة
العريش : : أعده : نادر شكرى
الأقباط كمثل غيرهم من المصريين ، توجهوا في فترة التسعينات إلى محافظة شمال سيناء بعد استقرار الأوضاع وبحثا عن حياة جديدة وخروجا من منطقة الوادي بالصعيد المزدحمة ، ومع بداية التنمية وإنشاء مؤسسات الدولة عمل الأقباط في وظائف مختلفة من التعليم والصحة ومجلس المدنية وعمل آخرين في أعمال التجارة واندمج الأقباط مع أشقائهم المسلمين ولم يتمركزوا في منطقة واحدة بل توزعوا على مراكز المحافظة ، واكتسبوا عادات وتقاليد المنطقة حتى إن النساء المسيحيات يضعون غطاء على الرأس في مناطق مثل رفح والصفا والشيخ زويد نظرا لبدوية المنطقة .
ومع تزايد عدد الأقباط في شمال سيناء اتجهت الكنيسة لخدمتهم وتوفير أماكن لممارسة شعائرهم الدينية وتم إنشاء أول كنيسة بشمال سيناء وهى كنيسة مارجرجس بشارع 23 يوليو والتي حرقت عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة ، ثم توالى إنشاء الكنائس في مركز بئر العبد ، وكنيسة العذراء وأبو سيفين "بالصفا" ، و كنيسة مارمينا والبابا كيرلس بحي المساعيد ، ومطرانية العذراء مريم بالضاحية ، ثم كنيسة العائلة المقدسة بمدنية رفح والتي دشنت بيد البابا شنودة الثالث عام 1996 والتي دمرت عقب ثورة 25 يناير عن طريق الجماعات التكفيرية وكانت شبه جزيرة سيناء يشرف عليها الأنبا مكارى ولكن بعد نياحته وفى عام 2001 قسم البابا شنودة الثالث الخدمة إلى أبراشيتين شمال وجنوب سيناء ويشرف على أبراشية شمال سيناء الأنبا قزمان وجنوب سيناء الأنبا ابوللو ويبلغ عدد الأسر المسيحية في شمال سيناء بحسب ما تصريح سابق للأنبا قزمان 550 أسرة فضلا عن أعداد السائحين والمصيفين .
بدأت أعداد الأقباط في الانخفاض بعد هجرة بعض الأسر لمنطقة رفح إثناء العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وتهديد حياة المصريين برفح ، ثم تركت بعض الأسر رفح واتجهت لإحياء أخرى مثل العريش عقب ثورة 25 يناير وحرق كنيسة العائلة المقدسة برفح ، وظهور الجماعات الجهادية والتكفيرية ولاسيما مع تولى محمد مرسى لرئاسة الجمهورية في يونيو 2012 ، وانتشار الجهاديين بسيناء وظهور جماعات قامت بتوزيع منشور على أقباط مدنية رفح بإعطائهم مهلة لترك المدنية وقال المنشور " ارحل أيها النصراني وأترك أرض الإسلام، وأمامك 48 ساعة ولا تلومن إلا نفسك بعدها"، وعقب انتهاء المهلة أطلق الجهاديون النيران على متجر ملك ممدوح نصيف ولكن أنقذته العناية الإلهية وبالفعل بدأت الأسر القبطية تترك منازلها وتنزح إلى مدنية العريش ، يستنجدون بالأمن والكنيسة طالبين نقل وظائفهم من مدينة رفح ولكن محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور رفض طلبهم بعد الضجة الإعلامية حول تهجير أقباط رفح .
وعقد اجتماع بين الأسر المسيحية والمحافظ والأنبا قزمان في استراحة كنيسة مارمينا والبابا كيرلس بالمساعيد وأصيبت سيدات بحالات إغماء لرفض حرجور طالبهم حتى وإعطاءه فرصه لإعادة الأمن ولكن الأسر المسيحية رفضت التضحية بأبنائها كحقل تجارب للارهابين في المدنية التي خلت تماما من الشرطة ، وبعد وقت هجرة الأسر المسيحية مدنية رفح وعددهم 17 أسرة لم يتبقى منهم ألان سوى أسرة واحدة قرر رب الأسر البقاء بعد ترحيل أبنائه إلى العريش والقاهرة ، واضطرت الأسر المسيحية العودة لموطنهم الاصلى بمحافظات الصعيد بعد بيع منازلهم بأسعار زهيدة وصفت بالخسارة الفادحة لهم .
