الأقباط متحدون ترصد مأساة اسر الأقباط المخطوفين بليبيا وينتظرون المصير المجهول
قرى الأقباط المخطوفين بين مطاردة شبح الفقر والبحث عن لقمة العيش وسط نيران الحرب بليبيا
نادر شكرى
تحولت فرحة الأقباط بالاحتفال بأعياد الميلاد إلى حزن وألم وصراخ ،وضاعت البسمة لتحل الدموع بديلا لها ، ويرف الخوف القاتل على منازلهم وترجف قلوبهم تعتصر بالألم للكارثة التي حلت بهم بعد استهداف أبنائهم وخطف ما لا يقل عن 20 قبطيا بمدينة سرت الليبية كانوا يتأهبون للعودة لوطنهم وقرهم بمركز "سمالوط" بمحافظة المنيا للاحتفال مع أبنائهم وعائلتهم بعيد الميلاد ، ليتحول مصيرهم الى المجهول الذي يخشاه أسرهم من أن يتحول كارثة قد تحل بهم إذا ما تعرضوا لنفس المصير الذي تعرض له الطبيب القبطي الذي قتل وأسرته.
الفقر القاتل اصبح مجرم يطارد أصحابه هربوا منه بحثا عن العيش لأبنائهم ، فكان ينتظرهم القدر الاسود ليخطفهم ويخطف فرحة أسرهم ويدفع بأطفالهم ملائكة الأرض لحالة من الهسترية من البكاء وعيونهم تائهة تمتلئ بالخوف تنظر حولهم فتجد بكاء وإغماء الأم وتنظر تارة مرة اخرى فترى كاميرات التلفزيون والأعلام تملىء منازلهم وهم يسألون ويكررون أسماء أبائهم والجيران تلتف حولهم لتعزيانهم ومواسيهم للتحول قريتهم التي لم يسمع عنها احد من قبل ولم تدخل بؤرة واهتمام الأعلام إلى حديث الرأي العام ووسائل الأعلام.
20 قبطيا من قرى " العور والجبالى ودفش و سمسون والسوبى ومنبال " يواجهون مصير مجهول ، حتى الان لم تنجح الجهود فى الكشف عن مصيرهم مع اقتراب دخولهم فى اليوم الخامس ، وكان خطف 7 اقباط قبل 7 ايام لتزيد الكارثة بخطف 13 اخرين من قرية العور للتحول القرية الفقيرة لقرية عنوانها الالم والبحث عن الامل فى عودة ذويهم .
حاولت كاميرا الاقباط متحدون نقل صورة حقيقة للقرية دون تجميل او تهويل او تهوين لنقل ماساة قرية لكل شخص لا يتصور حجم نكبتهم او قد يلقى باللوم عليهم لسفرهم الى ليبيا فى هذه الظروف ، ولا يعرف الكثير مدى فقرهم ومنازلهم التى بالكاد تحتوى على اثاث متهالك تضربه البرودة من كل اتجاه تجلس اغلبية العائلة فى حجرة او اثنين ويشاركهم فى حجرة اخرى بعض الماشية والطيور التى تساعدهم فى تدبر رزق ابنائهم ، وبعض المنازل من الطابق الواحد وبعضهم تخلوا من الأثاث عدا " حصيرة او كنبة او بعض المفروشات الفقيرة ، حتى ان اضاءة المنزل بالكاد تضىء حجرتهم ولذا يظهر ضعف الصورة التى تم نقلها فالحجرة الكبيرة لا يوجد بها سوى لمبة 60 وات ،
اردنا لا نجمل الواقع رغم انه مؤلم وقد يتسبب فى تعب وتألم البعض لحد الانتقاد لنقل هذه الصورة ولكن علينا ان نشعر بهم وعلينا ان نعيش معاهم حتى لو كان بيننا وبينهم مسافات كبيرة ، فهذه القرى تعيش عصور الظلام تخلو من كافة الخدمات عبارة عن شوارع ضيقة يشترك فيها سير الانسان والحيوان ، جميعهم لا يملكون اعمال سوى العمل اليومى بالاجرية 30 جنيها وقد يعملوا يوما ويجلسون يومين ولذا كان قرار السفر لنيران لبيبا خيار " اللي رمينا على المر فلن اجلس امام اطفالى ولا استطيع توفير القوت اليومي لهم ، وكده ميت وكده ميت.
يجلس معظم اهالى القرية ، أمام المنازل وفى الشارع الرئيس للقرية هربوا من ضيق وملل منازلهم التي تخلوا من ترفيه فلا يجدوا سوى التسامر مع بعضهم على عتبات المنازل ولكن هذه اليوم تحول حديثهم إلى صمت ينظرون ويترقبون ويسمعون صراخ النساء وهم يجلسون لا يجدون كلمات تقال سوى " يارب " ...افرج عن ابنائنا ملناش غيرك ..يارب ..احنا فقراء ...انت عالم بحالنا" ...