وبعدها بأيام قليله أطلق إرهابيون النيران على مساكن الأقباط بحي الصفا بالعريش، دون وقوع خسائر بشرية فى محاولة لاستهداف المواطن "مجدي إبراهيم نيروز"، وهو موظف بالوحدة المحلية بمركز ومدينة رفح. حيث أثار الحادث موجة من الذعر بين الأسر القبطية التي تقيم في عمارتين متجاورتين ولم يدلى الرئيس محمد مرسى باى تصريحات حول تهجير الأقباط إلا بعد وقت متأخر في كلمات مطاطة
• قتل مجدي لمعي
وبعد أيام من حادث تهجير أقباط رفح خطف قبطي يدعى مجدي لمعي حبشي 63 عاما بمدينة الشيخ زويد ، طلب من أسرته الفقيرة فدية مالية ولكن عقب خطفة بساعات قلية تم قتله بعد تقيده بالسلاسل وفصل رقبته عن جسده وإلقاءه بمقابر سيناء وسبب الحادث حالة من الفزع بين الأقباط مع تزايد الجهاديين بسيناء في عهد الرئيس مرسى واختفاء الأمن وعقب الحادث هجرت أربعة اسر مسيحية مدينة الشيخ زويد بل وبدأت بعض الأسر بمدنية العريش ترك المدنية التي تحولت إلى مدنية الرعب يخترقها الإرهابيون بسيارتهم ويرفعون إعلام تنظيم القاعدة بعد تدمير كافة المؤسسات الأمينة .
• خطف وترويع
بدأت عصابات المال في ترويع أقباط العريش وتهديدهم ووزعت منشورات تطالبهم بالرحيل وذات الشهر الذى قتل فيه مجدي لمعي وقع الحادث المروع بقتل القس مينا عبود شاروبيم، 39 سنة، كاهن كنيسة مارمينا، بحي المساعيد بعد إطلاق النيران على سيارته فتوقفت ثم أسرع ملثمون إليه وسحبوه عنوة إلى خارج السيارة وأعادوا إطلاق عدة طلقات اخترقت أنحاء جسده وتركوه واخذوا سيارته وهربوا وبعدها حيث وجدت السيارة لاحقاً بالصحراء وأثار هذا الحادث حالة من الفزع الذى دفع الكثير من الأقباط ترك مدينة العريش حتى لو بشكل مؤقت ، وتوقفت الصلاة بالكنائس لفترة بعد تحذير الأمن للكهنة والأقباط من الخروج وانتقل كهنة العريش لدى ذويهم بالإسماعيلية والزقازيق لحين هدوء الأوضاع .
• قتل هاني سمير
واستمرت استهداف الأقباط فقتل قبطي بالعريش يدعى هاني سمير كامل 37 عاماً، تاجر أدوات صحية، بعد إطلاق الرصاص عليه أثناء تواجده أمام منزله بشارع "الغاز" بحي المساعيد ،فأصيب بـ3 طلقات نارية وبعد الحادث تم توزيع منشورات أخرى بحي الصفا تطالب الأقباط الرحيل وبالفعل غادرت الأسر المسيحية إلى ذويهم بمحافظات أخرى حتى قيام ثورة 30 يونيو وعادت بعض الأسر ولازالت اسر أخرى تنتظر استقرار الأوضاع .
• الخطف
واستمرت عملية ترويع الأقباط وخطفهم فخطف الشاب القبطي مينا متري 20 عاما إثناء وقوفه مع والده لمساعدته في متجره وطلب الخاطفون 150 آلف جنية فدية لتحريره وتم دفع الفدية .
وتم اختطاف رجل الأعمال سامح لطفي عوض الله، 46 سنة، من قبل ملثمين هاجموا سيارة الأجرة التي كان يستقلها في طريق عودته من المحل إلى المنزل مساء الأول من فبراير 2013 ونجح عوض الله في الهرب من "العشة" التي ألقوه فيها جنوب مدينة الشيخ زويد ثم هاجر عائدا إلى بلدته الأم في محافظة الشرقية بعد إطلاق النار عليه مرة أخرى أثناء تواجده في محله بالعريش .
كما تم خطف جمال عياد باشا 55 عام موجه بالتربية والتعليم ونجله وجدي جمال عياد 31 عامًا، من مدينة رفح في ابريل العام الماضي قبل تدخل وساطة إحدى القبائل التي قامت بالاتصال بالخاطفين وأجبرتهم على أطلاق سراح الأب ونجله .
خطف في شهر يونيو من هذا العام جمال شنودة صاحب محل أسمنت من داخل متجره تحت تهديد السلاح بحي الصفا
وتعرض شنودة رياض موسى لعملية اختطاف في مدينة العريش، من قبل مجهولين، وفي اتصال تليفوني بأسرة المخطوف طالبوا بفدية قيمتها مليون جنيه للإفراج عنه وتم التفاوض على تخفيض الفدية وتم تحريره بعد دفعها.
وتعرض د. وديع رمسيس كبير جراحي العظام في مصر وصاحب مستشفى العظام بالعريش لعملية خطف في يونيو الماضي من أمام عيادته وطلب الخاطفون 10 مليون جنيه لتحريره واستمر احتجزه لمدة 92 يوم واضطرت الأسرة لدفع فدية مليون جنية لتحريره بعد فشل الأجهزة الأمنية العثور عليه.
وعاش الأقباط حالة من الذعر بعد ثورة 30 يونيو بعد إن تحولت شمال سيناء لهجمات على الشرطة والجيش والأقباط وقام الإرهابيون بحرق أقدم كنيسة وهى كنيسة مارجرجس بشارع 23 يوليو ، وفى هذا التوقيت توقفت الصلوات لأكثر من شهر في جميع كنائس شمال سيناء ، وغادر الأغلبية من الأقباط منازلهم إلى ذويهم بعد إعلان الحرب على الإرهاب في شمال سيناء ويصلى الأقباط ألان قداسات يومي الجمعة والأحد مبكرا في كنيسة مارجرجس المحترقة في حين يقتصر الصلاة في كنيسة العذراء وأبو سيفين بحي الصفا على يوم السبت فقط فى حين اصبح من المؤكد اختفاء كنيسة العائلة برفح بعد لبدء فى اقامة منطقة عازلة بين قطاع غزة ومصر لاسيما بعد البدء فى ازالة عدد كبير من منازل المصريين لازالة المبانى لتسهيل عملية التحكم فى الحدود ومحاربة الارهاب .
ولاشك إن عملية استهداف الأقباط ألان أصبح طريقا سهل للجهاديين من أجل الحصول على تمويل مالي لعملياتهم الإرهابية، بعد تضيق الخناق عليهم من قبل الأجهزة الأمنية والتى زادت من هجماتها الان بعد حادث تفجير كمين كرد القواديس الذى اسفر عن مقتل 30 شخصا .
من جانبها قالت فادية عبد السيد إحدى القبطيات التي هجرت رفح إلى موطنها في أسيوط ، إن أكثر من 120 أسرة مسيحية هجرت مدنية العريش إلى محافظات أخرى بعد تزايد التهديدات ضد الأقباط ، وان مدنيتي رفح والشيخ زويد خلت تماما من الأقباط ألان ، لاسيما بعد خطف مجدي لمعي احد الأقباط بمدنية الشيخ زويد وفصل رأسه عن جسده وخطف أقباط اخرين ، وان قرار العودة متوقف على عودة الأمن وتطهير المنطقة من العناصر الجهادية وان كان املها فى العودة أصبح مستحيل بعد البدء فى إزالة الأغلبية بمنازل رفح لإقامة منطقة عازلة مع قطاع غزة وهم ما يفقدهم الأمل فى العودة مجددا لسيناء.